مثلما ظهرت مبادرات أهلية عديدة، مثل مبادرة خليها تعفن لمناهضة ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة، والتى لم تحقق نجاحا، ومبادرة خليها تصدى لمواجهة ارتفاع الأرباح الفاحشة لتجار السيارات بمقاطعة شراء السيارات الجديدة والتى حققت نجاحا معقولا، ها هى مبادرة شعبية ثالثة تظهر على السطح هى تصحيح الواقع الدوائى، والتى وقع عليها المئات من صيادلة وطلاب الصيدلة فى مصر، والتى تطالب بمعالجة ظاهرة عمل بعض الصيدليات دون صيادلة، أو الصيدليات التى لا يديرها أصحابها وقد اتخذت الحملة لنفسها عنوان: امسك دخيل, والتى تخاطب رئاسة الوزراء والبرلمان ووزارات الصحة والداخلية والتنمية المحلية والرقابة الادارية ونقابتى الصيادلة والصحفيين ورجال الدين والمجلس الأعلى للإعلام، بتبنى هذه القضية الخطيرة التى تؤثر سلبيا على صحة المواطن المصرى. فقد باتت أزمة الصيدليات المخالفة، التى لا يديرها صيادلة، كابوسًا يهدد صحة المواطنين، فأغلب الصيدليات التى يديرها غير متخصصين يمكن أن تصرف للمرضى أدوية خاطئة، أو تتحول إلى بوتيكات للاتجار فى الأدوية المهربة والمواد المخدرة والمنشطات الجنسية. وقد كشفت مصادر بنقابة الصيادلة أن هناك ما يقرب من 20 ألف صيدلية على مستوى الجمهورية يديرها غير صيادلة، بينما وصل حجم تجارة الأدوية المهربة والمنشطات الجنسية فى مصر إلى 4 مليارات دولار سنويًا. ورغم أن هذه الحملة أهم لصحة الانسان المصرى، من حملات مثل خليها تعفن أو خليها تصدى، فإنها لا تحظى بالتأييد اللازم من المسئولين، ولا بالتغطية الاعلامية الواجبة لنشرها، لوضع حد للصيدليات التى يديرها غير صيادلة، وان كانت الكارثة الحقيقية توضح، أن أصحاب هذه الصيدليات، هم فى الأساس صيادلة!. لمزيد من مقالات جمال نافع