فى الوقت الذى تسعى فيه الدولة للعمل على إعادة بناء الشخصية المصرية، وبخاصة للشباب، من خلال التعليم والثقافة والصحة، فإننا على الجانب الآخر نجد من يقاوم بكل قوة اى محاولة للتقدم خطوة للأمام, فأصحاب المصالح اصبحوا مافيا تقاوم الإصلاح لأنه ليس لفسادهم حدود. ما يحدث فى عملية تطوير وإصلاح منظومة التعليم، من محاولات هدم، يوضح حجم الفساد والتربح من نظام تعليمى استمر عقودا طويلة، وبالطبع لا يواكب التقدم العلمى والتكنولوجى العالمي، لقد تابع الجميع الحملات الشرسة التى هاجمت نظام «التابلت» وبخاصة الصف الاول الثانوي، الذى يطبق عليه النظام الجديد، منذ بداية العام، وخلال التجارب التى كانت تنفذ، ووصول الامر للمطالبة بإلغاء النظام الجديد والعودة الى الوراء، وإظهار ان كل ما يحدث فشل، ولكن الحقيقة ان النظام الجديد سيقضى على الدروس الخصوصية وهو الامر الذى يغضب المدرسين، وايضا اصحاب المراكز التى انشئت من اجل الدروس الخصوصية بالمخالفة للقانون، وتحقق ارباحا طائلة. للاسف الشديد ان الدولة تسعى بكل الطرق للاهتمام بالمواطن والارتقاء به على جميع المستويات، إلا ان هناك مقاومة شديدة، وذلك ليس على مستوى التعليم فقط الذى ضربت المثل به، ولكن فى العديد من المجالات، فلا يرغب البعض فى تطبيق قوانين رادعة للمرور، ولا فى الصحة أو محاولات تطوير مستوى مؤسسات الدولة المختلفة والقطاعات الحكومية، هناك من يسعى الى العوده للخلف حتى يحقق مصالحه ومكاسبه. لا يمكن لاى دولة ان تتقدم إلا بعد تأهيل المواطن وما تفعله مصر الآن من إعادة بناء المواطن المصرى وبناء شخصيتة مبنى على اسس سليمة، ويجب على المواطن ألا ينجرف خلف الشائعات. لمزيد من مقالات جميل عفيفى