المسئولون والخبراء: يوفر 150 كيلومترا وينقذ أهالى سوهاج من الزحف العمرانى دراسات جديدة تم الانتهاء من إعدادها لتنفيذ طريق «الوادى الجديد سوهاج»، وهو الأمل الذى ينتظره أبناء المحافظتين منذ عشرات السنين لكسر عزلتهم ووقف الزحف السكانى على الأراضى الزراعية بسوهاج، كما يساعد فى استغلال ثروات الوادى، ويعد متنفسا تنمويا لإقامة مجتمعات عمرانية وصناعية.الطريق البالغ طوله 156كم ويتوقع أن تبلغ تكلفته 1،75 مليار جنيه، كما جاء بالدراسة التى انتهى من إعدادها الدكتور طلعت على أستاذ الطرق ووكيل كلية الهندسة بجامعة سوهاج، بناء على طلب المحافظة وتم تقديمها لوزارة النقل. أشار فيها الى أهمية الطريق لربط وادى النيل شرقا بالوادى الجديد غرباً، واستغلال المساحات الواسعة من الصحراء الغربية فى أعمال التنمية الزراعية والصناعية والتجارية والتخطيط العمرانى والسياحية.أشار الدكتور طلعت إلى أن ربط سوهاج بالوادى الجديد وتيسير حركة الركاب والبضائع بينهما فى رحلات آمنة بمدة زمنية مقبولة، واستغلال المقومات المتاحة بالوادى الجديد بداية من المحاجر الموجودة بالهضبة الغربية ومشروعات الاستصلاح الزراعى، وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة بالإضافة إلى إنشاء مشروعات خدمية وتنموية حول الطريق وتشجيع الخروج من الوادى القديم الضيق إلى الوادى الجديد الواسع، ولفتت الدراسة إلى أن محافظة الوادى الجديد تزخر بالعديد من فرص التنمية والاستثمار، وتمثل مشكلة النقل العائق الأساسى لفرص الاستثمار والسياحة ومختلف مجالات التنمية، كما ان الطريق الحالى الذى يربط المحافظة بباقى المحافظات هى طريق «أسيوط الخارجة» و«الواحات البحرية الداخلة» و«أرمنت الواحات». وحول المسار المخطط تنفيذه يقول الدكتور طلعت: إن الطريق يبدأ من الازدواج الحالى بطريق أسيوط - سوهاج الصحراوى الغربى عند مدينة الكوامل، ويمتد فى الاتجاه الغربى باتجاه مدينة الخارجة بطول 156 كم. وفى هذا السياق قال الدكتور أحمد عزيز رئيس جامعة سوهاج المشرف على الدراسة: إن المحافظة تحتل المرتبة الثانية بعد أسيوط فى نسبة الفقر، وهى من أكثر المحافظات الطاردة للسكان، ويعيش فيها قرابة 5 ملايين مواطن على شريط بين هضاب عرضها 15 كم، لذا فالطريق سينهى عزلتها خاصة أن معظم سكان الوادى الجديد ودرب الأربعين من أهالى سوهاج، يضطرون لاستخدام طريق «الخارجة أسيوطسوهاج» بطول 350 كم، للتواصل مع أقاربهم بالإضافة إلى زيادة تكاليف السفر ونقل البضائع من والى الوادى الجديد. وأشار رئيس الجامعة، إلى أنه سبق وأن تم إعداد دراسة فنية شارك فيها مع فريق عمل من قسم الجيولوجيا بكلية العلوم، حددت الثروات الطبيعية والتى تم اكتشافها لأول مرة حول مسار الطريق المقترح، من خلال الخرائط الطوبوغرافية والجيولوجية والأقمار الصناعية التى تكفى الاستهلاك المحلى ويمكن تصدير الفائض منها، وقد اثبتت التحاليل لرواسب تلك الثروات انها تناسب إنشاء الطرق بحالتها الطبيعية دون معالجة وتحتاج فقط لغربلة لفصل المواد الناعمة لعمل الخرسانة،ان بعض المناطق بها نسبة عالية من حبيبات الكوارتز المتوسطة الحجم يمكن فصلها واستخدامها حول آبار المياه الجوفية، كما أن استغلال هذا الطريق فى ربط الوادى الجديد بموانى البحر الأحمر عبر محور كوبرى جرجا على النيل الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى العام الماضى، وإقامة مناطق متكاملة للسياحة العلاجية ناهيك عن تخفيف مرور السيارات على طريق أسيوط، والحد من الحوادث وإنشاء قرى جديدة تتوافر بها مقومات التنمية التى تسهم فى استقرار السكان وتقليل الكثافة السكانية بالوادى القديم، وتخفيف الضغط على الأراضى الزراعية من الزحف السكانى. فى الوادى الجديد، والتى شهدت منذ نهاية التسعينيات إقامة طرق عرضية تخدم آفاق التنمية بالمحافظة، سواء فى جذب السكان او التسويق لإنتاج الواحات، فكانت المقترحات إقامة طريق يربط الفرافرة بمحافظة أسيوط، وبالفعل تم الانتهاء منه خلال العامين الماضيين وطريق يربط واحة بلاط بمحافظة أسيوط عند مدينة منفلوط، وتم البدء فى التنفيذ ليخدم نقل إنتاج شرق العوينات، وكان الطريق الثالث هو طريق يربط مدينة الخارجة بمحافظة سوهاج. الدكتور عاطف أبو الوفا رئيس جامعة الوادى الجديد أكد، أن طريق «الخارجة سوهاج» حال البدء فى تنفيذه سيعمل على جذب الاستثمارات وتوطين واستقرار أهالى سوهاج وقنا وأسوان بالوادى الجديد، والذى سيؤدى بطبيعة الحال الى زيادة مساحات التعمير والعمران. ويضيف الدكتور محمود محمد أحمد عميد كلية العلوم بالجامعة، أن الطريق يحمل الكثير من الخير للصعيد بشكل عام، وللوادى الجديد بشكل خاص، وأن تنفيذ الطريق يعمل على اكتمال الشبكة القومية للطرق.. ويضيف محمود ماضى سائق أن الطريق حال إقامته سيوفر الكثير من الوقت والجهد للمسافرين من المحافظة إلى محافظاتسوهاج وقنا وأسوان الذين يمثلون نسبة كبيرة من سكان المحافظة.