رانيا رفاعي : ربما وصل الحال بالأشقاء في سوريا إلي اليأس التام من مناصرة أشقائهم العرب لهم مناصرة حقيقية في صراعهم ضد الطاغية من أجل الحرية لكن مالم يكونوا يتوقعوه علي الاطلاق هو الحملات التي شنها هؤلاء الأشقاء لمناصرة ثورة سوريا من خلال الزواج باللاجئات السوريات بدعوي السترة. فبالأمس افتتح حساب جديد علي موقع تويتر يحمل اسم زواج سوريات: للسعوديين الراغبين بالزواج من سوريات. و لم يصدر عن هذا الحساب سوي تغريدتين تلخصان هدفه التجاري الدنئ. التغريدة الأولي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, لمن يرغب بالزواج بالسوريات اللاجئات من سوريا مراسلتي وشكرآ. والثانية: اعمار الزوجات تتراوح من18 حتي 35 فيه البكر وفيه الثيب' والأكثر من ذلك أن ثمة تقارير تشير إلي أن المسألة تحولت إلي تجارة رخيصة في المجتمع السعودي, حيث يتراوح مهر اللاجئة السورية ما بين 500 و1000 ريال سعودي فقط لا غير. وفي مصر نشر حساب علي تويتر منسوب للشيخ خالد عبد الله بأنه سيتزوج سوريتين نصرة للقضية السورية تنفيذا لما أسماه ب زواج السترة. وقال إنه اتخذ هذا القرار بعد سؤاله لعدد من المشايخ الأفاضل. إلا أن الشيخ نفي أن يكون أدلي بمثل هذه التصريحات. التصريحات اتضح أنها مفبركة. لكن, ألم يكن من الأولي بمن قال هذه التصريحات أن يعبر عن دعم المصريين الحقيقي للثورة واللاجئين بدلا من استخدام أزمة شقيقات حرائر يعشن أزمة حقيقية من أجل التندر علي شخص ما؟! وفي ليبيا, تتحدث التقارير الاخبارية عن انتشار ظاهرة الزواج من اللاجئات السوريات باسم المساندة والدعم والسترة في حين أنها في الحقيقة أمر لا يمكن وصفه بعيدا عن كلمات الاستغلال وسرقة متعة مزيفة من سيدات يعشن حالة من الذل و العوز. وتشير هذه التقارير إلي أن غالبية اللاجئات اللاتي تعرضن لهذه التجربة هن قاصرات ومنهن من هي دون الثامنة عشر من العمر. والمثير في الأمر أن بعض المشايخ في في بنغازي باتوا يروجون لضرورة الزواج من اللاجئات السوريات لنصرتهن.. بل و يقول بعض الشباب في ليبيا ان مسألة الزواج من فتاة سورية سيحل لهم مشكلة الزواج لأن مهورهن أقل بكثير(!!) وهكذا لم يستطع عرب كثيرون تقديم شيء لأشقائهم السوريين سوي المزيد من المهانة والإذلال و استغلال الأزمة.. ولعل هذا هو ما دفع بأحد اللاجئين السوريين في ليبيا ليقول فتياتنا لسن سبايا أو رقيقا أبيض نحتمي بهن أو نتربح من ورائهن, لقد هربن من اغتصاب شبيحة الطاغية ليفاجأن باغتصاب باسم الدين.
