لا شك فى أن الجانب الأمريكى يبدى كثيرا من الاهتمام بالزيارة التى يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي. ظهر ذلك من خلال ثلاثة محاور، الأول: البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية حول الغرض من الزيارة وأهم الموضوعات الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال، والثانى هو إشادة ابنة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب «إيفانكا» بسياسات الرئيس السيسى تجاه قضية تمكين المرأة، والثالث، من خلال الجهد الكبير الذى قامت به الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مؤخرا فى مصر، وشمل افتتاح مشروعات متنوعة تهم القطاع الأكبر من المصريين، وتزيد من تقوية العلاقات بين شعبى البلدين. جاء فى بيان الخارجية الأمريكية عن الزيارة التى تأتى بدعوة من الرئيس ترامب أن «المباحثات الثنائية بين الزعيمين سوف ترتكز على تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الولاياتالمتحدة ومصر، والبناء على العلاقات العسكرية والاقتصادية القوية بين الدولتين، والتعاون فى مجال مكافحة الإرهاب». كما أشار البيان إلى أن الزعيمين سيناقشان «التطورات والأولويات المشتركة فى المنطقة، ومعالجة النزاعات المستمرة، وتعزيز التكامل الاقتصادى الإقليمي، مع تأكيد أهمية دور مصر الطويل الأمد فى المنطقة، باعتبارها الداعمة الأساسية للاستقرار الإقليمي»، بحسب ما جاء فى البيان. أما بالنسبة لما قالته إيفانكا ترامب، فقد جاء فى تغريدة نشرتها على موقع «تويتر» وأعادت بثها السفارة الأمريكيةبالقاهرة، تأكيدا لأهمية العلاقات بين البلدين. فقد ذكرت «إيفانكا» التى تصف نفسها على تويتر بأنها «ابنة وأخت وزوجة وأم للرئيس الأمريكي» أنها ترحب بالخطاب الذى ألقاه الرئيس السيسى مؤخرا فى يوم المرأة المصرية والذى تضمن إجراءات جديدة تهدف إلى تمكين المرأة المصرية، وقالت إنها على استعداد للتعاون مع الحكومة المصرية فى سبيل تحقيق هذا الهدف. أما الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، فقد استبقت الزيارة بإعلان افتتاح عدة مشاريع فى مصر مؤخرا. وفى تصريحات له، أشاد رئيس الوكالة مارك جرين بالدور القيادى للحكومة المصرية تحت قيادة الرئيس السيسى فى تعزيز التعددية الدينية وحرية العبادة، كما أكد الدور المهم للمجتمع المدنى فى دعم مسار التنمية فى مصر. والتقى جرين خلال زيارته الأخيرة مصر شركاء الوكالة فى مصر من قادة المجتمع المدنى ورواد الأعمال والقيادات الدينية ومسئولى الحكومة المصرية، واستمع لوجهات نظرهم بشأن التحديات والفرص المتاحة للمنظمات غير الحكومية فى مصر، والإجراءات الجارية لمراجعة قانون منظمات المجتمع المدني، كما التقى رواد الأعمال الشباب للتعرف على دور الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وصندوق المشروعات المصرى الأمريكى فى بدء الاستثمار السريع فى الشركات الناشئة ذات الإمكانات الواعدة لتطوير القطاع الخاص فى مصر. وخلال وجوده فى مصر، زار جرين مسجد أصلم السلحدار بالقاهرة، وتعرف عن كثب على كيفية الحفاظ على المواقع التاريخية الثقافية والدينية المهمة فى مصر، والتى تقوم بها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالتعاون مع مؤسسة أغا خان لدعم النمو الاقتصادى وتوفير فرص عمل للشباب. كما زار جرين أيضا المعبد اليهودى بوسط القاهرة وأشاد بجهود القيادات فى مصر فى تعزيز الحوار بين الأديان والحفاظ على التراث الثقافي. ولعل من أبرز الموضوعات التى ركز عليها جرين فى مصر هي: التمكين الاقتصادى للمرأة، ومشاركة الشباب، وتنمية القطاع الخاص، وإشراك المجتمع فى حوار الأديان، والدور المهم للمنظمات غير الحكومية، وقد التقى جرين خلال زيارته مصر كلا من الدكتور مصطقى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، حيث بحث معهما سبل توطيد التعاون المستمر بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والحكومة المصرية على مدى أربعين عاماً.