وزير التعليم: مدارس IPS الدولية حازت على ثقة المجتمع المصري    حفل تأبين الدكتور أحمد فتحي سرور بحضور أسرته.. 21 صورة تكشف التفاصيل    كم سجل سعر جرام الذهب الآن في مصر؟ عيار 24 يلامس 3606 جنيهات    البورصة المصرية، المؤشرات تعاود الصعود بمرور ساعتين من بدء التداولات    عضو بالكنيست يفضح نتنياهو، مليشياته تهاجم شاحنات المساعدات الإنسانية ل غزة    جماعة الحوثي تسقط مسيرة أم كيو 9 أمريكية في "البيضاء"    أخبار الأهلي : قلق داخل الأهلي قبل نهائي دوري أبطال أفريقيا    كرة اليد، ماذا يحتاج الزمالك لاقتناص لقب الدوري من الأهلي؟    الموعد والقناة الناقلة لقمة اليد بين الأهلي والزمالك بدوري كرة اليد    "إيقاف لاعب وعضو مجلس".. شوبير يكشف عقوبات قاسية على الزمالك بعد أحداث الكونفدرالية    بالأسماء، إصابة 12 طفلا في انقلاب سيارة في ترعة بأبو حمص في البحيرة    ضبط 4 عاطلين احتجزوا أجنبيا ظنوا بأنه لص توك توك فى مدينة نصر    «الداخلية» تكشف حقيقة محاولة خطف طالب عقب اقتحام مدرسة بالقاهرة    «الداخلية»: شرطة المرور تضبط 20042 مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    «عثر على جثتها ملقاة في المقابر».. القبض على مرتكبي واقعة «فتاة بني مزار»    فيلم السرب يحقق 560 ألف جنيه أمس    لمواليد برج الحمل.. توقعات الأسبوع الأخير من مايو 2024 (تفاصيل)    أحمد الفيشاوي يحتفل بالعرض الأول لفيلمه «بنقدر ظروفك»    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في المركز الثالث بدور العرض    اجتماع عاجل لوزير الصحة مع لجنة إدارة أزمة الأوبئة تزامنا مع حلول الصيف وموسم الحج    في يومه العالمي.. طبيب يكشف فوائد الشاي    بالتزامن مع فصل الصيف.. توجيهات عاجلة من وزير الصحة    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    روسيا تفشل في إصدار قرار أممي لوقف سباق التسلح في الفضاء    طلب تحريات حول انتحار فتاة سودانية صماء بعين شمس    جامعة بنها تفوز بتمويل 13 مشروعا لتخرج الطلاب    الثلاثاء 21 مايو 2024.. نشرة أسعار الأسماك اليوم بسوق العبور للجملة    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في أسواق محافظة قنا    تاريخ المسرح والسينما ضمن ورش أهل مصر لأطفال المحافظات الحدودية بالإسكندرية    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    محافظ أسوان: توريد 225 ألفًا و427 طنًا من القمح حتى الآن    إي إف چي هيرميس تستحوذ على حصة أقلية في Kenzi Wealth الدنماركية    الهجرة تعقد عددًا من الاجتماعات التنسيقية لوضع ضوابط السفر للفتيات المصريات    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لمنطقة أبو غليلة    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    آخر مستجدات جهود مصر لوقف الحرب في غزة والعملية العسكرية الإسرائيلية برفح الفلسطينية    مبعوث أممي يدعو إلى استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    حسم اللقب أم اللجوء للمواجهة الثالثة.. موعد قمة الأهلي والزمالك في نهائي دوري اليد    بشير التابعي: معين الشعباني لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح للزمالك على نهضة بركان    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 49570 جنديًا منذ بداية الحرب    وزير الصحة يوجه بسرعة الانتهاء من تطبيق الميكنة بكافة المنشآت الطبية التابعة للوزارة    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    الحماية المدنية تخمد حريق هائل داخل مخزن بمنشأة القناطر (صور)    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    مارك فوتا يكشف أسباب تراجع أداء اللاعبين المصريين في الوقت الحالي    احذروا الإجهاد الحراري.. الصحة يقدم إرشادات مهمة للتعامل مع الموجة الحارة    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    حدث بالفن| حادث عباس أبوالحسن وحالة جلال الزكي وأزمة نانسي عجرم    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    عمرو أديب عن وفاة الرئيس الإيراني في حادث الطائرة: «إهمال وغباء» (فيديو)    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المستشار الإعلامي للسادات
يفتح خزائن أسراره للمرة الأولي‏

سيبقي انتصار أكتوبر المجيد في الذاكرة تجسيدا لكفاءة المقاتل المصري‏,‏ ورمزا خالدا يفتخر به كل عربي‏,‏ ومهما تباعدت السنون لن ينسي الجيش الإسرائيلي مرارة الهزيمة‏,‏ وقسوة المفاجأة‏.‏ 39 عاما مرت علي يوم السادس من أكتوبر عام..1973 وماتزال الأسرار تتوالي عن خطط واستعدادات هذه الحرب الضارية التي أبهرت العالم بأسره, وأعادت إلي الأمة مجدها وعزتها.
وفي هذه المناسبة يبدأ الأهرام في نشر سلسلة من التقارير والموضوعات والحوارات عن أكتوبر, يكشف فيها عن خفايا وأسرار جديدة, ويرصد أهم العلاقات المضيئة التي أنارت الطريق, وفي مقدمتها خطة الحرب, وعنصر المفاجأة والبراعة في استخدام كل الأوراق المتاحة في أيدي العرب.
اشرف مروان
قد يتصور البعض أن كل المعلومات والأسرار قد نشرت عن أكتوبر, غير أن الحقيقة تشير إلي أنه لايزال هناك الكثير من الأسرار التي لم يكشف عنها.
محمد عبد الجواد الرئيس الأسبق لوكالة أنباء الشرق الأوسط والمستشار الإعلامي للرئيس السادات خلال ال4 سنوات الأخيرة من حكمه والذي ظل في منصبه مستشارا إعلاميا لمبارك طيلة ال12 عاما الأولي لحكم الرئيس السابق يفتح خزائن أسراره للمرة الأولي للأهرام
عدت إلي عملك في وكالة أنباء الشرق الأوسط قبل حرب أكتوبر ب42 ساعة, فما هي أهم الاستعدادات التي تمت خلال هذه الساعات الفارقة في تاريخ مصر؟
في منتصف ليل الأربعاء4 أكتوبر, عقد السادات اجتماعا وزاريا مصغرا يرأسه د. عبدالقادر حاتم رئيس مجلس الوزراء بالإنابة, وممدوح سالم وزير الداخلية, والدكتور عبدالعزيز حجازي وزير المالية, واللواء حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي, واللواء عبدالفتاح عبدالله وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء, وتفرغ السادات لإدارة المعركة والاتصالات الخارجية, هذا ما أبلغني به السفير أشرف غربال, المستشار الإعلامي للسادات, في اليوم التالي للاجتماع, وطلب مني العودة للعمل في الوكالة بأمر من السادات عند ذلك أدركت أن الحرب باتت وشيكة خلال ساعات.
محمد عبد الجواد - المستشار الاعلامى للسادات
هل كان لأشرف مروان دور في تبليغ إسرائيل بميعاد الحرب؟
في حقيقة الأمر لا أعرف الكثير عن أشرف مروان, غير أنه كان له دور كبير في تسليح الجيش الليبي بالطائرات, لكن مسألة إبلاغ إسرائيل بميعاد الحرب, فهي خدعة استخدمها السادات لخداعهم, فقد قام طوال الأسبوع السابق لإعلان الحرب بعمل ثلاث عمليات تعبئة عامة للجيش, وكان الجنود المصريين يتحركون باتجاه قناة السويس, وفي اللحظات الأخيرة يعودون إلي أماكنهم حتي يوهم إسرائيل أن مصر غير جادة في الحرب.
كان السادات ماكرا حتي في اختيار ميعاد بدء المعركة.. فمن المعروف أن الحروب إما أن تبدأ مع طلوع الشمس أو مع الغروب, لكن للمرة الأولي في تاريخ الحروب تبدأ الحرب في الساعة الثانية ظهرا.
استطيع القول إن بكل تأكيد نجح الجيش المصري نجاحا لم يسبق له مثيل في اجتياز المانع المائي الضخم, وفي اليومين الثالث والرابع انهار الجيش الإسرائيلي, مما جعل جولدمائير تطلب من هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي النجدة, وقال لها مقولته الشهيرة: جولدمائير, لقد خسرت الحرب وسوف نقوم بإسعافك.
بدأت بعد ذلك اتصالات الجانب الأمريكي بالسادات, وجاء هنري كيسنجر إلي مصر وبدأت المحادثات السرية بينه وبين السادات في أسوان, فلم يطلع السادات علي ما دار بينه وبين وزير الخارجية الأمريكي, مما أثار حفيظة الكاتب محمد حسنين هيكل, رئيس تحرير الأهرام وقتها, وقال له السادات: هيكل.. أنا الذي أحكم مصر.. وانت لست شريك في الحكم.
عزلك عبد القادر حاتم من منصبك كرئيس لوكالة أنباء الشرق الأوسط وكانت عودتك مرة أخري بأوامر من السادات.. فكيف بدأت علاقتك بالسادات؟
عزلني عبد القادر حاتم وزير الإعلام الأسبق من منصبي بسبب وشاية من أحد المقربين له ولكن بعد عودتي مرة أخري بأمر من السادات, أدركت جيدا أن السبب الرئيسي في تمكين حاتم من الوقيعة بيني وبين السادات هو عدم وجود علاقة مباشرة بالسادات, وكانت بداية العلاقة القوية أثناء سفري مع السيدة جيهان في رحلة استمرت26 يوما إلي الشرق الأقصي وكنت الصحفي الوحيد المرافق لها خلال الرحلة بعدها توالت الرحلات إلي الخارج بصحبة الرئيس, وخلال ذلك انتبه السادات أنني أقوم بعملي ليس كرئيس تحرير ولكن كمندوب للرئاسة وكان وقتها الاعتماد علي وكالة أنباء الشرق الأوسط في بث كل هذه الأحداث, فزادت علاقتي بالسادات واكتسبت ثقته, بعدها أصبحت العلاقة يومية, حيث كنت انقل له يوميا تقريرا عن أهم الأحداث العالمية ونتناقش حولها ومدي تأثيرها علي مصر لحوالي ساعتين علي الهاتف واستمر ذلك حتي وفاته.
كتب أيري إيرات رئيس تحرير ال جيرزاليم بوست الإسرائيلية في مذكراته أنك كنت مهندس رحلة القدس فما حقيقة ذلك ؟
قبل رحلة السادات للقدس سافرت للنرويج لحضور مؤتمر دولي عن حرية الصحافة وخلال حفل التعارف تقدم لي شخص وعرفني بنفسه انه أيري إيرات رئيس تحرير جيرزاليم بوست الإسرائيلية وقال لي أريد أن أتحدث معك في أمر مهم.. ولم يكن وقتها مسموح لأي مسئول مصري أن يلتقي إسرائيلي, وخلال ثلاثة أيام كنت في حيرة هل أقبل دعوته بالمقابلة والحديث أم ارفضها, وبعد تفكير قررت أن أقابله, وكان اللقاء في غرفتي خلال الساعات الأخيرة قبل مغادرتي للمؤتمر, حيث قال لي أنا قادم لأبلغك برسالة مهمة من إسرائيل فطلبت منه أن يكون هذا لقاءنا سري بمعني لا يعلم أي شخص من الحاضرين المؤتمر شيء عنه, وانه إذا تحدث عن المقابلة سأنكرها وسأقول إنني لم أقابله, ووافق قائلا الرئيس السادات يقول إنه جاد في السلام فهل هذا حقيقي ؟ فأكدت له ذلك, فرد لقد جئت لأبلغك برسالة بألا تخافوا من تولي مناحم بيجين رئاسة الوزراء فهو رجل قوي وإذا وقع علي اتفاق سلام فإنه ليس مثل من سبقه فهو قادر علي أقناع الرأي العام الإسرائيلي بها, وهذه الرسالة جئت بها من بيجين وعليك نقلها للسادات وكان بيجين تولي رئاسة الوزراء الإسرائيلية منذ3 أشهر, والمعروف أن رؤساء تحرير الصحف الإسرائيلية يعملون لدي الموساد, قمت بكتابة تقرير مختصر لما دار في هذا اللقاء وبعد عودتي للقاهرة طلبت ممدوح سالم رئيس الوزراء وقتها فأبلغته بما حدث وطلب مني أن أبعث له ملخصا فورا بما دار وأرسله إلي منزله بعدها ب3 أيام كنت علي طائرة الرئيس خلال سفره إلي الرياض فتحدث إلي السادات قائلا.. ممدوح قالي إنك مرعوب مما حدث في لقائك مع الصحفي الإسرائيلي, رسالتك كانت مهمة جدا ونحن من الآن نقابل من نشاء لأننا علي حق ولا نخفي رءوسنا في الرمال.. وبعدها بفترة كتب إيرات كتابه قائلا إن هذه المقابلة التي كانت بيني وبينه كانت سببا في رحلة السادات للقدس,
كتب الكثيرون عن رحلة القدس فما أسرارك عن تلك الرحلة ؟
ما لا يعلمه أحد.. ما ابلغني به السادات أثناء العودة من دمشق أثناء الترتيب لرحلة القدس, أنه أتفق مع الرئيس حافظ الأسد علي أن يعقد مؤتمر صحفي يعلن فيه عزمه السفر إلي القدس وأن يعلن حافظ الأسد عدم موافقته علي ذلك وهذا بالتنسيق فيما بينهما, ولكن فوجئنا فور وصولنا للقاهرة بأن الأسد أخل بالاتفاق وأعلن أن السادات خائن وأن فريقا من حزب البعث السوري كان قد طلب التحفظ علي السادات كرهينة قبل مغادرته سوريا, لكن رفض الأسد ذلك, وحقيقة الأمر أن الأسد كان ينوي إسقاط طائرة الرئيس فوق قبرص وقد علمت المخابرات الأمريكية بالأمر وقامت بتأمين عودة طائرة السادات إلي القاهرة, وقد أبلغني النائب مبارك بهذه التفاصيل في اليوم التالي لعودتنا من دمشق.
سبقت حادثة المنصة أحداث مهمة كانت مقدمة لاغتيال السادات فما أسرار هذه الفترة ؟
هناك ثلاثة أسباب رئيسية كانت مقدمة لاغتيال السادات الأول حدوث الفتنة الطائفية في صيف1981 والتي بدأت أحداثها في عين شمس والزاوية الحمراء وكان السادات يخشي أن تتفاقم ويؤدي ذلك أن تنتهز إسرائيل الفرصة وتدعي أن في مصر إضطرابات, وتؤجل انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء, وكان السادات يحلم بأن يخرج أخر جندي إسرائيلي من سيناء في إبريل82.
ثانيا ما فعله النبوي إسماعيل نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية وقتها, وقد زاد الأمر احتقانا حيث استطاع النبوي أن يدق أسفينا بين السادات ورئيس وزرائه ممدوح سالم, وقد دهشت عندما أخبرني السادات في أوائل سبتمبر أنه توصل إلي أن من يحرك سياسات ممدوح سالم هو النبوي إسماعيل و أن ما يحدث من عدم استقرار أمني في مصر وأحداث الفتنة والفوضي حدثت عندما أبعد ممدوح سالم, النبوي إسماعيل من منصبه وفي اعتقاده أن النبوي من كان يرسم السياسات ويسيطر علي الأمن في البلاد وبالفعل نجح النبوي في أبعاد ممدوح سالم معتقدا أنه من ينافسه في الوصول لمنصب رئيس الوزراء وكذلك نجح في اقصاء منصور حسن وزير الإعلام وقتها من منصبه وكان حسن من أكثر الشخصيات المقربة للسادات, حيث كلف السادات وقتها منصور حسن بالاتصال بزعماء المعارضة ومحاولة كسب ودهم وبدأ حسن في عقد هذه اللقاءات في منزله وكانت تتسم بالودية في محاولة لاستقطابهم, وكان حسن يقف علي الحياد بين السادات والمعارضة وقد استغل النبوي ذلك وقام بتسجيل4 شرائط لهذه المحادثات وإعطاءها للسادات, والتي كانت نتيجتها أن قام السادات بإبعاد منصور حسن من الوزارة وطلب منه أن يكون وكيلا لمجلس الشعب لكنه رفض, وهذه الحقائق قد تغضب منصور حسن لأنه يعتبرها أحد الأسرار التي لا يحب أن يذكرها أو يتحدث عنها نهائيا.
ثالثا التقارير الأمنية التي قدمها النبوي إسماعيل الذي لم تتوقف مؤامراته عند ذلك, ولكن أدت ومشورته للسادات إلي اعتقال أكثر من ألفين من رموز الحركة السياسية والوطنية في ذلك الوقت, وعلي رأسهم محمد حسنين هيكل والبابا شنودة الذي قرر السادات خلعه من منصبه وأرسله إلي دير وادي النطرون وعدد كبير من رموز الإسلاميين وكانت هذه الفتنة الكبري والشرارة التي أدت قبل أقل من شهر إلي اغتيال السادات.
وماذا عن يوم اغتيال السادات ؟
سبق وتم تهديد السادات مرتين بالقتل قبل اغتياله في حادث المنصة, علمت من مصادري خلال عملي في الوكالة أن اثنين من الحرس الثوري الإيراني قد تسللا وأستطاعا دخول مصر وقررا تنفيذ مخطط لاغتيال عدد من الشخصيات البارزة من بينهم السادات, وكان سيتم ذلك أثناء تشيع جثمان شاه إيران.
لذلك قرر السادات بعد أن علم وفي تحدي أن تبدأ جنازة تشييع جثمان شاه إيران من قصر عابدين مشيا علي الأقدام لمسافة خمسة كيلو مترات ليؤكد لمن خطط لاغتياله أنة لا يخشي الموت وأنه في بلد آمن.
والمرة الثانية قبل حادث المنصة بأيام حيث أبلغ السادات رسميا أن هناك محاولة من عبود الزمر لاغتياله وهو في طريقه الي المنصورة فسافر السادات في قطار مفتوح, وأمر أن يقف القطار في كل محطة ليسلم علي الجماهير التي كانت في أنتظاره.
ومع ذلك لم يكن يظن السادات أن يتم اغتياله وسط الجيش الذي حقق معه نصر أكتوبر73, رفض يومها ارتداء القميص الواقي للرصاص والأكثر من ذلك أنه استقل عربة مفتوحة من منزله بالجيزة حتي المنصة, لكن يد قاتليه استطاعت أن تتمكن منه, وأتذكر يوم الاغتيال وبعد عودتي من مستشفي المعادي للقوات المسلحة التي توفي فيها السادات الي منزله قابلتني أبنته ألصغري جيهان وهي تبكي وترتمي في بين ذراعي قائلة قتله أبو غزالة يا أنكل وبعد حادث المنصة بستة أشهر وأثناء حضوري حفل في منزل ماهر أباظة وزير الكهرباء في بلدته بالشرقية وكان بين المدعوين المشير عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع وما سمعته يومها منه ما بين نكات وقفشات وتلميحات وأحيانا تصريحات مغلفة بغموض أوحت إلي بما لا يقبل الشك أن أبو غزالة كان علي أقل تقدير علي علم بمؤامرة اغتيال السادات أن لم يكن قد شارك فيها.
وهل كان لجيهان السادات دور سياسي يتعدي كونها زوجة الرئيس ؟
كان للسادات شخصية قوية لا تسمح لأي شخص أن يتدخل في قراراته حتي لو كانت زوجته, وما يقال عن تدخلها محض افتراء, وأوكد ذلك بحكم قربي من جيهان السادات في ذلك الوقت فقد كنت الصحفي الوحيد الذي تزوره جيهان في منزله حيث نشأت صداقة قوية بين أسرتي وجيهان السادات.
وما حقيقة تدخل جيهان في قرار تعين النائب مبارك ورغبتها في تعين منصور حسن بدلا منه وهو ما جعل مبارك يكن لها عدا شديدا بعد ذلك ؟
هذا الكلام غير صحيح بالمرة, لم ترغب جيهان في يوم من الأيام أن تأتي ب منصور حسن بدلا عن مبارك, علي العكس كانت دائما ما تنصحني بالا أنتقد مبارك أمام السادات, قائلة خلي بالك السادات بيحب مبارك ولا يقبل من أحد أن ينتقده
و لماذا كان اختيار السادات لمبارك نائبا له ؟
كان مبارك ضابطا ملتزما ومنضبطا ولم يكن له أي طموح سياسي, وكانت أقصي طموحه أن يسافر إعارة كملحق عسكري لزيادة راتبه, لكن السياسة والحكم كانت بعيدة تماما عن ذهنه و هو ما شجع السادات لاختياره نائبا له.
طلب منك مبارك عدم الاتصال ب جيهان السادات بعد توليه الحكم.. فلماذا ؟
قال لي كنت تتحدث مع جيهان السادات بحكم أنها حرم رئيس الجمهورية, أما الآن فلا داعي لان تتحدث معها, فلاحظ صمتي فرد قائلا نحن نتحدث يوميا وأخبرك بأسرار ومن الممكن بحكم الصداقة بينكما أن تقول لها شيئا دون إن تشعر, و باختصار طالما ما دمت تكلمني أرجو آلا تكلمها, كنت أعلم أنه لا يحبها, و نظرا لصدمتي من كلام مبارك وخوفا من أن تعتقد زوجة السادات أنني امتنعت عن الاتصال بها بعد وفاة الرئيس السادات, ذهبت لمنزل عثمان أحمد عثمان في الحرانية وقابلت المهندس محمود عثمان زوج جيهان ابنة السادات الصغري ورويت له ما حدث من مبارك, وطلبت منه أن يبلغها حرجي وحزني واضطراري عدم التواصل معها, ولا أدري إذا ما كان محمود عثمان أبلغها بهذا الامر أم لا, فقد لاحظت في أحديثها أنها تعتب علي عدم الاتصال بها.
وماذا عن علاقة السادات بالإخوان المسلمين ؟
بعد طرد السادات للخبراء السوفيت من مصر ونتيجة لتوغل المد الشيوعي في كل مناحي الحياة, فقد كانت مصر متجهه نحو الكتلة الشرقية, وسيطرة الشيوعيين المصريين علي الثقافة والتعليم والجامعات, لذلك قرر السادات إحيا ودعم فكرة الاتجاه الإسلامي للحياة السياسية والجامعات, وأصبح للمد الإسلامي شأن كبير خاصة بعد أن عين السادات أكبر مستشاريه من الإسلاميين, وقد حضرت لقاء السادات و عمر التلمساني المرشد العام للإخوان في ذلك الوقت بحديقة المنتزه, وكان لقاء في بدايته ملتهبا, ولكن بعد مناقشات انتهي بشكل ودي, وأذكر الكلمة الشهيرة التي قالها التلمساني للسادات أثناء خروجه سأشكوك إلي الله.. وابتسم السادات له وانهي اللقاء, ولم يكن للإخوان المسلمين أي علاقة بقتل السادات.
أمضيت أكثر من خمسين عاما في العمل الصحفي ما تقيمك للصحافة عبر مراحلها وكيف تراها الآن ؟
عملت في الصحافة في أواخر عام47 وظللت بها حتي قيام الثورة هذه الفترة بحق كانت البداية الحقيقة لحرية صحافة ديمقراطية سليمة ولو لم تقم ثورة52 واستمر الحال لعدة سنوات لكان حزب الوفد برئاسة النحاس باشا والشباب الوفدي الذي بدأ في الظهور علي سطح الحياة السياسية سيقوم بخلع الملك أو علي أقل تقدير جعله يملك ولا يحكم مثل ملكة بريطانيا, ولكن ما حدث بعد ذلك من الرئيس جمال عبد الناصر مستغلا شعبيته الجارفة وظروف تواجده كزعيم علي الساحة العربية قضي علي حرية الصحافة وحكم حكم ديكتاتوري وقام بتأميم الصحف القومية وفرض عليها رقابة في1960 ومنذ ذلك الحين لم تعد هناك صحافة حرة.
وعندما تولي السادات فتح النوافذ وبدأ في محاولات إيجاد ديمقراطية في البلاد, والغي الرقابة علي الصحف, وبدأ في السماح بإصدار صحف حزبية وكانت بداية حقيقية لحرية الإعلام وبحكم قربي من السادات كنت أعلم أنه لو طال به الزمن لسمح بصحافة حرة مائة في المائة رغم خطأة في قرار تمليك الصحف القومية لمجلس الشوري ولا يخفي علي أحد أن رؤساء التحرير كانوا يعينون بأمر من السادات الذي بدأ حياته برئاسة تحرير جريدة الجمهورية وكانت له مقولة كثيرا ما كان يرددها أن رئيس تحرير الأهرام أهم من رئيس الوزراء لأني استطيع ان أجد مائة رئيس وزراء لكن من الصعب إيجاد رئيس تحرير يصلح لهذه المهمة.
أما مبارك فقد أبقي الوضع علي ما هو عليه في مسألة اختيار رؤساء التحرير لكنه أساء في الاختيار في بعض الأحيان فلم يكن يعبء كثيرا بالشخصيات التي تتولي إدارة هذه الصحف وأستغل صفوت الشريف وزير إعلام النظام السابق عدم مبالاة مبارك بهذه المؤسسات وأصبح هو الأمر الناهي في الصحافة المصرية باستثناء القليل ممن كانت لهم علاقة مباشرة بالرئيس وكانت له مقولة شهيرة أنا لا عبد الناصر ولا السادات ولا علاقة لي بما يجري من مشاكل في الصحافة
إلي أن حدث انقلاب في القصر حيث أراد جمال مبارك ووالدته سوزان ان يخلعا صفوت الشريف وزير الإعلام من منصبة ويعينوا بدلا من أنس ألفقي الذي كانت تعتبره سوزان ابنها الثالث وقاموا بتغيير كل رؤساء تحرير الصحف بموالين لهم لمساعدتهم في مشروع التوريث. وفي ظل هذه الفوضي وفي ظل ظهور عدد كبير من الصحف الخاصة والقنوات الفضائية بدأ يظهر ما يسمي بحرية الصحافة الخاصة والقومية وحقيقة الأمر أن الحرية كانت تمارس علي أشياء سطحية أما العمق فلم يتطرق له سوي عدد قليل جدا من الصحفيين أما الآن الموقف ليس سهلا الصحف الخاصة كثرت والله أعلم ماهي مصادر تمويلها ومن اين يأتوا بالملايين التي تستهدف السيطرة علي الإعلام المصري وأعتقد ان البعض نجح في ذلك فالموقف يستدعي البحث الجاد الغير متحيز الذي يراعي وجه الله وصالح البلد لذلك لابد من جلسة يشترك فيها شيوخ المهنة وبعض الصحفيين المعروفين بوطنيتهم وتجردهم ويضعوا حلولا عملية ومناسبة للخروج من الأزمة التي تمر به الصحافة في ذلك الوقت.
المسألة ليست صعبة فهناك من سبقونا واستطاعوا الوصول لحلول مناسبة أذكر عندما سافرت كوكيل للمجلس الأعلي للصحافة سعيا لحلول وتجاوزات الانفلات في الصحف سواء القومية أو الحزبية أو الخاصة, سافرت إلي السويد ولندن وفيهما أقصي درجات الحرية والديمقراطية, ولهم تجربة رائدة في حرية الصحافة, وقدمت تجربتهما إلي المجلس الأعلي ولكن وضعت التقارير في الأدراج التي احترقت مع احتراق المجلس الاعلي للصحافة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.