الحقيقة المؤكدة أن كلمة فلول تعني الطابور الخامس للنظام الساقط.. والحقيقة التي أضحت أكثر يقينا, هي أن الفلول يتألقون إبداعا مع كل نظام سقط أو يستعد للسقوط!! هاجمت فلول النظام الساقط بشراسة.. حددت بعضهم في عدد من المواقع بالاسم.. نشرت ذلك وتحدثت عنه عبر شاشات التليفزيون.. لم يدهشني أنهم قادرون علي البقاء والاستمرار.. فالتحدي الحقيقي للثورة المصرية, يتمثل في قدرتها علي تحديدهم بالاسم.. أضف إلي ذلك تحديد حجمهم وخطورتهم.. وبما أن ذلك لا يكفي, فقمة التحدي تتمثل في قطع رقابهم.. قل اجتثاثهم.. قل اهدار دمهم!!.. ولا أقصد إطلاقا الذهاب إلي الإعدام دون محاكمة.. كما لا أقصد القتل علي الهوية.. ولا أقصد أيضا التربص بهم ظلمة أو ظالمين.. فكل ما أقصده أن الفلول معلومون بالضرورة.. فاتفاق الرأي العام يحددهم بالمبني والمعني.. لذلك حين أراهم يتقدمون الصفوف في زمن ما بعد الثورة, فهذا يدعوني إلي التأكيد علي أن هناك مؤامرة.. بل أستطيع الذهاب إلي أبعد من ذلك!! أدهشني اختيار الدكتور عصام شرف رئيسا لمجلس الوزراء مع اليقين بأنه كان عضوا في المجلس الأعلي للسياسات.. قاتلت ضده مبكرا.. لم تدهشني اختياراته للوزراء.. توقعت التعامل مع حكومته شعبيا وفق ظروف المرحلة بما حدث معه.. صدمني اختيار الدكتور كمال الجنزوري رئيسا لمجلس الوزراء لكي يخلفه.. لكن أداءه لم يدهشني.. فقد كان متوقعا منه أن يكون رصينا وهادئا, يحاول تحقيق أكبر قدر من النجاح وسط أسوأ مناخ سياسي واقتصادي.. ومضت الأحداث!! لا أفهم مغزي ومعني اختيار الدكتور هشام قنديل رئيسا لمجلس الوزراء, لكي يتصدي لكل تلك التحديات الجسام.. لكنني أفهم ظروف اختياره.. ووفق تلك النظرة أصبحت أفهم معني الأخونة.. فهي لا يمكن أن يبتلعها الشعب المصري الشقيق دون خلط اللغز بالمفهوم!!.. فالمقصود بالضرورة, كان يجب تضفيره بالمفهوم والمرفوض بالضرورة.. وذلك ما نراه علي أرض الواقع. تصدير الوجه القبيح للشرطة في الشارع خلال الأيام الماضية, عمل ليس بريئا.. لذلك أري أن جسد جهاز الشرطة سليم معافي.. فالشرطة المصرية وفق دراسة وفهم تاريخها, هي جهاز شديد الوطنية ويستحق كل الاحترام.. وما نراه علي السطح لا يجب أن يدعونا للاستمرار في الانفعال ضد الجهاز بأكمله.. وكذلك أنظر إلي الجيش المصري.. فهو مرادف لمعني القوات المسلحة بكل تاريخها العظيم والعريق.. وإن كان قرار عزل أبرز نجومها قد اختار الوقت المناسب فهذا يدعوني للتفاؤل بمستقبل تفوح منه رائحة الأمل. أقفز إلي الإعلام الذي يتعرض لكل ذلك القصف بقنابل الدخان, فضلا عن إطلاق الخرطوش في عينيه.. فهذا جهاز شديد البراءة رغم كل محاولات إفساده والدليل علي ذلك أنه كان مستهدفا من النظام الساقط.. ومازال مستهدفا بعد سقوطه!!.. ويتبقي القضاء.. وهو ضمير الأمة, وميزان العدل في الوطن.. وعبر مؤسسة القضاء استقر الوطن في عرض محيط الأزمات.. بل إن تلك المؤسسة نجحت في أن تقدم لنا الديمقراطية في أروع صورها.. لذلك أري أن هناك مؤامرة بالمعني الحقيقي للكلمة هدفها المربع الذهبي للأمة المصرية.. تستهدف الإعلام والقضاء من حيث الشكل.. تضرب في الجيش والشرطة من حيث المضمون.. من الذي صاغ المؤامرة؟!.. ومن الذي يتولي تنفيذها؟!.. وما هي النتيجة؟!.. الإجابة يمكنني تقديمها في جملة واحدة.. إنهم أولئك الإخوان الفلول المصنفون سياسيا وسياحيا من فئة الخمس نجوم!! المزيد من مقالات نصر القفاص