جاء رجل من الانصار الي النبي يسأله(يطلب منه مالا) فقال له النبي: أما في بيتك شيء؟قال: بلي, حلس(كساء)نابس بعضه, ونبسط بعضه, وقعب(كوب) نشرب فيه الماء. قال:(ائتني بهما) فأتاه بهما, فاخذهما رسول الله صلي الله عليه وسلم, وقال:(من يشتري هذين؟) فقال رجل:انا اخذهما بدرهم, قال:( من يزيد علي درهم, مرتين او ثلاثا), قال رجل: انا آخذهما بدرهمين, فأعطاهما اياه, واخذ الدرهمين, وأعطاهما الانصاري,. وقال:( اشتر بأحدهما طعاما وانبذه الي اهلك, واشتر بالآخر قدوما, فائتني به) ففعل الرجل ماأمره به الرسول واحضر قدوما فشد رسول الله( عودا بيده, ثم قال:( اذهب واحتطب وبع, ولاارينك خمسة عشر يوما) فذهب الرجل يحتطب ويبيع, فجاء وقد اصاب عشرة دراهم, فاشتري ببعضها ثوبا, وببعضها طعاما, فقال رسول الله:هذا خير لك من ان تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة ان المسألة لاتصلح الا لثلاثة: لذي فقر مدقع( شديد), او لذي غرم مفظع, او لذي دم موجع. البطالة من اخطر ما يواجه الانسان فهي من اهم القضايا التي تحيط بنا فوجود انسان قادرعلي العمل وهو في اشد الحاجة اليه حتي يستطيع تلبية احتياجاته ولايجد هذا العمل فهنا تكمن المأساة الحقيقية حيث انها تحطيم للجوانب المعنوية والنفسية للانسان, ان البطالة تؤثر سلبا علي منظومة المجتمع بأكمله, فوجود شخص عاطل يسبب ارتباكا وخللا في المحيط الاسري كما ان له ايضا العديد من الاثار السلبية علي المجتمع من حوله. ان انتشار الجوع والفقر والمرض وظهور البلطجة هو نتيجة مباشرة لزيادة معدل البطالة في مصر, هذا الي جانب توجه نسبة كبيرة من الشباب العاطل الي ادمان المخدرات وهذا بدوره سبب من اسباب ظهور التحرش والسرقة بالإكراه وحوادث السيارات وغيرها وايضا انتشار حالات الانتحار بين الشباب العاطل فقد كانت احصائيات الشباب الذي اقدم علي الانتحار خلال4 سنوات12 الف شاب مصري والسبب الاساسي هو البطالة. اننا بحاجة ماسة الي ضرورة ايجاد حلول للقضاء علي هذه المشكلة ولكن نحن بحاجة الي حلول عملية لانظرية. فيمكننا عن طريق التعاون والتنسيق بين الحكومة والوزارات المعنية( وزارة القوي العاملة, وزارة الشباب) والبنوك والمؤسسات الخيرية وبعض رجال الاعمال من ايجاد حلول فعلية للبطالة منها: عمل دورات تدريبية للشباب العاطل في مختلف المهن الفنية والحرفية والعلوم النافعة مما يساعدهم علي شغل الوظائف المناسبة. تنمية فكرهم وتعليمهم ان العمل شرف وعبادة وعزة مهما يكن. كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم للصحابي الذي جاء يطلب صدقة فقال له: اذهب واحتطب فرسولنا الكريم وجد لنا لنا الحلول لمشاكل عصرنا ولكن يجب علينا اتباع منهجه وسنته للخروج من أزماتنا ومشكلاتنا ووجد لنا ايضا الحل للفقر والبطالة حث بدأ الرسول صلي الله عليه وسلم بحث الناس علي العمل ومزاولة بعض المهن والصناعات كما كان يفعل الانبياء الذين اعطوه القدوة والمثل العليا في العمل والكسب الحلال فقال الرسول صلوات الله عليه عن نبي الله داوود: ماأكل احد طعاما قط خيرا من ان يأكل من عمل يده, وان نبي الله داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يده وقدوتنا ومثلنا الذي نحتذي به سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم كان يرعي الغنم وكان يزاول التجارة ايضا بأموال السيدة خديجة. وكانت نظرة رسولنا الكريم للعمل نظرة تقدير واحترام مهما تكن طبيعة العمل وهذا ايضا مانحتاج اليه في مجتمعنا, فمزاولة اي مهنة خير من سؤآل الناس والذلة بين ايديهم ويقول رسولنا عليه الصلاة والسلام في هذا الصدد:لان يأخذ احدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب علي ظهره, فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من ان يسأل الناس اعطوه او منعوه وكما نعرف جميعا ان العمل عبادة وكما له عائد في الدنيا له ثواب في الاخرة كما شجع رسولنا الكريم المشروعات الاقتصادية بين المسلمين بالمشاركة وحثهم علي المزارعة(اعطاء الاراضي لمن يزرعها علي ان يكون له نصيب مما يخرج منها كالنصف او الثلث) وهذا ايضا حل من حلول البطالة وضعه لنا نبينا الكريم. ويجب ان يكون للبنوك دور في القضاء علي البطالة في اعطاء قروض حسنة لتمويل المشروعات الصغيرة(بدون فائدة حتي تحل البركة) او تطبيق نظام المشاركة حتي يساعدوا كل من لديه فكرة مشروع جيد في تنفيذ مشروعة ومتابعته. كمايجب تقليل الرسوم الضريبية علي المشروعات الصغيرة او محوها تماما. يجب تشجيع رجال الاعمال علي ان يشاركوا في حل ازمة البطالة بتوفير فرص العمل المتاحة لديهم للشباب العاطل, واعطائهم فرصة للتدريب علي الاعمال المطلوبة. اننا عندما نقضي علي مشكلة البطالة فإننا نقضي علي الكثير من المشاكل الاخري التي تواجهنا في مجتمعنا المصري حيث اننا نقضي علي المرض والفقر والجهل والبلطجة والادمان والتحرش والانتحار.. اننا بدعوتنا الي حلول عملية وليست نظرية لللبطالة و اتباع منهج ديني سليم قائم علي تعاليم القران والسنة انما هو سعي لحياة كريمة وافضل لكل شاب بمصرنا الحبيبة, والله ولي التوفيق.