أعتقد أنه أول مهرجان يمكن أن أطلق عليه فولكلوريا تراثيا شعبيا فنيا... إنه مهرجان ما يسمى بالطبول أو ذلك المهرجان الذى ينطلق فى الأماكن الأثرية بداية من قلعة صلاح الدين ثم يتحول لأكثر من جهة، ولعل أهمها بالنسبة لى وللمتفرج هى تلك التى يشعر بها المواطن ويتفاعل معها بعمق هى تلك التى تتحرك فى شارع المعز، حيث يشارك الشعب فيها إلى جانب ضيوف المهرجان، ومن عدد كبير من الدول التى اعتادت المشاركة فيه كل عام. هذا المهرجان صاحب فكرته وأول من أقامه ونظمه هو الفنان انتصار عبد الفتاح الذى عرفته منذ سنوات طويلة منذ كان رئيسا لمسرح الطليعة، وهى الفترة التى أتذكرها جيدا، خاصة أنه كان له الفضل فى أول مسرحية يمكن ايضا أن أقول عنها تراثية، وهى مسرحية «مخدة الكحل» التى نالت أكثر من جائزة ليس من مصر وحدها، ولكنها عرضت فى عدد من عواصم العالم لتحصل أيضا على أكثر من جائزة. العرض تضمن الدراما والموسيقى والغناء فى قالب جديد تماما على مسرحنا المصري، وأذكر أن كانت بطلته الأولى هى الفنانة سميرة عبد العزيز. بعد ذلك اتجه إلى هذا المهرجان الذى أسعد حقيقة به باعتباره بالفعل مهرجانا شعبيا يشارك فيه عدد كبير من الدول. أجد فيه الآلات الشعبية، وأجد فيه عروض التنورة، وأيضا الغناء والتراتيل الأجنبية... إنه بالفعل مهرجان كامل تستشعر أنه ما وجد إلا من أجل الشعب الذى لا يحضر عدد كبير من أفراده مثل هذه الفنون أو غيرها. وبالطبع قلعة صلاح الدين أجد أنها مركز لوسط البلد الشعبى إلى حد ما من خلال المناطق المحيطة بها. هذا المهرجان من خلاله أوجه الشكر والامتنان للفنان الوحيد الذى يقوم بهذا العمل، وهو أيضا من ابتدعه، وهو انتصار عبد الفتاح الذى استشعر أنه لا يهمه إلا الفن فقط، وبالذات الفنون الشعبية التى يعشقها المواطن البسيط، ويقدرها المواطن الذى يحمل الثراء المعرفي.