تحتار الأم أحيانا في سبب بكاء وليدها مع أنها أرضعته وجشأته( كرعته) وبدلت له حفاضته, ومع ذلك يظل يبكي حتي لو حملته وهدهدته! فما هي الأسباب التي تخفي عليها والتي تدفعه للبكاء؟ في إجابته علي هذا التساؤل يطرح د.وائل لطفي أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة مجموعة من الاحتمالات قد يكون أحداها سببا في بكاء مولودك فيقول: من أهم أسباب بكاء الطفل معدته التي قد تسبب له الألم لوجود الانتفاخ أو الإمساك أوالحساسية من اللبن الصناعي أوارتجاع حمض المعدة إلي المرئ. ولكي تعاوني الطفل علي زوال الألم لابد أن تقومي بتشجيعه علي التجشوء( تكريعه) أكثر من مرة, وعمل مساج( تدليك) خفيف لبطنه أو تحريك ساقيه كحركة العجلة, أما السبب البديهي الثاني فهو الجوع, وربما تندهش بعض الأمهات عندما تجد طفلها يبكي وقد انتهت منذ ساعة فقط من إرضاعه وتجده يقبل علي الرضاعة مرة أخري.. وهنا يوضح د.لطفي أن الأطفال يمرون بمراحل نمو سريعة يحتاجون فيه إلي زيادة في الغذاء خاصة خلال الأسابيع الأولي( الأسبوع الثاني والثالث والسادس), كذلك يشعر الطفل بالحر والزهق ويبكي لو كدست الأم الملابس فوقه خوفا من البرد, فبرودة أطراف الطفل لاتدل علي شعوره بالبرد ولكن إذا شعرت الأم ببرودة أنفه فهو في حاجة إلي تدفئة, ويفضل أن تلبس الأم الطفل نفس عدد قطع الملابس التي ترتديها هي نفسها. كذلك ينزعج الطفل من الصوت العالي والنقاش المحتد لأنه حديث العهد بالصخب الذي يختلف عن الهدوء الذي كان يعيش فيه في رحم الأم, فليرجئ الأبوين النقاش بعد نوم الطفل, كما أن تعريض الطفل أيضا إلي الضوضاء والحركة والأضواء الكثيرة كالموجودة في المولات أو أثناء المناسبات الأسرية قد يثير لديه الشعور بالخوف فيبكي. وسبب آخر غير معتاد قد يسبب البكاء وهو التفاف خيط من خيوط ثوبه علي أحد أطرافه أو احتكاك السوستة أو الماركة الملتصقة بالثوب بجلده الرقيق. ومن سن الستة إلي تسعة أشهر يبكي الطفل من الوحدة لو غادرت الأم الحجرة, حيث يكون بدأ يشعر بكيانه, ويجب حينئذ العودة إليه والربت عليه حتي يهدأ, ثم المغادرة والعودة.. وهكذا يدرك أنك ستعودين إليه كلما تركتيه ويختفي هذا الشعور لدي الطفل عندما يبلغ15 شهرا. وأخيرا قد يبكي طفلك من الملل فغيري له أماكن جلوسه أو اخرجي به للمتنزهات حتي تقوي لديه حب الاستكشاف.