قبل أسبوعين تلقيت دعوة كريمة من الصديق والزميل الفاضل. أشرف بدر مدير عام مركز الأهرام للتنظيم وتكنولوجيا المعلومات، لزيارة المركز والإطلاع على نشاطاته، لمعرفة. اشرف باهتمامي بمراكز المعلومات لسابق عملي في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض. ومن المصادفات أن تزامنت الدعوة مع تشديد السيد الرئيس خلال اجتماع مع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء، على أهمية توطين الصناعات الرقمية والإبداع التكنولوجي وتنميتهما وتحفيزهما ودعمهما، عبر جذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير فرص عمل. وقبلت الدعوة لإيماني بأننا اليوم نحيا ما يسمى عصر المعلومات واستثمار المعرفة، فالعالم يتخذ من توظيف المعارف العمليّة سبيلا لتحقيق حاجات الإنسان ورغباته وتطوير مجتمعه، إذ باتَ تعاملُ الأفراد مع التقنية الحديثة, مهما يعلو مستواهم الحضاريّ أو يقلّ وأيا كانت فئتهم العمريّة, ضرورة تحتمها مواكبة العصر، فانتشار التقنية غيّر أنماط الحياة اليومية للشعوب، اقتصاديًا أو ثّقافيًا واجتماعيًا. تأسس مركز الأهرام للتنظيم وتكنولوجيا المعلومات في بداية ستينيات القرن الماضي، وأعلن كمركز خدمة عامة في نهاية العقد نفسه، وعلى امتداد خمسة عقود رسّخ وجوده عمليًا، كأحد أهم بيوت الخبرة المتخصصة في تنظيم الأرشيف الورقي وتطويره، وتسجيل الوثائق على الأوعية التقنية الحديثة، المتمثلة في الأشكال الميكروفيلمية المختلفة والوسائط الضوئية مثل الأقراص المدمجة، وعزز ذلك بفهارس إلكترونية مناسبة لأرشيف إلكتروني، فضلاً عن مركز استشارات فنية لتطوير المحفظات وإنشاء الملفات الوثائقية، وتصميم البرامج التدريبية المتخصصة في مجالات خدمات وتقنية المعلومات وتنفيذها، وتطوير إدارات المكتبات عبر تطبيقات برامجية إلكترونية متخصصة، وهذه الخدمات الجليلة قدمها المركز لمئات من الوزارات والهيئات المشتركة في خدماته، ومن أهمها وزارة العدل ووزارة الري ومجمع الحديد والصلب والمصانع الحربية والشركة القابضة للكهرباء، بل وامتد نجاحه ليشمل تعاقدات خارجية في الكويت والسعودية واليمن وليبيا. 3 ساعات كاملة قضيتها في المركز متنقلاً بين أجهزته وأقسامه، مستمتعًا بمرافقة أحداث تاريخية عظيمة معظمها لم يكتب لي حضورها أو معايشتها، وأشعرنى المركز كأني أحيا لحظتها، وقال لي أ. أشرف بدر: تجد أمامك ملفات لكل ما نشر بالأهرام وإصداراته منذ صدور العدد الأول للجريدة الأم في 5 أغسطس 1876م في المنشية بالإسكندرية، وحتى اليوم، ويمكن للصحفيين والكتاب والباحثين الحصول على هذه الملفات الوثائقية النادرة سواء في شكلها الورقي أو الالكتروني، بما يعين الباحث والدارس على استكمال رؤيته لموضوع الحدث بوثائق من زمن الحدث. وتفضل مدير عام المركز مشكورًا بالموافقة على اقتراحي تقديم خصم خاص للصحفيين والباحثين، يصل إلى ما يقارب نصف الثمن، حيث يمكن للصحفي بجنيهات قليلة تمثل سعر التكلفة امتلاك أرشيف صحفي شخصي ورقي أو إلكتروني متكامل، لما كتبه على مدى سنوات عمله في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة. انصرفت من المركز آسفًا أن يكون لدينا مثل هذا الكنز ولا يعلم مثقفونا وشبابنا شيئًا عنه! لمزيد من مقالات أسامة الألفى