تؤثر الرقمنة، أى الفضاء الإلكترونى ووسائل التواصل الاجتماعى فى المثقف العربى بشكل كبير الذى لا يزال يعانى الأمية الرقمية، حيث اصبح غير قادر على اللحاق بالعصر الحديث وأدواته.. والثقافة الرقمية لاتمثل عاملا سلبيا فى الوعى الثقافى، وانما العكس، فمن يتابع الثورة الرقمية على المستوى الثقافى العالمى يلحظ كيف تم سعى منظمة اليونيسكو رسميا على سبيل المثال لافتتاح المكتبة الرقمية العالمية وذلك بالتعاون مع اكثر من عشرين مؤسسة دولية، حيث بالإمكان تصفح موقع المكتبة بسبع لغات هى العربية والاسبانية والانجليزية والفرنسية والبرتغالية واليابانية والروسية، وهى محاولة سبقتها محاولتان أخريان : خدمة جوجل بوك سيرتش والمكتبة الالكترونية الأوروبية وكل هذه المحاولات تمثل ثورة فى العالم المعرفى، وهو العالم الذى لم يستطع المثقف العربى اللحاق به بوعى او التحليق فيه فى زمن كان لابد ان يتسلح فيه بالمعرفة السياسية والثقافية.. الى غير ذلك من ادوات المعرفة التى نعرفها فى بدايات الالفية الثالثة..وهوما لاحظه البعض بالفعل فى هذ الفضاء الرقمى، حين اشار الى المكتبة الرقمية العالمية، منوها بأن أصحاب هذا المشروع الرقمى الفخم الضخم قد وضعوا إسرائيل مكان فلسطين او لم يحتو على اسم فلسطين مطلقا. أضف إلى هذا أن الرقمنة أو الإفادة من المواقع الالكترونية للصحف أو المكتبات الرقمية ستقل فى المستقبل حين تتقلص مساحة الثقافة ليس عبر الوسائط الصحفية فقط وانما عبر كل الوسائط حين لاتصبح هذه الوسائط مجانية بأى حال، ورصد ما تقدمه محطات مثل فوكس بزنيس نيت وورك توضح لنا كيف ان كل مايقدم مجانيا الآن, مع اتساع الرقعة الرقمية خاصة, سوف يحجب مقابل فرض رسوم, وهوما دعا اليه وتنبأ به معا اهم رموز الامبراطورية الإعلامية الآن وهو روبرت مردوخ.. وهوما يعنى انه حتى مع توافر العديد من القنوات والمواقع الآن سوف تتهدد مستقبلا بما يقدم ماديا، فاذا تذكرنا ان العالم الاقتصادى لبلادنا لاينتمى لهذا المناخ المرفه وان مثقفينا فى عالمنا العربى لاينتمون فى غالبيتهم لهذا الفضاء الاثير لأدركنا درجة الخطر التى يعيش فيها الكثير بيننا ممن نطلق عليهم صفة المثقف او الكاتب او الصحفى او المدون او.. الى آخر هذه الصفات التى تتناثر اليوم فى الفضاء الافتراضى وخارجه مع غياب المثقف العربى. لمزيد من مقالات د. مصطفى عبدالغنى