أحكمت قوات الأمن سيطرتها علي ميدان التحرير بعد ليلة من الاشتباكات والكر والفر مع المتظاهرين الذين يحاولون أقتحام السفارة الأمريكية، وقد أخلت قوات الأمن أمس ميدان التحرير من المحتجين والعناصر التي ارتكبت أعمال شغب خلال اليومين الماضيين وتعدت علي قوات الشرطة المكلفة بتأمين السفارة الأمريكية وتعدت كذلك علي الممتلكات العامة والخاصة. وأغلقت قوات الأمن فور دخولها إلي ميدان التحرير جميع الطرق والمداخل المؤدية إليه وذلك قبل أن تزيل جميع الإشغالات الموجودة به سواء بالحديقة الوسطي أو علي أطرافه وطاردت عناصر من الأمن المركزي مدعومة بعدد من المدرعات العناصر المثيرة للشغب بشوارع وسط القاهرة وألقت القبض علي220 شخصا تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم. وأكد وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين خلال تفقده ميدان التحرير أن قوات الأمن التزمت أقصي درجات ضبط النفس في تعاملها مع العناصر المثيرة للشغب أثناء الأحداث في محيط السفارة الأمريكية ومرورا بإخلاء ميدان التحرير.. موضحا أن إقدام قوات الأمن علي إخلاء ميدان التحرير جاء بعد استنكار معظم القوي والتيارات السياسية والثورية للتصرفات غير المسئولة للعناصر الموجودة بمحيط السفارة الأمريكية والتي تعد جرائم تعد وإتلاف من شأنها تعكير صفو الأمن العام. وأوضح أن الإخلاء جاء بعد إخفاق المبادرات المتتالية لإيقاف تلك الاعتداءات وانطلاقا من التزام وزارة الداخلية بحفظ الأمن وحماية المنشآت المهمة والدبلوماسية والسفارات الأجنبية وفقا لالتزامات مصر الدولية ومبدأ المعاملة بالمثل. وبعد إخلاء الميدان والسيطرة عليه قامت قوات الأمن بإعادة فتح ميدان التحرير مرة أخري أمام حركة سير السيارات بعد غلقة أثناء إخلائه من المحتجين والعناصر المثيرة للشغب, حيث بدأت حركة المرور تعود إلي طبيعتها تدريجيا, خاصة بعد عودة رجال المرور إلي أماكنهم داخل الميدان. وقام رجال هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة برفع جميع المخلفات وأكوام القمامةوالحجارة الموجودة بمختلف أرجاء الميدان ولأول مرة منذ فترة بعيدة يظهر ميدان التحرير خاليا من الباعة الجائلين. ومازالت قوات الأمن تطارد العناصر المثيرة للشغب في الشوارع الجانبية المؤدية إلي ميدان التحرير, وقد شنت أجهزة محافظة القاهرة بالتنسيق مع وزارة الداخلية ورجال الأمن والمرور حملة مكبرة تحت إشراف الدكتور اسامة كمال محافظ القاهرة لإخلاء ميدان التحرير نهائيا من جميع التعديات والاشغالات, وإزالة الخيام بعد إخلائها من المعتصمين, وإعادة الميدان إلي حالته الطبيعية, لتحقيق السيولة المرورية, وإعادة الانضباط لجميع المحاور والشوارع المؤدية اليه, والقبض علي المخالفين والبلطجية من مثيري الشغب.