لم يعد خافيا تورط تركيا فى دعم الجماعات الإرهابية فى الأراضى الليبية, وأخيرا تم رصد سفينة أمازون التركية فى ميناء طرابلس محملة بالسلاح والعتاد العسكرى لدعم الميليشيات المسلحة التى تسيطر على العاصمة الليبية فى مواجهة الجيش الوطنى بقيادة حفتر, بل إن السلطان العثمانى, أردوغان, أعلن صراحة دعمه لحكومة الوفاق التى يتزعمها السراج, والدور التركى- القطرى المشبوه فى ليبيا بدأ منذ 2014 بدعم وتدريب الجماعات الإرهابية فى محاولة للسيطرة على المشهد الليبى خاصة بعد سقوط حكم الجماعة فى مصر, بل إن تقارير الاستخبارات الغربية تشير صراحة الى ضلوع تركيا فى تهريب أبو بكر البغدادى الى ليبيا بعد هزيمة التنظيم فى سوريا والعراق، فى محاولة لإحياء نشاط التنظيم الارهابى واتخاذه ليبيا كقاعدة للانطلاق فى الشمال الإفريقى والتمدد جنوبا فى دول القارة, ولذلك بدأت دول التحالف رحلة البحث عنه فى الأراضى الليبية الشاسعة، والتى ترجح اختباءه بمنطقة الهروج فى أقصى الجنوب الغربى, ذات التضاريس الوعرة, ورصدت 25 مليون دولار كمكافأة لمن يرشد عنه, فكل المؤشرات والمعلومات تشير إلى هروب البغدادى الى ليبيا, ولكن ماذا يعنى ذلك ؟ يعنى أن داعش والدول الممولة والداعمة له خاصة قطروتركيا قررت نقل نشاط التنظيم الإرهابى الى الاراضى الليبية, وهو ما يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومى المصرى, ومن هنا كانت الرسائل القوية للرئيس السيسى ووزير الدفاع الفريق أول محمد زكى بردع كل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومى المصرى, وهوما يجيب على السؤال الذى طرحه البعض منذ سنوات لماذا تسعى مصر بإصرارعلى امتلاك قوة ردع عسكرية, وهاهى الأحداث تثبت سلامة تقدير الموقف المصرى. [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحي