المعروف هو فعل الخير وإسداؤه للعباد، سواء كان هذا الخير مالاً كالصدقة والإطعام وسقاية الماء وسداد الديون، أو جاهاً كما فى الإصلاح بين المتخاصمين والشفعة وبذل الجاه، أو علماً، أو سائر المصالح التى يحتاجها الناس، كحسن المعاملة وإماطة الأذى وعيادة المرضي، قال تعالي: «لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس». وأوضح الدكتور عادل هندى مدرس مساعد بكلية الدعوة أن النبى صلى الله عليه وسلم دعا إلى صناعة المعروف والتزمها منهجا فى حياته، فقيل لعائشة: هل كان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى وهو قاعد؟ قالت: (نعم بعد ما حطمه الناس) أى بكثرة حوائجهم...وبين عليه الصلاة والسلام أن «على كل مسلم صدقة فقالوا يا نبى الله فمن لم يجد قال يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق قالوا فإن لم يجد قال يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا فإن لم يجد قال فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة». وقال أيضا «إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه». وإجمالا قال صلى الله عليه وسلم «كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك فى إناء أخيك».. ولصناعة المعروف ثمار يانعة فى كسب قلوب العباد: كالرجل الذى كان له مال عند أبى جهل، وأتى النبيّ له به منه، فعاد الرجل وقد اطمأنّت نفسه برسول الله. كما أنه يكون سببا مغفرة الذنوب والنجاة من الهلاك: مثل البغى التى سقت كلبًا؛ فشكر الله لها فغفر لها.. كما أن المعروف يصرف البلاء عن فاعله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة».. وفى كلام أم المؤمنين خديجة ما يدلل على ذلك، «كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الدهر». وقال صلى الله عليه وسلم «إن أهل المعروف فى الدنيا هم أهل المعروف فى الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولاً أهل المعروف»، وعن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال «لقد رأيت رجلاً يتقلب فى الجنة فى شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذى الناس». لذا حذر النبى صلى الله عليه وسلم من يقصر فى صناعة المعروف قائلا: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم» فذكر منهم «..ورجل منع فضل ماء فيقول الله: اليوم أمنعك فضلى كما منعت فضل ما لم تعمل يدا».