من وقت لآخر يظهر وزير خارجية أمريكا الأسبق هنري كيسنجر علي مسرح الأحداث بعد ان طوته الذاكرة واختفي بعيدا مع سنوات العمر وتغير الزمن.. كيسنجر الذي كان يوما من الأيام محركا لكل الأحداث الكبري في العالم وكان صاحب الدور الأكبر في تغييرات حادة شهدتها منطقة الشرق الأوسط وكان الشخص الذي وضع أسس العلاقة بين مصر وإسرائيل.. من وقت لآخر يظهر كيسنجر الذي لا ينكر دعمه لإسرائيل ولا ينفي انتماءه الديني والعقائدي وكل مشوار حياته كان دعما وتأييدا للكيان الصهيوني ابتداء بمعاهدة السلام في كامب ديفيد وإنتهاء بمساندة اسرائيل بالحق والباطل. في كل ما شهدته السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط فقد وضع ثوابت كثيرة لهذه السياسة التي مازالت تحكم القرار الأمريكي حتي الأن ظهر كيسنجر أخيرا موجها نصيحته إلي العسكريين الأمريكان بضرورة السيطرة علي سبع دول في الشرق الأوسط والاستيلاء علي مواردها الطبيعية وفي مقدمتها البترول والمعادن ولم يفصح عن هذه الدول في دعوته المريبة وان كانت الصورة الآن واضحة تماما..لقد استولت امريكا علي بترول العراق..وتسعي للسيطرة علي بترول ليبيا ولم ننسي بترول جنوب السودان ولا أحد يعرف ماذا ينتظر سوريا.. وهناك محاولات لزعزعة الاستقرار في مصر بالإضافة إلي تونس والجزائر.. كل ما يحكم سياسة امريكا في الشرق الأوسط قضيتان.. ضمان تدفق البترول وأمن إسرائيل والقضيتان مرتبطتان تماما.. ان إسرائيل هي الحارس علي مصالح الغرب خاصة امريكا ومعها القوات الأمريكية وحلف الأطلنطي والاتفاقيات الثنائية والقواعد العسكرية في العواصم العربيه..ولم ينس اليهودي العجوز ان ينبه العسكريين الأمريكان إلي ضرورة مواجهة إيران والتي يعتبرها الصخرة الأخيرة بعد ان تكسرت كل القلاع في العالم العربي..ولهذا كان الضغط الأمريكي علي إيران ومنعها من استكمال مشروعها النووي خاصة انه لا أحد يعلم متي تصل إيران إلي إنتاج السلاح النووي وهل بعد سنوات أم بعد شهور أم ان أمريكا ستقوم بتدمير هذا المشروع في ضربة عسكرية سريعة بالمشاركة مع إسرائيل مازالت احلام اليهودي العجوز تطارد العرب حتي وهو يعيش أرذل سنوات العمر. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة