يبدو أن رامز جلال نجح أخيرا فى إيجاد مساحة لنفسه ضمن قائمة المعروض من أفلام موسم العيد، حتى أصبح ينافس، وللعام الثانى على التوالي، فى قائمة الأفلام الأكثر تحقيقا للإيرادات، وأصبح رقما فى المعادلة السينمائية بفيلمه الجديد «سبع البرمبة» أعتقد أن هذا لم يأت بشكل عشوائي، وأن رامز قرأ ما يريده الجمهور، فنجح فى تقديمه لهم وكانت البداية فى فيلم العام الماضى «رغدة متوحشةً» الذى نجح فى أن يحصد من خلاله إيرادات جيدة إذا قارناها بأفلامه السابقة . هنا فى «سبع البرمبة» يضبط الفيلم مؤشره على موجة هادئة من الكوميديا وهذا ذكاء من صناع العمل، فرامز ليس محسوبا من الكوميديانات المعروفين، وبالتالى فالتركيز كان أكثر على استغلال موهبته وجماهيريته العريضة فى تقديم المقالب وتقليد الفنانين، وهذا ما فعله فى الفيلم، حيث قام بتقليد كل من: أحمد السقا وأمير كرارة وياسر جلال. ولأن الأفلام عندنا تفصل تماما على مقاس أبطالها وكى يتمكن رامز من تقليد شخصيات الأبطال الثلاثة كان لابد من أن تستدعى الحدوتة هذا الأمر، فالعريس فى الفيلم أو رامز شخصية مسالمة تماما بينما العروس لها مواصفات أخرى فى فتى أحلامها إذ تريده بطلا أسطوريا، وطبعا هذه المواصفات أبعد ما تكون عن زوجها. من هذا المنطلق يبدأ الصدام مبكرأ بين طرفى العلاقة الزوجية ومن ليلة الدخلة إذ تخرج عليهما عصابة وهما فى طريقهما لقضاء شهر العسل، وبطبيعة الحال لا يستطيع شخص أعزل مثله أن يحمى زوجته من تلك العصابة، وعلى إثرها تدخل الزوجة المستشفى فى حالة صدمة عصبية فاقدة الوعى تماما. وعندما ترى السقا فى مشهد من فيلم «الجزيرة» تستدعى لها الذاكرة فتى الأحلام الذى كانت تحلم به فى مخيلتها، وتبدأ فى التعامل مع زوجها على أنه منصور أو السقا فى الفيلم، ومن هنا تبدأ الضرورة الدرامية لظهور السقا كضيف شرف حادثة أخرى تتعرض لها الزوجة عندما تسقط من «التليفريك» لتغيب عن الوعى والواقع من جديد، ومرة أخري، وفى أثناء مشاهدة التليفزيون تجد أمير كرارة وهو يؤدى الأكشن فى «كلبش» فتتخيله زوجها، وتبدأ رحلة استدعاء أمير كرارة الحقيقى للمساعدة فى شفائها وعودتها للوعي طبيعى وطالما الفيلم يستحضر نجوم الأكشن فلا يمكن تجاهل نجم بحجم ياسر جلال..إن لم يكن بصفته واحدا من أهم مشاهير الأكشن الحاليين فعلى الأقل بصفته شقيق البطل! ظهور هؤلاء النجوم الثلاثة كضيوف شرف أسهم بالتأكيد فى نجاح الفيلم وشجع العديد من المشاهدين المحبين لهم على دخوله. الفيلم بصفة عامة لم يخرج عن الإطار العام المحدد لكل أفلام الكوميديا إذ يتكون من مجموعة من الأسكيتشات الغرض منها الضحك من أجل الضحك، ومن أجل ذلك ضم بعض نجوم مسرح مصر مثل محمد عبد الرحمن ومحمد ثروت، و ليس غريبا أن يشارك طبعا بيومى فؤاد فى الفيلم، بل العكس تماما فعدم وجوده هو الذى كان سيبدو غريبا وغير عادى على الإطلاق ! جميلة عوض ورغم تهميشها وغيابها عن الوعى كما هو مكتوب لها فى السيناريو إلا أنها بموهبتها وجمالها الهادئ استطاعت أن تكون حاضرة وبقوة فى الفيلم، وكذلك الحال مع نور قدرى شقيقة البطلة التى استطاعت بخفة ظلها أن تنافس باقى نجوم الكوميديا من الرجال. «سبع البرمبة» كفيلم للعيد نجح فى أن يجتذب شريحة من المشاهدين الذين لا تستهويهم سوى الجرعة الكوميدية وفى المقابل يدفعون لها «العيدية»، خاصة أنه الفيلم الكوميدى الوحيد المعروض، هذا طبعا بعد العزوف الجماهيرى عن محمد سعد وفيلمه « محمد حسين » ! فى النهاية «سبع البرمبة» فيلم كوميدى خفيف ورغم بساطته فهو ليس سطحيا ولا مهلهلا والأهم أنه غير سمج وأبعد ما يكون عن الاستظراف أو المشاهد والحوارات المخلة والخادشة للحياء ، ولذلك فهو يصلح لكل أفراد الأسرة ولكل الأوقات أيضا، ويحسب هذا لمؤلفه لؤى السيد والمخرج محمود كريم،ويبقى أن نقول: إن رامز بأدائه الصارخ المستفز فى برامجه يبدو على العكس تماما هنا فى الفيلم، وأعتقد أن هذا ليس ميزة بالنسبة له، بل العكس فهو فى قرارة نفسه يتمنى أن يحصل على نصيبه من النجاح فى السينما مثل حظه فى برامج مقالبه !