يهل علينا اليوم شهر رمضان الكريم، ودائما ما نشاهد فيه العديد من الظواهر التى تتنافى تماما مع مقاصده ومعانيه، ولعل أهمها ما يقدمه الإعلام من أعمال درامية يتنافى مضمونها مع الشهر الكريم، ليس فقط من حيث الفكر، إذا كان فى الدارما المصرية فكر أصلا، ولكن من حيث الألفاظ النابية التى لا تراعى حرمة البيوت التى تدخلها ولا الشهر الفضيل، ولا ملابس الممثلات اللاتى يتوهمن أنه كلما تحررت من ملابسها، حققت نجاحا دراميا، كما نتمنى أن تختفى تلك البرامج المسماه برامج التسلية والمقالب، والتى يعلم الجميع أنه يتم تصويرها بالاتفاق مع ضيوفها، وأنهم يقبلون التصوير فيها للمقابل المادى الكبير لها، ولكن أصحابها يصرون على أن المشاهدين سيصدقونهم، وكأنهم بلا عقل. كما أتمنى اختفاء إعلانات التسول التى يغرق فيها الاعلام المصرى فى مشهد مؤسف ومقزز لا تجد له مثيلا فى العالم كله، وفى المقابل، يارب يرحمونا من إعلانات الشقق التى يتجاوز سعر المتر فيها الثلاثين ألفا. ونتمنى فى هذا الشهر الكريم، أن تختفى ظاهرة التسول فى الشوارع، حيث تظهر جيوش من الشحاتين المحترفين، الذين يستدرون عطف الناس مستغلين كرمهم فى هذا الشهر، وأغلبهم لا يستحق عطفا ولا إحسانا، وأيضا ظاهرة موائد الرحمن فهى تقدم خدماتها لبعض المتسولين والبلطجية ممن لا يستحقون إطعاما، وياليتها تتحول الى مواد تموينية تقدم للفقراء فى منازلهم، فهذا أكرم لهم وأعظم أجرا لواهبها. لمزيد من مقالات جمال نافع