الفرق كبير بين أحداث لقاء أياكس مع توتنهام وواقعة بتروسبورت بين متعة المشاهدة فى البطولات الأوروبية، وتواضع الأداء فى الدورى المصري، مسافات تفصل بين مسابقات قوية تدار بلوائح حاسمة تطبقها إدارات محترفة، وبين واقع مؤلم للمسابقات المحلية تدار من خلال لوائح تفصيل، وإدارة فاشلة، والنتيجة أزمة بعد كل مباراة. منذ أيام قليلة تابعت الجماهير المصرية لقاء اياكس مع توتنهام فى لقاء الإياب للدور قبل النهائى فى دورى الإبطال واستطاع الفريق الانجليزى التأهل فى الوقت المحتسب بدل الضائع الذى قدره الحكم بخمس دقائق، لكن هدف الفوز جاء فى الدقيقة الخامسة وعشر ثوانى ليخرج اياكس صاحب الأرض من البطولة بهذا الهدف ولم يحدث شيء رغم الفارق بين دورى الأبطال الأوروبى والدورى المصري. أما فى لقاء الأهلى وسموحة، فقد حدث نفس ما حدث فى لقاء اياكس وتوتنهام، لكن رد الفعل كان مختلفا تماما. فى أمستردام مرت الأمور بصورة طبيعية فى إطار الروح الرياضية، أما فى بتروسبورت كان الوضع مختلفا.. مشاجرات واحتجاجات واتهامات على صفحات التواصل الاجتماعي. أداء الحكم الدولى أمين عمر فى لقاء الأهلى وسموحة كان دون المستوى على مدى شوطى المباراة، فقراراته جاءت عكسية وتساهل فى إخراج الكارت الأصفر ولم يكن حازما فى مواقف عديدة، لكن فى احتسابه الوقت المحتسب بدل الضائع خلال الشوط الثاني، لا يمكن توجيه اللوم إليه لان التوقفات التى شهدها هذا الشوط بسبب سقوط العديد من اللاعبين بصورة متكررة تفوق المدة التى احتسبت إلى جانب إجراء التغييرات الستة فى الفريقين. الحكم احتسب سبع دقائق وقتا بدلا من الضائع، لكن الهدف جاء فى الدقيقة الثامنة، وهى الدقيقة التى أضافها الحكم بسبب علاج احد لاعبى سموحة والحارس أبوجبل ومروان محسن مهاجم الأهلي، وقدرت بدقيقة ونصف دقيقة، وخلالها جاء الهدف فى توقيت قاتل أدى إلى خروج الجميع عن المنطق، خاصة إن هناك أطرافا أخرى تنتظر نتيجة المباراة. الجهاز الفنى لسموحة احتج بالكامل بدعوى أن الوقت انتهي، والهدف أضاع نقطة على الفريق هو فى اشد الحاجة إليها فى صراع الهروب من الهبوط، كما ان الزمالك ينتظر تعثر الأهلى فى صراع القمة، خاصة ان هذه المباراة هى الثانية على التوالى التى ينجح خلالها الأهلى فى تحقيق الفوز فى الثوانى الأخيرة مما اثأر تساؤلات كثيرة عن مجاملات التحكيم للقلعة الحمراء. والخلاصة ان الوقت بدل الضائع بريء من فوز الاهلى لاسيما ان فريق سموحة كاد يحقق التعادل فى الثوانى الأخيرة لكن العارضة تعاطفت مع الأهلى لكى يحصل على الثلاث نقاط. ليس هناك مجاملة للأهلى ولكن هل إذا كان فريق سموحة هو الذى يحتاج احتساب هذه المدة أمام الأهلي، فهل كان أمين عمر سيحتسب سبع دقائق وتمد إلى تسع.. هذا هو السؤال؟. هناك ضغط عصبى على الحكام من اجل عدم التفريط فى حقوق الأهلى والزمالك أمام باقى الأندية، ويمارس هذه الضغوط نخبة من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد تحت مسمع ومرأى من اللجنة الرئيسية التى عليها السمع والطاعة. وسيظل التحكيم المصرى يسير من سيئ إلى أسوأ مادامت اللجنة غير مستقلة عن مجلس الجبلاية الذى يدير الكرة من منطق الألوان.