الآن تدرك القيادة المصرية الجديدة أنها لاتستطيع تحمل أعباء الوطن وحدها..تدرك أنها مضطرة لأن تقبل أو حتي تطلب المساعدة ممن لديه استعداد للمساندة, سواء من الداخل أو الخارج, مادام ذلك في صالح البلاد. وكانت القيادة الجديدة,قبل أن تمارس تجربة الحكم,ترفض عروض المساعدة,خاصة من أمريكا,تجنبا للاحراج والانتقادات..لكن مجرد تفكيرها الآن في أعبائها والتزاماتها العاجلة يدفعها للترحيب بالوفد التجاري الأمريكي الضخم,والوزراء والمبعوثين من الدول الأوروبية والعربية وغيرها..كذلك بالاستثمارات والقروض المعروضة عليها,بل والذهاب في جولات خارجية أملا في المزيد,اضافة الي قرض أكبر من صندوق النقد الدولي كانت قد رفضت عرضا أفضل منه أيام الحكومة السابقة..فمصر في حاجة عاجلة لاعادة بناء الاقتصاد المنهار,لحل أزمات رغيف الخبز والسولار والبنزين والكهرباء ولاعادة فتح المصانع المغلقةولمواجهة أزمة سيناء والحدود الملتهبة والارهاب. أمريكا ومعها صندوق النقد الدولي, تبدي تجاوبا سريعا..ويبدو أن زيارة الرئيس مرسي للصين حفزت واشنطن علي التعجيل بعرض مايمكن تقديمه لمصر قبل أن تخسر موقعها لصالح بكين..وتتحدث تقارير أمريكية عن مساعدات لتخفيف عبء الديون,وعن عدة مشروعات أخري..ويبدو أن أمريكا اطمأنت الي أن مصر ستلتزم بالمسار الديقراطي رغم الصعوبات.ولكن كلنا يعلم أن مامن أحد0 سيساعدنا دون مقابل,بما في ذلك الأشقاء وأقرب الدول الينا..علي الأقل يجب أن تكون هناك ضمانات وشروط يجب تقبلها دون أن تسئ لكرامتنا أو تضر المواطن الفقير..في أمريكا مثلا مازال هناك قلق علي معاهدة السلام مع اسرائيل,وقلق من أسلوب التعامل مع المعارضة والاعلام,ومما اذا كان النظام سيصدق في التعامل مع كل المصريين علي قدم المساواة..وكلها أمور تلتزم بها الحكومة حتي الآن..ولاتحتاج واشنطن لبذل جهد لاقناع الكونجرس بأهمية مصر وضرورة مساعدتها,ولاتحتاج مصر الي من يقنعها بضرورة الاستعانة بصديق. المزيد من أعمدة سلوي حبيب