على الذهب والفضة والنحاس نٌقشت رموز، وحٌفرت أسماء، وسٌجلت تواريخ، لتخلد على مر العصور والأزمان تاريخ أمة، وشخوص صنعوه، وأحداثا كانت الأهم في العالم آنذاك. كان الملوك والسلاطين فى مصر هم الأكثر حرصا علي صنع “التذكارات” لإهدائها للأمراء والذوات، فكانت العملات “تضرب” في “الضربخانة” فى الفسطاط بالقرب من القلعة. ومن قبلها كانت “تضرب” خارج مصر فى الهند وبريطانيا وجنوب إفريقيا، لتوثيق عدد من الأحداث المهمة منها المؤتمرات العالمية التي عقدت في مصر, مثل مؤتمر السكك الحديدية عام 1933، ومؤتمر الجمعية الدولية الجراحية عام 1936، ومؤتمر الرمد عام 1937، ومؤتمر القطن عام 1938. كما صنعت أيضا ميداليات لتخليد الإنجازات مثل قناطر محمد علي، وقناطر أسيوط، وخزان أسوان، وميداليات لزيارات الملك فؤاد للخارج. ولأهمية هذه التذكارات أصدر الملك فاروق الأول عام 1950 قرار انشاء دار سك النقود الحالية، لتكون مقر “ضرب” العملات المعدنية والميداليات التذكارية. وكانت التذكارات «تضرب» بالطرق على المعادن النفيسة مثل الذهب والفضة والنحاس وتحمل علي أحد وجهيها تاريخ الحدث ورموز تعبر عنه، والوجه الآخر بورتريه للملك.. أما العملات فكانت تحمل الفئة والتاريخ واسم المملكة المصرية في جهة وفي الجهة الأخرى صورة للملك. وكان الملك فؤاد أول من وضع صورته على العملات والميداليات اتبعه في ذلك الملك فاروق الذي كان أول من طبع صورته على العملات الورقية. وفي مصلحة سك العملة تقبع تلك التذكارات التاريخية في متحف العملات الذى يجرى تطويره منذ عام 2016. وكما يوضح اللواء مهندس عبد الرؤوف فاروق أحمدى، رئيس مصلحة سك العملة، فهو يضم مجموعات نادرة منذ عهد السلطنة المصرية مرورا بالمحفظة الشخصية للملك فاروق،وحتى العملات الحديثة.