لم تكن حالة الاحتفاء الاعلامى والفرحة التى عمت الشارع المصرى مبالغا فيها، بعد استعادة هشام عشماوى أخطر ارهابى عرفته مصر فى السنوات الاخيرة، بعد تسلمه من الجيش الوطنى الليبى، بل يستحق أن تتناول وسائل الاعلام جرائمه شهورا طويلة، ولا أبالغ عندما أقول إن عشماوى كان يمثل تهديدا وخطرا على أمن مصركما كان بن لادن يمثل تهديدا وخطرا على أمن أمريكا والعالم، فضابط الصاعقة السابق كان العقل المدبرلاكثر الجرائم الارهابية دموية ووحشية فى مصر منذ إزاحة الجماعة الفاشية عن الحكم -2013- والتى سقط فيها العشرات من شهداء الوطن من رجال الجيش والشرطة والمواطنين الابرياء خاصة الاقباط، مما يجعل من المطالبة بإعدامه عشرات المرات قصاصا عن كل روح أزهقها غيلة وغدرا واجبا وطنيا، ومن هنا كانت فرحة أسر الشهداء بل فرحة المصريين جميعا باسترجاعه وأقتراب لحظة القصاص منه بالقضاء والقانون، ولكن أرى أن المهم ليس إعدامه كرسالة ردع لخفافيش الظلام الهاربين، بل الاهم هو كشف خريطة الارهابيين الذين يستهدفون أمن مصر، فعشماوى لديه من المعلومات المهمة والخطيرة ما يكشف المتآمرين من التنظيمات الارهابية والممولين لها من الدول الراعية للارهاب، والحصول على أدلة دامغة لفضح مخططاتهم الاقليمية فى إسقاط الدول وهدم جيوشها الوطنية، فعشماوى ليس مجرد إرهابى أو انتحارى بل كان المفكر والمخطط والقائد للتنظيمات الارهابية، من بيت المقدس مرورا بداعش الى المرابطين بليبيا ثم القاعدة، ومن هنا تكمن أهميته وخطورته على مصر بل المنطقة بالكامل، ولكن علينا أن نتحسب لرد الفعل من قبل الجماعة الارهابية وذيولها لإثبات الوجود بعد الضربة القاصمة لرأس الافعى، وأعتقد أن الاجهزة المعنية تدرك ذلك جيدا. لمزيد من مقالات مريد صبحى