مع إحتفال مصر كل عام بذكري انتصار أكتوبر العظيم الذي أعاد للأمة العربية مجدها وللعسكرية المصرية قوتها وعزتها, يتبادر الي الأذهان السؤال الحائر: هل تم تناول هذا الحدث في الدراما بشكل يتناسب مع عظمته؟ وكيف ننتج عملا فنيا متكاملا وموثقا عنه؟ ولماذا ظهرت مئات الأعمال عن الحرب العالمية الثانية, أو حرب فيتنام وغيرهما, بينما نحن تقاعسنا عن إنتاج عمل واحد يخلد هذا الإنتصار؟ يقول الفنان عزت العلايلي نحن في أشد الحاجة الي إنتاج عمل فني عن انتصارات أكتوبر بشرط أن تتوافر له كل الإمكانات المادية والمعلوماتية فمثل هذا العمل يحتاج الي المصداقية والدقة والاستعانة بالمتخصصين من العسكريين الذين يمكنهم تقديم المعلومات حتي يصبح العمل علي المستوي العالمي, ويمكن أن يتضمن العديد من الزوايا منها زاوية البطولة والتضحيات وزوايا إنسانية وأخري عن إبراز وقوف العرب الي جانب مصر وعلي الدولة تنفيذ مشروع فني ضخم بغض النظر عن المكسب والخسارة الإنتاجية. وتقول الفنانة مديحة يسري ان وزراء الأعلام السابقين هم السبب في ذلك لأنهم لم يفكروا في مثل هذا العمل وكانوا مقصرين في إصدار قرارات لتنفيذ مثل هذا العمل ولذلك أطالب وزير الإعلام صلاح عبد المقصود بإتخاذ خطوات جادة لإنتاج عمل ذي إمكانيات عالية عن هذا الإنتصار العظيم وأقول فيلما وليس مسلسلا لأن الفيلم أكثر توثيقا وترويجا وله بقاء أطول, وهذه الحرب المجيدة تحتاج الي عمل ضخم يبقي للتاريخ وللأجيال الصاعدة ويمكن أن ننتج أكثر من فيلم أو سلسلة أفلام كل فيلم منها يتناول زاوية معينة. ويقول الفنان محمود قابيل ان الدراما مقصرة في ذلك وبكل أسف طالبت منذ سنوات بضرورة عمل فني عن حرب الاستنزاف وانتصار أكتوبر ولكن كلها باءت بالفشل وإتفقت مع المخرج عصام الشماع علي تقديم عمل عن عملية التمساح للبطل إبراهيم الرفاعي ولكن وجدنا رفضا ومماطلة, فليس هناك تقصير من الفنانين المصريين ولكن هذا العمل يتطلب إمكانات مالية ضخمة وتسهيلات كبيرة ومساندة القوات المسلحة لأنه يحتاج الي المئات من الجنود والدبابات والطائرات واللنشات وأماكن تصوير في الصحراء والي معلومات كثيرة هناك صعوبة في الحصول عليها. وفي فيلم يوم الكرامة الذي قمت ببطولته نجح لمساندة القوات البحرية معنا حيث قدمت كل التسهيلات, والظروف حاليا غير مواتية لإنتاج عمل فني عن انتصار أكتوبر للضائقة المادية التي تعاني منها الدولة, والقوات المسلحة لديها مهام كثيرة ولكن السنوات القادمة نحتاج فيها الي تقديم عمل ضخم نقدمه للعالم كله بعدة لغات وليس للمصريين والعرب فقط لأن هذا الانتصار معروف علي مستوي العالم ويدرس حتي الآن في الأكاديميات الدولية, ورغم فخري بإنتمائي للعسكرية المصرية إلا أنني أتمني المشاركة فني عن حرب الاستنزاف وإنتصار أكتوبر. ويقول الخرج محمد راضي إن العائق الوحيد في تقديم عمل فني كبير عن انتصار أكتوبر هو عملية الإنتاج التي تتطلب تكاليف باهظة لا يمكن للمنتج الخاص أن يتحملها وأن كل ما أنتج عن هذا الانتصار لم يكن علي المستوي الذي نبتغيه ولكن نقدم كل التقدير لمن شارك في أي عمل سابق في ظل الظروف الصعبة وعدم إهتمام الدولة بذلك فمثل هذا العمل يحتاج الي مشاركة القوات المسلحة ووزارة الإعلام والثقافة, وأعتقد ان كل الفانيين لن يتأخروا في المشاركة وتقديم كل ما لديهم من إمكانات, وقد قدمت من قبل أفلام العمر لحظة وأبناء الصمت والآن بصدد الانتهاء من فيلم حائط البطولات الذي يتناول دور قوات الدفاع الجوي أثناء حرب الاستنزاف وحتي انتصار أكتوبر. ويقول المؤلف مجدي الإبياري رغم أنني كتبت14 مسلسلا و46 مسرحية لم يسعدني الحظ للكتابة عن أكتوبر وذلك بسبب عمليات الإنتاج التي هي اساس تقديم العمل الدرامي, وأعتقد أن كل المؤلفين يساورهم نفس الموقف. وعلي الرغم من إنتاج بعض الأعمال عن انتصار أكتوبر إلا أننا لم نقدم حتي الآن العمل المناسب لأنه ليس المطلوب توفير الماديات فقط ولكن الأهم هو مشاركة القوات المسلحة في إعطاء التسهيلات المطلوبة والتي بدونها لا يمكن إنتاج عمل متكامل عن إنتصار أكتوبر وهذا لمسته بنفسي من خلال مسلسل الضابط والجلاد الذي يصور حاليا من تأليفي حيث وجدنا صعوبة كبيرة في الحصول علي التصاريح الخاصة بمشاركة بعض جنود الأمن المركزي وعربات من وزارة الداخلية وبعض الأسلحة فما بلك بفيلم أو مسلسل عن انتصار أكتوبر ولذلك إذا أردنا توثيق عمل كبير فلابد من تدخل الدولة ولا نعتمد علي القطاع الخاص الذي لن يغامر بمثل هذا العمل الذي يحتاج الي إنتاج ضخم ولا يحقق المكسب المادي له.