احتفل الأقباط الأرثوذكس مساء أمس بعيد القيامة المجيد وسط حالة من الاستنفار الامنى، وترأس قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صلاة قداس العيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية وحضر مندوب عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من الوزراء والسفراء الاجانب والعرب ونواب البرلمان . وفى عظته تحدث البابا قائلا : «القيامة هى المحبة الإلهية التى تفيض سعادة وفرحا فى حياة البشر. والمحبة لن تزول أبدا ودائما فى القلب على الأرض وأيضا فى السماء ، فالله محبة وفى الأبدية لا نبلغ نهاية محبة الله، وإنما نبلغ أقصى درجة فى استيعابنا لهذه المحبة.» وأضاف: «أهنئكم بعيد القيامة المجيد ،وأرجو لكم افراح القيامة فى حياتكم وكل ماتمتد اليه ايديكم. لقد احتفلنا بالايام الثلاثة الاخيرة التى تشمل الجمعة والسبت والاحد، وهى الايام التى غيرت المفاهيم فى حياة البشر ، فبعد أن كان الصليب فى مفاهيم العهد القديم عاراً وعقاباً وقسوة وألماً وموتاً ، صار مجداً ورحمة وأملاً وفرحاً وحياة . وخلال هذه الايام الثلاثة ومن واقع التاريخ وأحداثه اختلطت المشاعر الكثيرة،فكان يوم الجمعة هو يوم الصليب حيث الصراخ والعويل والموت ، ثم جاء يوم السبت وفيه مشاعر الخوف والقلق والأمل والانتظار ،ثم جاء يوم الاحد بمشاعر الفرح والبهجة والأمان والسلام لكل النفوس».
وأكد البابا «أن الصليب هو الصيغة الموجزة لكل عقائدنا ولكل مسيحيتنا. والإيمان بالصليب يعنى الإيمان بالمسيح المصلوب مخلصا للإنسان من الخطية ،وماسحا لتبعات الخطية التى تحرم الإنسان من مكانه فى السماء حيث الحياة الأبدية. إننا نعيش الإيمان على الأرض، أما فى السماء فلن يكون للإيمان دور لأننا وقتها سنحيا بالعيان». واختتم البابا عظته قائلا :»بدون القيامة ما كانت مسيحية ولا عبادة ولا إنجيل ولا عقيدة ولا كنيسة، وبدون المحبة التى زرعتها القيامة فينا لا تكون هناك خدمة ولا رحمة ولا سعادة ولا إيمان. نشكر الله الذى أعطانا أن نفرح بالقيامة المجيدة ونعيد هذه الأعياد السعيدة، فإننا نصلى من أجل بلادنا المحبوبة مصر ومن أجل سلامها وتقدمها، كما نصلى من أجل قادتها فى كل المستويات وفى المقدمة الرئيس عبد الفتاح السيسى وأبطال القوات المسلحة والشرطة الوطنية وسائر المسئولين.كما نرفع صلاة خاصة من أجل الشهداء فى كل مكان ليعزى الله أسرهم وأوطانهم كما نطلب الشفاء للمجروحين والمصابين والمتعبين فى كل مكان وأن يهب الله سلامه بين ربوع البشر وكل قيامة وجميعكم بخير».