الجمال النائم فى العسل ليس اسم أحدث أفلام والت ديزنى ولكن هو توصيف لما يحدث فى الإسكندرية، فجمال المدينة وتماثيلها وحدائقها وبهاؤها وروعة معمارها هى أشياء نائمة فى العسل ولا تجد من يوقظها، وإذا تصادف وتجرأ أحدهم على إيقاظ هذا الجمال فالنتيجة تكون كارثية، ولكى لا يكون الكلام مُرسلاً فسوف أسرد بعض الحقائق الثابتة لما يحدث من تشويه للجمال على أرض مدينتي. فمنذ عدة أشهر ظهرت فكرة إعادة إحياء ساعة الزهور وبالطبع فرح السكندريون ولكن كانت النتيجة التى سجلناها بعدسة الأهرام كارثية عبارة عن ساعة من النجيل البلاستيك المشوه سرعان ما أزالوها حينما قامت الدنيا ولم تقعد وأكدوا أنها كانت تجربة لم ترق لمستوى التطبيق الفعلي. ومنذ أسابيع وأثناء الاستعداد لبطولة كأس الأمم الإفريقية قدمت شابة سكندرية متحمسة فكرة لرسم أشكال ورسوم إفريقية على جدار الاستاد الخارجى وحصلت على الموافقات اللازمة وبدأت العمل ورسمت بمنتهى الحماس لوحات مبهجة ولكن سرعان ما تعالت أصوات بأنها ليست متخصصة وأنها لوحات بدائية لا تصلح فتم محوها على الفور وكأن شيئاً لم يكن. وكانت المشكلة حينما أعلن حى وسط عن ترميم ودهان تماثيل الحى التراثية ومنها تمثال الخديو إسماعيل العريق المهدى من الجالية الإيطالية. ثم كانت الطامة الكبرى حينما انتشرت صور للتمثال وهو مدهون باللون الأسود وكأنه فى حالة حداد وبالطبع كان الرد جاهزاً أن هذا ليس الشكل النهائى وإن التطوير مستمر فى حى وسط، ثم توالت المفاجآت حينما أعلنت المحافظة عن تجهيز شارع يضم مشروعات شبابية عبارة عن مطاعم متنقلة ضمن مشروعات تشغيل الشباب. وبالطبع هى فكرة جميلة لكن الكارثة كما تقول نبيلة نعمة الله المديرة السابقة لمدرسة فرنسية بمنطقة الشاطبى إن الشارع الذى تم اختياره لتنفيذ المشروع يضم على جانبيه مجموعة من أهم وأقدم المدارس الفرنسية والإنجليزية العريقة ولا يجوز بأى حال من الأحوال إقامة أى مشروعات تجارية به حيث يدخل ضمن نطاق ما يطلق عليه «الحزام المدرسي» أو حرم المدارس الآمن، فكيف تقام مطاعم ويصبح المكان ملتقى للباعة ببضائعهم وضوضائهم ويتحول الى مكان شعبى يعوق سير وهدوء وأمان العملية التعليمية؟... ويا سادة .. نصيحة أخيرة أرفعوا أيديكم عما تبقى من قطع جمالية بالإسكندرية، واتركوا الجمال نائماً ببهائه القديم بدلاً من تشويهه بأفكاركم. لمزيد من مقالات أمل الجيار