تعتزم مصر تقديم رؤيتها للوضع النووي في الشرق الأوسط وعلي مستوي العالم أمام مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي المقرر عقده في نيويورك من3 إلي28 مايو المقبل. الأمر الذي يثير التساؤل حول الموقف الذي سيدخل به العرب إلي هذا المؤتمر في ضوء رفض إسرائيل الانصياع للقرار الدولي بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية والصادر خلال مؤتمر المراجعة منذ عام1995. السفير هشام الزميتي مساعد وزير الخارجية لشئون الهيئات والمنظمات الدولية أكد لالأهرام إن الترتيب الذي تم التوصل إليه عام1995 في مؤتمر المراجعة تم فيه الموافقة علي المد اللانهائي لهذه المعاهدة بعد أن كانت تجدد مرة كل خمس سنوات, ولكن بالتوازي كجزء لا يتجزأ من هذا الترتيب القرار الصادر بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية, مشيرا إلي أنه في ذلك الوقت لم يتم النص علي ذكر إسرائيل بسبب وجود ثلاث دول عربية لم تكن قد انضمت للمعاهدة بعد, وهو ما لم يعد موجودا في مؤتمر المراجعة التالي في عام2000 والذي تم فيه النص صراحة علي مطالبة إسرائيل بالانضمام للمعاهدة ووضع المنشآت النووية الإسرائيلية تحت الرقابة الدولية المتمثلة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية, ومنذ هذا التاريخ لم يطرأ أي تقدم لوضع قرار إخلاء الشرق الأوسط موضع التنفيذ الأمر الذي نطالب فيه بإتخاذ خطوات محددة للبدء في عملية إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية. الحاصل والكلام للسفير هشام الزميتي أن بعض الأطراف تربط بين تحقيق السلام الشامل وحل الدولة الفلسطينية وإنهاء حالة الحرب بين العرب وإسرائيل وتنفيذ قرار الإخلا,ء بينما نؤكد أن هذا الموضوع لا يرتبط بذاك, وأن الربط بين هذين الموضوعين يجب ألا يتوقف علي تنفيذ قرار إخلاء المنطقة من السلاح النووي خاصة أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي لا تمتثل لتنفيذ القرار في المنطقة. وأوضح الزميتي أن اجتماعات المراجعة تشارك فيها الدول الأطراف في المعاهدة, وتعقد مرة واحدة كل خمس سنوات لاستعراض ما تم تنفيذه من أركان المعاهدة وهي منع الانتشار وحق الدول في استخدام القدرات النووية للأغراض السلمية, مشيرا إلي أن هذه المعاهدة لم تنضم لها الهند وباكستان وإسرائيل بسبب حالة الغموض التي تحيط ببرنامج الأخيرة النووي. في نفس السياق قال إنه أجري مباحثات مع السفير أناتولي أنطونوف مدير إدارة نزع السلاح بوزارة خارجية روسيا الاتحادية, تناولت الاعداد لمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي لعام2010 وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط, بالإضافة إلي تطورات الملف النووي الإيراني. مؤكدا للمسئول الروسي حرص مصر علي التعاون مع شركائها في إطار مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي القادم لضمان نجاح المؤتمر, بحيث يتم التعامل مع الأركان الثلاثة للمعاهدة منع الانتشار, ونزع السلاح, ودعم الاستخدام السلمي للطاقة النووية بالتوازي مع تنفيذ قرار إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط الصادر عن مؤتمر مراجعة عام1995. وأكد الزميتي أهمية التعامل بدون انتقائية بين البرنامج النووي الإيراني ونظيره الإسرائيلي, حفاظا علي مصداقية معاهدة منع الانتشار النووي وتطورات الملف النووي الإيراني, وجهود المجتمع الدولي لتسوية الأزمة الراهنة من خلال المفاوضات.