فى سياق التصعيد القائم بين واشنطنوطهران، كشفت مصادر إعلامية أمس عن أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعث برسالة إلى طهران عبر سلطنة عمان، يدعوها للحوار، ذلك فى الوقت نفسه الذى أشارت فيه تقارير عن عدول ترامب عن توجيه ضربة عسكرية لأهداف إيرانية محددة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسئولين إيرانية أن الرئيس ترامب أكد فى رسالته أنه غير راغب فى خوض حرب مع طهران ويرغب فى الحوار، لكنه مع ذلك حذر من هجوم وشيك قد يستهدف إيران،. وذكر المسئولون أن ترامب منح الإيرانيين «مهلة محدودة» من أجل الرد على رسالته، فيما كان الرد الإيرانى الفورى على رسالة الرئيس الأميريكى هو رفض إجراء أى محادثات مع واشنطن، كما حذرت طهران فى ردها من العواقب الإقليمية والدولية لأى عمل عسكرى أمريكى فى المنطقة. وتصاعدت التوترات بين أمريكاوإيران فى أعقاب إعلان الحرس الثورى الإيرانى إسقاط صباح أمس الأول طائرة أمريكية بدون طيار اخترقت مجالها الجوي، فى الوقت الذى أكدت فيه وزارة الدفاع الأمريكية أن الطائرة كان فى المجال الجوى الدولى على بعد 34 كيلومترا تقريبا من أقرب نقطة يابسة على الساحل الإيراني. وفى سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس ترامب وافق على خطة عسكرية لضرب أهداف إيرانية، بعد إسقاط الطائرة الأمريكية،، لكنه تراجع فجأة دون إيضاح الأسباب. وأوضحت صحيفة «نيويورك تايمز» أنه حتى الساعة 7 من مساء أمس الأول كان المسئولون العسكريون والدبلوماسيون يتوقعون ضربة أمريكية، وذلك بعد محادثات مكثفة فى البيت الأبيض جمعت بين كبار مسئولى الأمن القومى وقيادات الكونجرس. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس ترامب وافق فى البداية على تنفيذ هجمات ضد مجموعة من الأهداف الإيرانية، من بينها رادارات ومواقع إطلاق صواريخ، لكن الضربة تم إلغاؤها بشكل مفاجئ فى المساء، فيما لم يتضح بعد ما إذا كان قرار شن الضربة ما زال قائما أم لا. وكان الرئيس ترامب قال إن «إيران ارتكبت خطأ فادحا»، مشيرا إلى أن رد واشنطن سيكون «قويا»، ذلك ردا على حادثة إسقاط الطائرة. من جهته، ذكر موقع صحيفة «نيوزويك» أن المسئولين الأمريكيين لا يعلمون لماذا غير ترامب رأيه قبل فترة قصيرة من بدء عملية شن الضربة لإيران. ونقلت عن مسئول فى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» لم تسمه قوله إن معدات عسكرية فى المنطقة وضعت قيد التأهب لمدة 72ساعة، مضيفا أن «القوات ظلت متأهبة حتى الساعة الثانية صباحا بالتوقيت المحلي، قبل أن يتم إلغاؤها». من جهته، ذكر مسئول آخر فى «البنتاجون» أنه من بين الأهداف التى كانت مستهدفة بالضربة الأمريكية «نظام الصواريخ إس- 125»، وهو نظام من صنع الاتحاد السوفيتي، حيث يعتقد الجيش الأمريكى أن هذا السلاح جرى استخدامه من جانب الحرس الثورى الإيرانى لإسقاط الطائرة بدون طيار. على صعيد متصل، بث التليفزيون الإيرانى أمس صورا تظهر حطاما ذكرت أنه للطائرة الأمريكية بدون طيار التى أسقطها الحرس الثوري. وقال أمير على حاجى زاد قائد القوة الجوية فى الحرس الثورى الإيرانى إن الحطام «دليل على أن الطائرة الأمريكية كانت فوق المياه الإقليمية الإيرانية عندما أسقطت»، مشيرا إلى أن طهران أحجمت عن استهداف طائرة أمريكية على متنها 35 راكبا كانت ترافق الطائرة بدون طيار. من جهته، قال برايان هوك المبعوث الأمريكى الخاص لإيران إن طهران مسئولة عن زيادة التوتر فى المنطقة، مشيرا إلى أنها تواصل رفض أى مبادرات دبلوماسية لنزع فتيل التوتر.