العدوان علي الرسل والكتب والأديان والشرائع, ظاهرة خطيرة تفتح باب الشر علي الإنسانية جمعاء, ومن هنا وجب علي جميع المنظمات العالمية ان تبادر بتشريع قانون دولي. يعاقب كل من يسيء الي رسول الله صلي عليه وسلم أو اي رسول من رسل الله تعالي. بهذه الكلمات بدأ الدكتور احمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية مقدمة كتابه نصرة الرسول صلي الله عليه وسلم... والرد علي افتراءات الظالمين وفيه ذكر المؤلف ردودا علي الافتراءات المثارة حول أفضل خلق الله سيدنا محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم. وتأتي أهمية هذا الكتاب في هذا الوقت الذي كثرت فيه أوجه الإساءة إلي الرسول الكريم وإلي الدين الإسلامي ليؤكد ان علي العلماء والدعاة والمفكرين والكتاب ان يهبوا للرد علي هذه الأباطيل التي يثيرها البعض من أعداء الإسلام وأعداء الأديان كلها, إنها إساءات ليست لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وحده, بل هي إساءة لكل رسول من رسل الله, لأن سيدنا محمدا هو امام لجميع المرسلين. وعرج المؤلف في كتابه الذي جاء في تسعة عشر بابا في نحو مائة وسبع ورقات من القطع المتوسط بين مكانة النبي صلي الله عليه وسلم وحكم المستهزئين به, حيث أوضح ان مكانة النبي الكريم تتجلي في القرآن, حي وصفه رب العزة سبحانه وتعالي بقوله وإنك لعلي خلق عظيم مشيرا الي ان من دلائل مكانة الرسول صلي الله عليه وسلم ان الله سبحانه وتعالي لم يقسم بحياة احد من البشر الا الرسول صلي الله عليه وسلم فقد أقسم الله تعالي بعمره حيث قال سبحانه لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون وأشار إلي أن الافتراءات الظالمة علي الدين الإسلامي وعلي الرسول الكريم وأثارت غضب جميع المسلمين وايضا غير المسلمين في العالم لم تكن خافية علي احد ولا علي من افتراها بأنها تحمل في طياتها الكذب والبهتان والظلم والعدوان لدين ختم الله بشريعته شرائع السماء وختم برسوله جميع الرسل وختم بدستوره السماوي وهو القرآن الكريم جميع الكتب السماوية وجاء مكملا لصرح الرسالات, ومتمما لمكارم الأخلاق. وقد تحدث صلي الله عليه وسلم عن ذلك حين قال: إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتا فأجمله وأحسنه إلا موضع لبنة في زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة, فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ولم ينس المؤلف في كتابه أن يذكر شهادات لمكانة الرسول الكريم في نظر المنصفين من المستشرقين بادئا بشهادة هرقل عظيم الروم الذي قال بعد حديث طويل من خلال أسئلة وأجوبة مع أبي سفيان ومن معه عن طريق الترجمان وتيقن هرقل بأنه رسول حقا حيث قال فان قال ماتقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين, وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظن أنه منكم, فلو أني أعلم أني أخلص إليه صلي الله عليه وسلم لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه رواه البخاري كما ذكر المؤلف شهادات عظماء أوروبا من المستشرقين المنصفين. وأكد المؤلف ان الناظر إلي هذه الشهادات يري أن العالم كان في حاجة ماسة إلي النبي العظيم الذي نشر النور والهدي وأسس أعظم حضارة بناءة نفعت الإنسانية وقامت علي العدل والإنصاف والحق وحماية حقوق الإنسان وصيانتها وهذا يوجب علي امتنا الإسلامية في كل مكان ان تكون علي مستوي المسئولية, فتطبق تعاليمه وتتأسي بسلوكه وان توحد صفوفها وتجمع كلمتها وتصون عقيدتها وهويتها, وألا ترد علي عبث الآثمين بأساليب كأساليبهم فلا تحرق ولا تهدم ولاتعتدي, لأن من تعاليم نبي الرحمة حتي في الجهاد ألا يحرق الزرع وألا يهدم البناء وألا يقتل الطفل او المرأة او الشيخ الكبير لأن رسولنا رحمة للعالمين. وأخيرا ختم المؤلف كتابه بقصيدة له دافع فيها عن رسول الله صلي الله عليه وسلم, مستنكرا علي الغرب ما قاموا به من تهكم علي نبي الرحمة. الكتاب جاء في أسلوب سهل وميسر يفهمه العامة والخاصة, وبحاجة الي تبني الجهات المسئولة لطبع وترجمة هذا الكتاب وأمثاله إلي اللغات الأجنبية وتوزيعه في الغرب حتي يكون رسالة عملية واضحة إلي كل من يسأل عن الإسلام ورسوله صلي الله عليه وسلم.