إقليم كيبيك سيصبح مستقلا يوما ما, هكذا تعهدت بولين ماروا زعيمة حزب الكيبيك الانفصالي الكندي في خطاب فوز حزبها في الانتخابات التشريعية التي جرت في الشهر الماضي في إقليمكيبيك الناطق بالفرنسية بعد أن حصل علي56 مقعدا تتيح له فرصة تشكيل حكومة أقلية, لتصبح بولين ماروا أول سيدة تتولي منصب رئيس الوزراء في تاريخ الإقليم. وتبدأ ماروا أولي خطواتها علي طريق تحدي الحكومة الفيدرالية الكندية لتحقيق حلم استقلال كيبيك الفرنسية التي أصبحت الآن وبعد فوز الانفصاليين بركانا يهدد الوحدة الكندية. والأرجح أن فوز حزب الكيبيك في الانتخابات بعد غياب ما يقرب عقد من الزمن يرجع في المقام الأول إلي كاريزما بولين, فقد دفع الحزب لتعزيز فرص نجاحه في الانتخابات بمرشحة مخضرمة في الحياة السياسية محملة بخبرة33 عاما من العمل الحكومي. ولدت بولين ماروا في مدينة كيبيك في29 مارس عام1949 لأبوين من أصل فرنسي. وحصلت علي شهادة في العلوم الاجتماعية من جامعة لافال في كيبيك وماجستير إدارة أعمال من معهد الدراسات التجارية العالي في جامعة مونتريال. وعملت ماروا في مجال الخدمات الاجتماعية والتعليم حتي دخولها المعترك السياسي عندما عينها وزير المالية في حكومة حزب الكيبيك جاك باريزو مستشارته الإعلامية في عامي78 و79, وأول تجربة سياسية فعلية خاضتها ماروا كانت ترشحها للانتخابات المحلية عن حزب الكيبيك الاستقلالي النزعة عام81, حيث فازت بالمقعد النيابي عن دائرة لا بيلتري. وفي مسيرتها السياسية الطويلة التي اضطلعت فيها بحقائب وزارية مهمة لم يمنعها طموحها السياسي منقطع النظير من الترشح لزعامة حزب الكيبيك, وترشحت بالفعل في عام2006 وأصبحت أول امرأة تتزعم الحزب. بولين ماروا يحدوها أمل كبير في أن تحقق لكيبيك ومونتريال نقلة نوعية من خلال حكومة يشكلها الحزب الانفصالي, وتعهدت بأن يري المواطن الكيبيكي ربيعا سياسيا جديدا يغطي كل الجوانب وعلي رأسها طبيعة الحكم وممارسة السياسة الصحيحة كي تستعيد كيبيك قوتها وحضورها السياسي. وتأتي كلمات ماروا في خطاب الفوز بمثابة الإعلان عن أن مستقبل الكيبيك الفرنسي يكمن في الانفصال عن كندا الانجليزية. ولكن الموقف الأمريكي والبريطاني إزاء انفصال الكيبيك عن كندا يضع حجر عثرة أمام الكيبيكيين حكومة وشعبا, فقد رفضت الولاياتالمتحدةالأمريكية إعطاء أية تعهدات لقادة الانفصال في كيبيك, وأعلنت عن أن كيبيك في حالة انفصالها لن تنضم إلي اتفاقية التجارة الحرة بسهولة. أما بريطانيا فلطالما أكدت مساندتها مرارا للحكومة الفيدرالية ضد الانفصاليين. كما أن الاتحاد الحالي قد أوجد مصالح متبادلة وحالة من الاعتماد المتبادل بين سكان كيبيك وبقية سكان كندا, وهو ما يعني أن الانفصال سيؤدي إلي الإضرار ببقية السكان. ومن الناحية القانونية, فإن القانون الدولي الذي يمنح الشعوب حق تقرير المصير لا ينطبق علي سكان كيبيك وإنما علي السكان الذين هم تحت الاحتلال أو الاستعمار, كما أن الدستور الكندي لا يسمح للسلطة المركزية الكندية أن تمنح مقاطعة كيبيك حق الانفصال. فالسبيل الوحيد لتحقيق الانفصال هو إجراء استفتاء شعبي وتكون فيه نسبة التصويت أكثر من50% بالموافقة. وهو ما يضع علي عاتق ماروا مسئولية الوفاء بالعهد وتحقيق حلم الاستقلال مستقبلا.