يشكل الفلسطينيون قوة كبيرة فى العالم لأنهم يوجدون فى 140 دولة،ويتزايد نفوذهم الاقتصادى، ومن هنا جاءت فكرة دكتور عدنان مجلى مؤسس وصاحب فكرة «الكونجرس الفلسطينى الاقتصادى العالمى» بتنظيم عمل هذه الجاليات المنتشرة حول العالم من أجل تشكيل جماعات ضغط دولية لضمان استرداد حقوقهم المسلوبة، وحول هذه الفكرة كان الحوار معه فى واشنطن وفيما يلى نص الحوار: ما فكرة الكونجرس الفلسطينى الاقتصادى العالمى، كيف انطلقت وما أهدافه؟ «كما يقولون الحاجة أم الاختراع» باختصار أصبح هناك حاجة ملحة لوضع حلول سياسية تلامس الواقع الفلسطينى وتلبى احتياجات الشعب الفلسطينى. والواقع يقول أنه لايمكن لاسرائيل أن تلبى حقوقنا وتستجيب لمطالبنا. وللأسف المكانة التى اكتسبها الشعب الفلسطينى أصبح يفقدها تدريجيا على المستويين الشعبى والرسمى. نحن نخسر حتى على الصعيد الدولى. وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن اعتبر ضربة كبيرة واستخفافا بالقضية الفلسطينية ومكانتها. الفلسطينيون يشكلون اليوم قوة كبيرة فى العالم لأنهم موجودون فى 140 دولة ونفوذهم يتزايد فى مختلف المجالات وهذه قوه لايستهان بها ويجب استثمارها لمصلحة الكل الفلسطينى. لذلك يجب العمل على تنظيم عمل الفلسطينيين فى مختلف دول العالم، وبناء جسور قوية لهم مع الوطن، فذلك من شأنه أن يعزز مكانتهم الدولية، من أجل أن يشكلوا جماعات ضغط دولية تدعم مطالبهم فى استرداد حقوقهم الوطنية المسلوبة. البداية ستكون فى تعزيز دور الجاليات الفلسطينية فى الدول التى تقيم فيها، ودور ابناء هذه الجاليات فى خدمة وطنهم فى مختلف الميادين خاصة الاقتصاد والثقافة والصحة والتعليم وغيرها. من هنا انطلقت فكرة الكونجرس فهى تقوم على الترابط بين ابناء الشعب الفلسطينى فى الداخل وفى الخارج وعلى دعم وحدة التجمعات الفلسطينية إزاء القضايا المشتركة والمصيرية مع تعزيز الهوية الفلسطينية وتنمية الآفاق الفكرية والسياسية والاقتصادية. ما العقبات والتحديات التى تواجه الكونجرس الفلسطينى الاقتصادي؟ الاحتلال هو الهاجس الأكبر الذى يواجه الكل الفلسطينى، لكن على الصعيد الاقتصادى وعلى سبيل المثال عندما يقوم المستثمر الفلسطينى الذى يحمل جنسية أمريكية بشراء منتجات من قطاع غزة ويمنعه الاحتلال فإن الحكومة الأمريكية ستتدخل للمساعدة فى حل هذه الاشكالية لحماية مصالح رعاياها و هذا سيرتد إيجابيا على المواطن الفلسطينى فى الداخل. هذا المثال يمكنك تطبيقه على كل الفلسطينيين من حملة جنسيات أجنبية مختلفة فحكوماتهم ستتدخل لانقاذ استثماراتهم. وهكذا يمكن أن نشكل لوبى دوليا يدعم الاقتصاد الوطنى الفلسطينى. هل نتائج الانتخابات الإسرائيلية يمكن أن تنعكس سلبا أو أيجابا على العملية السلمية وحل الدولتين ؟ ماذا إذا خسر نيتانياهو وفاز جانتس؟ نيتانياهو و جانتس وجهان لعملة واحدة لذلك لن تختلف الأمور سواء فاز نيتانياهو أو خسر فى الانتخابات المقبلة فالمشروع الصهيونى مستمر بصرف النظر. لذلك يجب ألا نعول على هذا الأمر وكذلك يجب ألا نعول على الأمريكيين فالسياسة الأمريكية هى نفسها لم تتغير الوجوه فقط هى التى تتغير أما بالنسبة لحل الدولتين فلقد أصبح شبه مستحيل بسبب الأستيطان والانقسام بين شطرى الوطن. لذلك يجب على القيادة الفلسطينية فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها القضية الفلسطينية أن تتخذ خطوات عملية واضحة للشعب الفلسطينى فى الداخل وفى الشتات وواضحة للمنطقة كلها، أما التخبط الذى يحدث الآن فليس فى مصلحة القضية الفلسطينية. كيف يمكن إيقاف صفقة القرن وماهو المخرج برأيك؟ إذا أرادت القيادة الفلسطينية وأيقاف مايسمى قطار صفقة القرن يجب انهاء الانقسام أولا وترسيخ الوحدة الوطنية والتركيز على الداخل الفلسطينى وبناء مؤسساته واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وأحياء مؤسسات منظمة التحرير الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى وتجديد الشرعيات وكذلك بث دم جديد من الشباب ذى رؤية فى المؤسسات. باختصار الإستراتيجية الفلسطينية يجب أن تكون واضحة وتؤكد على الثوابت. ومصر لعبت دورا كبيرا ولاتزال تبذل مساعى حثيثة من أجل انهاء الانقسام واستعادة اللحمة الفلسطينية وكذلك فى ملف التهدئة مصر تقوم بجهد جبار من أجل تثبيت التهدئة مع اسرائيل حفاظا على الاستقرار وعلى سلامة الفلسطينيين فى غزة. دور مصر تاريخى فهى تحمل على عاتقها القضية الفلسطينية وفلسطين هى امتداد لأمنها القومى.