أكد اللواء ثروت النصيرى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن الشعب المصرى يحتفل هذه الأيام بالذكرى العطرة لمرور 37 عاما على تحرير أرض سيناء، حيث إنه شرف بالاشتراك فى حروب 67 والاستنزاف وأكتوبر المجيدة، مؤكدا أن اسوأ هزيمة فى حرب 67 صنعت أعظم انتصار فى حرب 73، وإن جميع سلبيات حرب 67 تحولت الى ايجابيات فى حرب أكتوبر. وأضاف النصيرى أن عيد تحرير سيناء هو ذلك اليوم الذى استردت فيه مصر ارض سيناء، بعد انسحاب أخر جندى إسرائيلى منها، وفقا لمعاهدة السلام المصرية، عدا مدينة طابا، التى تم استردادها لاحقا بالتحكيم الدولى فى عام 89، وتم رفع العلم عليها، مشيرا الى أن سيناء عادت بعد معركة حربية فى السادس من أكتوبر، اكتملت بمعركة سياسية ودبلوماسية قانونية. وقال النصيرى ان نتائح حرب اكتوبر قد تمثلت فى هزيمة الجيش الاسرائيلي، الذى كان دائما يدعى انه لا يقهر، وتدمير خط بارليف الحصين، الذى عرف بأنه من أقوى الحصون فى الحروب السابقة، وانقطاع الذراع الطولى لاسرائيل، متمثلة فى قواتها الجوية، بالاضافة الى النتائج المهمة الى ذلك، فى التمهيد لمفاوضات السلام التى نتج عنها استرداد كامل لسيناء، والذى استطاع الجيش المصرى أن يسترد أرض سيناء حتى خط الحدود الدولية. وعن ذكرياته فى حرب 73 قال النصيري: كنت قائدا لسرية مشاه فى قطاع القنطرة، وكان لدينا عزيمة وإصرار على عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف والوصول الى شرق القناة، وقد دخلنا الحرب ونعلم ان اسرائيل لها النفوذ العسكرى على الدول العربية مجتمعة، وأن العدو يستند على مانع مائى قوى يعتبر الأقوى فى التاريخ، بالاضافة الى خط بارليف المنيع، وان اسرائيل تملك احدث الطائرات فى العالم، وأيضا احدث الدبابات، ورغم ذلك استطعنا تحقيق النصر، وكانت المعجزة فى وجود 80 ألف جندى مصرى شرق القناة على الضفة الشرقية للقناة خلال 6 ساعات. وأشار النصيرى الى ان الحرب هى وسيلة وليست غاية، فالمعركة الحربية تمت بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف، وعمل رأس كوبرى شرق القناة لمسافة 20 كم، ثم تلتها المعركة السياسية لاسترداد أرض سيناء، موضحا ان الرئيس الراحل انور السادات بطل الحرب والسلام قال "اننا لا ندخل الحرب من أجل الحرب ولكن ندخل الحرب من اجل ان نجد لنا مكانا محترما على مائدة مفاوضات" وحدث ما قاله الرئيس السادات، حيث تمت المعركة السياسية بعدة مفاوضات بدأت بمباحثات فك الاشتباك الأول فى يناير عام 74، ثم فك الاشتباك الثانى فى نوفمبر عام 75، وفيه تم انسحاب القوات الاسرائيلية الى شرق المضايق، ثم اعقب ذلك مؤتمر كامب دايفيد فى عام 78 بين مصر واسرائيل وامريكا، وتم الاعلان عن اطار اتفاق لمعاهدة السلام بين مصر واسرائيل، ثم معاهدة السلام، والتى نصت على انهاء حالة الحرب بين مصر واسرائيل، وان تكون حرب اكتوبر هى آخر الحروب، وتمت عودة السيادة المصرية فى 25 ابريل عام 82، حيث تم رفع العلم المصرى فى رفح فى شمال سيناء وفى شرم الشيخ فى الجنوب، بعد احتلال دام 15 عاما، واصبح ذلك اليوم عيدا قوميا واصبح الجزء الاخير فقط محتلا فى أرض طابا (كم)، حيث خاضت الدولة المصرية مفاوضات سياسية قانونية، وانتهى الخلاف والنزاع بالتحكيم الدولى فى عام 88، وأعلنت هيئة التحكيم الدولى عام 89، أن طابا مصرية، حيث رفع الرئيس الاسبق حسنى مبارك العلم على طابا معلنا أن أرض سيناء بكاملها تحت السيادة المصرية.