مثلما كانت تسريباته محور اهتمام العالم، كان أيضا مشهد إلقاء القبض عليه من داخل حجرته بسفارة الإكوادور بلندن من قبل الشرطة البريطانية محور اهتمام الكثيرين سواء المؤيدين له أو جمهور المعارضين. فقد أبدى رواد مواقع التواصل الاجتماعى اهتماما غير عادى بصور جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس فى أثناء القبض عليه، وأخذ البعض فى تحليل كل صغيرة وكبيرة، بدءا من مظهره الذى تغير كثيرا منذ لجوئه إلى السفارة منذ سبع سنوات وصولا إلى الكتاب الذى كان يحمله فى يديه. وربما هذا ما دفع صحيفة «إكسبريس» البريطانية إلى تفنيد بعض ما جاء فى الكتاب الذى حمل عنوان «عقيدة الأمن القومي» للكاتب الروائى جور فيدال الذى ناقش من خلاله مع المحرر البارز فى شبكة TRNN - الأحداث التاريخية التى أدت إلى التحالفات العسكرية والثقافة السياسية التى أسفرت عن «الرئاسة الإمبريالية». «الناس ليس لديهم صوت، لأنهم لا يملكون معلومات»، كان ذلك أحد الاقتباسات التى جاءت فى كتاب «فيدال» الناقد السياسى والمؤيد للحزب الديمقراطى الذى عرف من خلال مقالاته ورواياته وأيضا ظهوره الإعلامى أنه كان دائم الانتقاد لسياسة أمريكا الخارجية. بالإضافة إلى هذا، وصف الولاياتالمتحدة منذ الثمانينيات بأنها امبراطورية تتدهور، ويبدو أن «أسانج» كان يعتنق الكثير من أفكار «فيدال». .. و القط «جيمس» يثير الجدل لم يكن الكتاب هو الشيء الوحيد الذى لفت نظر رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى مشهد القبض على جوليان أسانج، حيث كان هناك أيضا القط «جيمس» أو «قط السفارة» كما أطلق عليه و الذى كان رفيق مؤسس ويكيليكس الدائم طوال فترة السنوات السبع التى أمضاها فى السفارة، حتى حينما كان أسانج يطل من فترة لأخرى من النافذة متحدثا للإعلام، كان «جيمس» حاضرا مرتديا «ربطة عنق» أنيقة ليكون جاهزا للظهور فى الإعلام. «هل سيصبح قط أسانج بخير؟» هكذا تساءل أحد المغردين على موقع «تويتر» حيث يحظى «جيمس» نحو 32 ألف متابع من خلاله بجانب موقع التواصل الاجتماعى «انستجرام»، مخاطبا السلطات بضرورة الاعتناء بالقط الذى سيكون مرتبكا للغاية خاصة بعد رحيل صاحبه. أحد موظفى ويكيليكس السابقين قال إن «جيمس» غادر السفارة منذ وقت طويل ولم يعد مقيما هناك، حيث تكفل أحد المقربين من »أسانج« برعايته بعيدا عن السفارة، لأن »أسانج« أراد تجنيب القط حالة عزلة «غير محتملة» ومنحه حياة أفضل. أما المسئولون فى سفارة الإكوادور فقد أكدوا وفقا لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية اختفاء القط منذ بضعة أشهر، حيث قال أحدهم: «نحن لسنا متجرا للحيوانات الأليفة، لذا لن نبقيه هنا». «جيمس» كان دائم الإزعاج لمسئولى السفارة، حيث اعتاد أن يقفز على زينة شجرة الميلاد والجلوس على عتبة النافذة، لذلك أنذرت السفارة «أسانج» أكثر من مرة بضرورة الاعتناء به وبنظافته وإلا سترسله إلى مأوى الحيوانات.