يعكف العديد من الخبراء الاسترايجيين فى حلف شمال الاطلنطى(الناتو) لوضع إستراتيجية جديدة للحلف للعام الحالى والتى تهدف إلى تقديم حلول نظرية جديدة تحل محل الإستراتيجية الحالية. والتي وضعت منذ عام1999, وتبناها الحلف خلال السنوات العشر الماضية.من المتوقع أن تأخذ النظرية الإستراتيجية الجديدة بعين الاعتبار التهديدات المعاصرة التي تواجه الأمن الدولي ومنها القرصنة والانقطاع في إمدادات النفط والغاز, واكد اندرس فوج راسموسين أمين عام حلف الاطلنطي ان صياغة النظرية الجديدة تجري في ظل استشارات عامة ومفتوحة. وعلي الرغم من صياغة الاستراتيجية الجديدة للحلف, فهناك اعتراض قوي من جانب روسيا, حيث تري أن المخاطر والتهديدات الحالية تحمل طابعا عالميا, وبالتالي لا يمكن التصدي لها بجهود( الناتو) وحده, وحتي لو رغب بالانفراد بمواجهتها, فقد رفضت موسكو الأفكار التي تدعو لمنح الحلف( إمكانية استخدام القوة بدون تفويض من مجلس الأمن, وأكدت ان دعوات الناتو لمضاعفة استخدام قدراته بدون الحصول علي مثل هذا التفويض تثير الكثير من علامات الاستفهام, وقد جاء هذا الرد بناء علي مقترحات عدد من السياسيين في الدول الاعضاء, في الناتو حيث اقترحوا منع الحلف حق صيانة النظام العالمي بدلا من الأممالمتحدة وكان مندوب الولاياتالمتحدة لدي الناتو( ايفود الدير) من اشد المتحمسين لفكرة تشكيل ما يسمي عصبة الديمقراطيات, بحيث يتمكن الحلف من تنفيذ عمليات في جميع أنحاء العالم للرد علي الأزمات الانسانية العالمية, ولتكون بديلا لمجلس الأمن الدولي, حيث أكد أن قوي مثل روسيا والصين تعمل علي عرقلة عمل مجلس الأمن. وتخشي روسيا وغيرها من دول العالم المختلفة أن تذهب النظرية الجديدة للحلف, لتكريس استراتيجيته التي كان اقرها عام1999, وحدد فيها سياسة الانتقال من مرحلة الدفاع عن اراضي دول الحلف, إلي الدفاع عن المصالح خارج تلك الأراضي, أي إلي الهجوم والعمل ضد أية أخطار تهدد هذه المصالح في أي مكان, من منطلق ما تريده واشنطن لدول الحلف في نقل الحرب ضد الإرهاب إلي افغانستان, بل الي داخل الاراضي الباكستانية وربما الي أي مكان آخر في المستقبل. ويتفق الأوروبيون, والأمريكيون علي ضرورة إصلاح وتحديث الحلف, بما يجعله أكثر سرعة, ربما يمكنه من التدخل لمنع اندلاع الصراعات, حيث أن وزير خارجية المانيا شتاينماير أشار الي أن آخر ورقة استراتيجية اعتمدها الناتو كانت قبل عشر سنوات, ومنذ ذلك الوقت تغير العالم كثيرا, وظهرت تهديدات جديدة, مما يستدعي تحقيق صيغة إستراتيجية جديدة تتفق, والتحديات العالمية الجديدة, ولكن لمصلحة من يكون انحياز هذه الصيغة, للولايات المتحدة أم اوروبا في وقت اصبح فيه العالم يسير بصياغة اخري لعالم الاحلاف, لجهة كل طرف لمصالحه الخاصة, او للمصالح المشتركة التي تنظم عقد التحالفات الإقليمية أولا, ومن ثم الدولية. لذا فإن الرؤية الروسية للسياسة الخارجية في المدي الطويل ستركز علي السيطرة علي مصادر الطاقة بما في ذلك الشرق الأوسط والمناطق القطبية, وبحر قزوين وآسيا الوسطي. لذا فقد وضعت روسيا وثيقة استراتيجية لأمنها القومي, رأت فيها أهمية تحولها إلي دولة عالمية كبري, توجه جهودها نحو دعم الاستقرار, الاستراتيجي, وعلاقات الشراكة ذات المنفعة المتبادلة في ظروف العالم متعدد الاقطاب, حيث أصبحت تلك الوثيقة وثيقة إستراتيجية الأمن القومي روسيا الاتحادية حتي عام2020. إذن فالعالم ينتظر الاستراتيجية الجديدة للناتو في الفترة المقبلة, وتعامله مع التحديات الجديدة, وهل تستطيع إستراتيجية الأمن القومي الروسي, أن تكون عقبة أمام الناتو علي الرغم من أنها تلعب منفردة علي المستوي الدولي, ولكنها بالطبع تغازل الأممالمتحدة, حتي تحبط مخططات الناتو التوسعية.