بعد ان انفصلا أخذ ابنه وابنته ليعيشا معه وكانت حياتهم يشوبها الاضطراب وعدم الاستقرار بسبب سلوكيات الأب المشينة وسمعته المنكرة ووجدت الابنة سلواها فى أن تتعلم لعلها تغير مسار حياتها واتخذت من إحدى الفتيات صديقة لها كانت تتردد عليها تسمع منها شكواها ولكن فى إحدى المرات، رأي والدها صديقتها - وهى فى الصف الثانى الثانوي- وما إن شاهدها حتى تحول إلى ذئب يسعى لاصطياد فريسة وصار ينظر لها نظرات خبيثة لكن الصغيرة لم تنتبه فهو والد صديقتها رمز للكبر والوقار الذى لم يعرفهما. وفى إحدى المرات ذهبت الفتاة إلى صديقتها، ففتح والد الأخيرة الباب ولمعت فى عينيه تلك الخاطرة الشيطانية، أنه آن الأوان ليجهز على فريسته وفجأة أمسك بها، فارتعدت الفتاة وتملكها الرعب والذهول ولكنه جذبها بعنف إلى حجرة بالمنزل وراحت تستغيث من وحشيته، فانتبهت ابنته التى أصيبت بالصدمة وأخذت تطرق بجنون على باب الحجرة وتتوسل إلى والدها الذى تحول إلى ذئب، بأن يترك صديقتها واستبدت الحيرة والخوف بها كيف تنقذ صديقتها. وداخل الحجرة انفرد الذئب بالفريسة ولم يعبأ بدموعها، فأخرج سكينا وأشهره فى وجهها مهددا، لكنها قاومته بكل قوتها ومرت لحظات مريرة حتى تخلصت منه لتخرج من الحجرة وتجد صديقتها -ابنة الجاني- عاجزة لا تملك إلا دموعها وشعور بالبغض تجاه أبيها الذى لم يعبأ بأن يرتكب هذا الجرم فى حضورها!. خرجت المجنى عليها يعتصرها الألم والحيرة، فهل تخبر أسرتها بما حدث أم تصمت خوفا من نظرة قاسية توجه إليها تهمة لم ترتكبها؟! ولم ينته الموقف بعد، فقد كان الذئب لا يزال مشغولا بفريسته، فهو لم يكتف منها بعد، فطلب منها الحضور إليه مهددا بإشاعة الأكاذيب حولها وإخبار أسرتها وإيذاء شقيقها وتشويه وجهها بمادة حارقة فتوجهت إليه وقلبها يعتصره الرعب، تتقدم خطوة وتتراجع خطوات وقابلته ولكن فى هذه المرة أكرهها تحت التهديد أن توقع على ورقة زواج عرفى بينه وبينها حتى لا تخبر أهلها بفعلته المنكرة وغادرت مسرعة تبكى وسؤالان لا يتوقفان بداخلها.. ماذا أفعل ؟.. وكيف أواجه مصيرى؟! ولم يكد يمر وقت طويل حتى عاود الذئب الاتصال بها مرة أخري يريدها أن تستسلم له كزوجة عليها الحقوق الشرعية للزوج، لكنها رفضت وتمسكت برفضها وبعدها مباشرة شاهدت ابن هذا الذئب بالمصادفة قادما فى الطريق، فتعالت صيحاتها لاعتقادها أن والده دفع به ليحضرها له عنوة فكانت صيحات النجدة والاستغاثة من حمل ثقيل لم تعد قادرة على تحمله، تريد الخلاص مهما كانت النتيحة وتوجهت للشرطة وروت كل ما حدث لها وتم استدعاء والد صديقتها الذى راوغ وأنكر وادعي أنه تزوجها لتورطها فى علاقة أخري وأخرج ورقة الزواج التى أكرهها على توقيعها. وأمام المحكمة وبعد سماع الشهود وأقوال الفتاة ومواجهته، ثبت صحة رواية المجنى عليها، بينما أكد تقرير الطب الشرعى أنه أكرهها على توقيع ورقة الزواج العرفى، فضلا عما فعله حيالها من جرائم جعلت المحكمة تقرر إحالة أوراقه لفضيلة المفتى لاتهامه بالاعتداء على أنثى وتهديدها، فضلا عن كونها فى سن الطفولة وخطفها وإجبارها على توقيع ورقة زواج. وجاء رد فضيلة المفتى باستحقاقه عقوبة الإعدام، حيث قضت محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار إبراهيم عبد الخالق بمعاقبته بالإعدام شنقا جزاءً وفاقا على جريمته النكراء.