جريمة بشعة شهدتها مدينة كفر شكر بالقليوبية، فالمصائب لا تأتى فرادى فهى تتشابك وتتداخل مثل سحب الشتاء، ووقتها يتحول الحزن إلى مأساة وهم كبير، بطل المأساة طبيب أسنان عمره 70 عاما، حيث استباح جاره العاطل دماءه، بعدما ترك نفسه فريسة لوحش القسوة، وفى لحظة تخلى عن إنسانيته وخمدت عواطفه، ورحل عقله وانطلق كريح غادرت تتنازعه القسوة، وقرر أن يدمر قلاع كل الأفراح من حوله، ومن القسوة عرف الجريمة وتلطخت يداه بدماء الطبيب العجوز. فالبعض قد يقوده شيطانه إلى الكسب السريع والسهل بل الحرام، والسير فى الطرقات العتمة حتى لا ينكشف المستور، لكن السماء تقف بالمرصاد للأيادى الملوثة بالخطايا ولم تشفع توسلات الطبيب العجوز فى إنقاذ حياته، وحاول من هذه التوسلات النجاة بروحه من جاره القاتل وظن أنه بتلك التوسلات قادر على تحريك المشاعر المتحجرة داخل قلبه، لكنه لم يدرك وقتها أنه فى هذه اللحظة، قد فقد كل إحساس بالمشاعر الإنسانية. الحكاية بدأت فصول أحداثها عند قيام نجل المتوفى بمحاولة التواصل هاتفياً بوالده للاطمئنان عليه وتبين عدم التجاوب وإغلاقه الهواتف الخاصة به، ليتوجه إليه للاطمئنان عليه فوجئ بمقتله. حيث تبين وجود جروح عرضية بمنتصف الرأس ووجود سلك كهربائى ملفوف حول الرقبة وجحوظ بالعينين وتبين عدم وجود آثار كسر بأبواب ومنافذ الشقة ووجود قطع بالسلك الخاص بشباك شرفة الغرفة المخصصة لعيادة الطبيب ووجود بعثرة بمحتويات الشقة، وتبين وجود آثار دماء على سرير غرفة النوم. وفور إخطار اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، أمر بتشكيل فريق بحث لسرعة كشف غموض الحادث قاده اللواء محمود أبو عمرة مدير الإدارة العامة للمباحث واللواء محمود السبيلى مساعد مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام، حيث أكدت التحريات أن وراء الحادث لصاً دخل شقة المجنى عليه فى ساعة متأخرة من الليل مستغلا وجوده بمفرده لسرقته وعندما شعر به داخل الشقة قام بالتعدى عليه بالضرب على رأسه واستولى على مبلغ مالى قدره 6200جنيه. ألقى الرائد إسماعيل خطاب رئيس مباحث كفر شكر، القبض على المتهم «و ع س م سن 35» وقرر أن الطبيب كان يقوم بمساعدته بالمال وعلاجه ومع ذلك قتله طمعا فى أمواله ولكنه لم يجد سوى هذا المبلغ وتوسلات الطبيب العجوز لم تشفع له ولا الأموال التى كان ينفقها عليه لأنه بدون عمل ولا يكاد يجد قوت يومه لولا مساعدة الطبيب الذى راح ضحية للإحسان.