أمريكا تعلق إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بسبب عملية رفح    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 8 مايو 2024 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    6 مقالب .. ملخص تصريحات ياسمين عبدالعزيز في الجزء الثاني من حلقة إسعاد يونس    حسن الرداد: مبعرفش اتخانق مع إيمي.. ردودها كوميدية    الخارجية: توقيت تصعيد الجانب الإسرائيلي الأحداث في رفح الفلسطينية خطير للغاية    أخبار السيارات| أرخص موديل زيرو في مصر.. أول عربية من البلاستيك.. وأشياء احذر تركها في السيارة بالصيف    المدرج نضف|«ميدو» عن عودة الجماهير: مكسب الأهلي والزمالك سيصل ل4 ملايين جنيه    توقعات بطقس شديد الحرارة الأربعاء 8 مايو 2024    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة    بكام الفراخ البيضاء؟ أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الأربعاء 8 مايو 2024    بعد احتلال معبر رفح الفلسطيني.. هل توافق أمريكا مبدئيًا على عملية رفح؟    ياسمين عبد العزيز تكشف سبب خلافها مع أحمد حلمي    مقالب بطفاية الحريق.. ياسمين عبدالعزيز تكشف موقف لها مع أحمد السقا في كواليس مسرحة «كده اوكيه» (فيديو)    سحب لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد- 19 من جميع أنحاء العالم    عزت إبراهيم: تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عملية مخطط لها    وفاة شقيقين مصريين في حريق شقة بأبو حليفة الكويتية    عيار 21 يسجل أعلى سعر.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    القاهرة الإخبارية: تعرض رجل أعمال كندي يقيم بالبلاد لحادث إطلاق نار في الإسكندرية    عاجل.. أول رد من صالح جمعة على إيقافه 6 أشهر    مكاسب الأهلي من الفوز على الاتحاد السكندري في الدوري المصري    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 8 مايو.. «هدايا للثور والحب في طريق السرطان»    محمد رمضان: فرق كبير بين الفنان والنجم.. واحد صادق والتاني مادي    مفيد شهاب: ما قامت به إسرائيل يخالف اتفاقية السلام وتهديد غير مباشر باستخدام القوة    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    واشنطن: القوات المسلحة المصرية محترفة ومسئولة ونثق في تعاملها مع الموقف    بالمفتاح المصطنع.. محاكمة تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات    نشرة التوك شو| تغيير نظام قطع الكهرباء.. وتفاصيل قانون التصالح على مخالفات البناء الجديد    ياسمين عبد العزيز: محنة المرض التي تعرضت لها جعلتني أتقرب لله    ندوة "تحديات سوق العمل" تكشف عن انخفاض معدل البطالة منذ عام 2017    ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجمبرى؟.. فوائد مذهلة    5 فئات محظورة من تناول البامية رغم فوائدها.. هل انت منهم؟    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    قبل مواجهة الزمالك.. نهضة بركان يهزم التطواني بثلاثية في الدوري المغربي    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    «خيمة رفيدة».. أول مستشفى ميداني في الإسلام    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    كيف صنعت إسرائيل أسطورتها بعد تحطيمها في حرب 73؟.. عزت إبراهيم يوضح    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    ما هي كفارة اليمين الغموس؟.. دار الإفتاء تكشف    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    صدمه قطار.. إصابة شخص ونقله للمستشفى بالدقهلية    وفد قومي حقوق الإنسان يشارك في الاجتماع السنوي المؤسسات الوطنية بالأمم المتحدة    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    الابتزاز الإلكتروني.. جريمة منفرة مجتمعيًا وعقوبتها المؤبد .. بعد تهديد دكتورة جامعية لزميلتها بصورة خاصة.. مطالبات بتغليظ العقوبة    إجازة عيد الأضحى| رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك 2024    القيادة المركزية الأمريكية والمارينز ينضمان إلى قوات خليجية في المناورات العسكرية البحرية "الغضب العارم 24"    ضمن مشروعات حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح وحدتى طب الاسرة بالقبيبة والكوم الأحمر بفرشوط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رشوان توفيق: المرأة الوحيدة التى أحببتها تزوجتها ولم أجرحها قط..
الدولة رفعت يدها عن الإنتاج فأفسحت الطريق لدراما العنف والمطاوى

* والدى كان محبا للفن وأمى كانت من الأولياء الصالحي
* السينما لها حسابات مختلفة .. ولست موهوبا اجتماعيا
* الفن عندى وسيلة لإنارة القلب والعقل

الفن عنده ليس مجرد كلمة عابرة إنما هو العصا السحرية التى حولته من طفل مشاغب إلى هائم فى حب العمل الجيد والكلمة التى تنير الفكر وترمم الروح، وإلى سندباد يبحر فى حب الله ورسوله وآل بيته منتظرا أن يزوره أحدهم فى أحلامه بين لحظة وأخرى..
إنه الفنان الكبير رشوان توفيق الذى حاول معنا على مدى ساعتين أن يتذكر تفاصيل مشوار عمره أكثر من 80 سنة قضى بها رحلته فى الحياة والفن والحب.
إذا عدنا إلى الوراء لسنوات طويلة.. هل ما زلت تذكر أول دور قدمته فى حياتك؟
طبعا مازلت أذكره فأول دور قدمته فى حياتى كان سنة 1945 وكنت فى الصف الرابع الإبتدائى والمدهش إنى كنت طفلا مشاغبا وليس لى اتجاهات فنية ولكنى وجدت أستاذ الرسم وهو كان رجلا يهوى التمثيل لذا قام بتكوين فرقة مسرحية فى المدرسة وكان اسمه «يحيى العدوى» اختارنى لأن ألعب دور سيدنا عمر بن الخطاب فى أحد العروض المدرسية وفى أحد المشاهد المفروض أننى أتجول لأتفقد أحوال الرعية فأجد طفلا يصرخ قائلا «جوعان يا أماه» فأساعده وآتى له بالطعام والمفارقة أننى بعد سنوات طويلة من هذا الدور وبعد تخرجى من معهد الفنون المسرحية كنت ألعب دورا فى مسلسل ويشاركنى فيه البطولة الفنان الراحل حسين الشربينى وهو كان رجلا طيبا خفيف الظل وأثناء التصوير وجدته يصرخ «جوعان يا أماه» فاندهشت جدا من الطريقة التى تحدث بها ورويت له الدور الذى قدمته فى طفولتى ففاجأنى بأنه هو نفسه الذى قدم دور الطفل الصغير الذى كان يصرخ من الجوع فى نفس المسرحية لأنه كان أصغر منى بعامين والحقيقة أننى أدين بحبى للفن للأستاذ «يحيى العدوى» لأنه هو الذى تنبأ لى بأننى سأصبح ممثلا ومن وقتها وأنا تمسكت بالتمثيل وشعرت أننى لن أستطيع أن أفعل أى شيء فى حياتى سواه وقررت أن أدرس المسرح ولا أعتمد على الموهبة فقط.
العمل بالفن فى الأربعينيات والخمسينيات لم يكن شيئا مقبولا.. فكيف تعاملت أسرتك مع رغبتك فى احتراف التمثيل؟
لقد خدمنى الحظ بأن والدى كان رجلا محبا للفن وكان صديقا مقربا للممثل الكبير محمود المليجى ورياض القصبجى و كان دائما ما يحضر جميع العروض المسرحية التى كانت تقدم فى مسارح عماد الدين وكان يصطحبنى معه مما جعلنى أتمسك بحب الفن أكثر وعندما أفصحت له عن حبى للتمثيل لم يكن من الصعب عليه استيعاب الفكرة أما أمى فكانت من أولياء الله الصالحين وكانت لاتنام الليل من كثرة الذكر والتهجد حتى عندما كنا نسافر للمصيف كانت ترفض الذهاب معنا حتى لاترى ما لايرضى قلبها ورغم ذلك كانت تترك لى أنا وأخى حرية الاختيار فى حياتنا والحقيقة أننى من يوم ما قررت أن أمتهن الفن أخذت على نفسى عهدا ألا أقدم مشهدا واحدا أو أتلفظ بكلمة أو معنى يغضب الله سبحانه وتعالى و بعد حصولى على شهادة التوجيهية التحقت بكلية الحقوق لأرضى أمى ومعهد التمثيل لأحقق حلمى فى أن أصبح ممثلا محترفا.
ومتى بدأت التمثيل بشكل محترف؟
أثناء دراستى فى كلية الحقوق كان معى عزت العلايلى وبدر الدين جمجوم والمخرج الكبير أحمد توفيق وحمدى غيث وفايدة كامل ورغم صعوبة الدراسة فى الحقوق والمعهد إلا أن الله سبحانه وتعالى كان متولينى برحمته واستطعت قدر الإمكان أن أوفق بين الإثنين وكان أحمد توفيق يسبقنى فى الدراسة والعمل بالتليفزيون وهو له الفضل بعد الله فى تعيينى فى التليفزيون أذكر أن أول يوم لى فى ماسبيرو كان يوم 23 يوليو 1960 أى يوم افتتاح هذا الصرح العريق وكنت أعمل مساعد مخرج وعضوا فى إحدى الفرق المسرحية التى يشرف عليها المخرج العبقرى السيد بدير وكانوا يأتون لنا بمدربين أمريكان وألمان منهم رجل اسمه «مستر مور» الذى فكر فى أن يستعين بوجوه سينمائية فى المسرح فاختار محمود المليجى وزيزى البدراوى وأحمد رمزى ويوم العرض أحمد رمزى لم يأت فرشحنى ريجسير كان مشهورا جدا وقتها اسمه «حبشى» لأن أقدم الدور بدلا من أحمد رمزى وكان دور بطل الرواية ومن هنا بدأ المخرجون يعرفون وتم ترشيحى لدور عادل فى مسرحية «شىء فى صدرى» المأخوذة عن رواية إحسان عبد القدوس وحقق العرض نجاحا مبهرا لدرجة أن عبد القادر حاتم وزير الإعلام وقتها طلب من السيد بدير زيادة عدد فرق مسرح التليفزيون من ثلاث فرق الى خمس واستمرت فى الزيادة حتى وصلت فى ثالث موسم لها بعد افتتاح التليفزيون الى 10 فرق وضمت الدفعة الأخيرة منها عادل إمام وصلاح السعدنى وسعيد صالح، حيث كان لمسرح التليفزيون وقتها دور كبير فى تطوير المسرح المصرى كله فى الستينيات والسبعينيات فالفن زمان خاصة الدراما كان يلعب دورا كبيرا فى تحسين صورة وفكر المجتمع.
وما رأيك فى الدراما الآن؟
بعد أن رفعت الدولة يدها عن الإنتاج الصورة أصبحت محزنة جدا لأن القطاع الخاص لايفكر سوى فى مصلحته فقط والمكاسب التى يحصدها من مشاهد المطاوى والضرب والعرى ويكفى أنه السبب فى أن يرى أولادنا وأحفادنا مشاهد العنف والفساد والألفاظ الخارجة بأعمال هدفها الربح التجارى وليس زرع القيم وحتى لو كانت هذه النماذج موجودة فى المجتمع فلابد ألا نلقى الضوء عليها حتى لايقلدها الشباب والأطفال، فالفن للأسف وقع فى يد تجار لايرحمون وأنا لو كنت مسئولا لحاكمت من يقدمون هذه الأعمال التى من شأنها تدمير الأجيال الجديدة.
أكثر من 70 سنة تمثيل لايوجد بها دور شر واحد.. فهل قصدت ذلك؟
أنا تخرجت من معهد الفنون المسرحية بدور «ياجو» فى مسرحية عطيل وهى من أكثر الشخصيات الشريرة فى الأدب العالمى وفى التليفزيون قدمت دور شر فى مسلسل «الشهد والدموع» فى دور رجل المخابرات الجبار وأذكر أننى طلبت من أستاذ أسامة أنور عكاشة أن يكتب مشهدا عن انكسار هذا الرجل بعد النكسة والحقيقة أنه كتب منولوجا عظيما لكن الرقابة للأسف حذفته وأيضا قدمت دور شر فى مسلسل «الشاهد الوحيد» مع فريد شوقى.
اهتمامك بالمسرح والتليفزيون جاء على حساب السينما أم أن السينما لم تطلبك كثيرا؟
السينما فى مصر لها حسابات مختلفة وبالرغم من أنى قدمت أدوارا معدودة بها فإننى مثلا حصلت على جائزة تمثيل عن دورى فى فيلم «جريمة فى الحى الهادىء» ولكنى لم أكن موهوبا اجتماعيا فأنا حياتى كلها شغلى وبيتى وأسرتى والعمل بالسينما محتاج علاقات اجتماعية وصداقات يعنى مثلا المخرج هنرى بركات رشح ثلاثة شباب لدور «حسين» أمام فاتن حمامة فى فيلم الباب المفتوح وهم محمود مرسى ومحمود الحدينى وأنا وبالفعل التقيت بفاتن حمامة والأمور كانت تسير على ما يرام إلا أنها فى النهاية اختارت صديقها المقرب «صالح سليم» للقيام بالدور ويشاء القدر أن أعمل معها بعد 40 سنة تقريبا فى مسلسل ضمير أبلة حكمت ومن الأدوار التى تم ترشيحى لها أيضا الدور الذى قدمه إبراهيم خان فى فيلم شروق وغروب وبعد الاتفاق على الدور وموافقة سعاد حسنى جاء رشدى أباظة بصديقه إبراهيم خان لحسن رمزى وقال له «هو ده اللى يعمل الدور» وإبراهيم خان بنفسه قال هذه الواقعة فى أكثر من لقاء وأنا عموما لم أسع وراء السينما خاصة أننى كان معروفا عنى أننى رجل متدين ولى شروط فى الأدوار التى أقدمها مما جعل أغلب المخرجين لايرشحون فى أدوار سينمائية.
وهل سبق واعتذرت عن دور فى السينما لعدم توافر الشروط؟
نعم اعتذرت عن دور رائع فى فيلم «عرق البلح» رغم جمال النص وإبداع رضوان الكاشف فى إخراجه وهو بنفسه الذى طلبنى ولكنى رفضت لوجود مشاهد أرى أنه لايصح تقديمها على الشاشة منها مثلا عندما كانت النساء فى القرية تقطع هدومها لعدم وجود رجال. الفن عندى وسيلة لإنارة العقل والقلب لذا فطالما اخترت أعمالا اجتماعية فى ظاهرها ودينية فى باطنها مثل الليل وآخره والمال والبنون والرجل الآخر الذى قدمت فيه مع السيناريست مجدى صابر واحدا من أجمل أدوارى.
قدمت أدوارا كثيرة أمام أكبر نجوم فى مصر.. فمن منهم الأكثر تأثيرا عليك؟
يوسف وهبى من الشخصيات العظيمة التى تأثرت بها جدا وكذلك المبدعة سميحة أيوب فهى فنانة كبيرة وإنسانة لامثيل لها ومن أجمل أدوار حياتى الدور الذى قدمته معها فى التليفزيون فيلم تجريبى اسمه «بين عمرين» وهو نفس رواية الشموع السوداء والغريب أن العملين عرضا فى نفس التوقيت أحدهما فى التليفزيون والآخر فى السينما وقدمت فيه دور الفنان الذى يفقد بصره ويعيش قصة حب ومن أكثر النجوم الذين تركوا أثرا كبيرا على نفسى الفنانة تحية كاريوكا فهى كانت جارتى وفى سنوات عمرها الأخيرة كنت لاأراها إلا وهى تقرأ القرآن وكنت كلما أسافر الى الكعبة أجدها هناك وقد توفيت وهى على أعلى درجات الإيمان.
على ذكر الحب.. فماذا عن قصة الحب الحقيقية فى حياتك؟
أنا عشت قصة حب واحدة طوال حياتى ومن فضل الله أن المرأة الوحيدة التى أحببتها هى نفسها التى أنعم سبحانه على بالزواج منها وبداية القصة كانت من شارع الفلكى حيث كنت أسكن هناك مع أسرتى وكان معروفا عن أمى أنها لاتنام الليل من الصلاة والذكر حتى إنها كانت تقترب من مراتب أولياء الله الصالحين وكانت دعوتها مستجابة لذا فكل سيدات الشارع والعمارة كانوا يأتون لزيارتها ومنهم شقيقة زوجتى التى كانت تعيش مع زوجها فى نفس عمارتنا وفى يوم جاءت زوجتى لزيارة شقيقتها فالتقيت بها فى الأسانسير ومن أول ما عينى وقعت عليها أخفق قلبى وتمنيت أن أتزوجها وكنت وقتها ألعب دورا كبيرا فى مسرحية شهريار فأرسلت دعوات العرض لشقيقتها ومن ترتيبات القدر إنها كانت موجودة فجاءت مع شقيقتها وزوجها وكانت ابنة شقيقى الكبير فى عمرها تقريبا وصديقة لأختها فمرة كانت عندهم وسمعت زوجتى تقول انها لاتفضل أن تتزوج رجلا جاهزا وإنما تتمنى لو تزوجت من رجل تكافح معه ليبنيا حياتهما معا وكأن ما تمنته كتب عليها فعندما تقدمت لها لم يكن لدى أى شيء ولكنى قلت لها إننى أحبها وسأعيش حياتى لأسعدها وسأكون سندها العمر كله وسأتقى الله فيها فوافقت وتزوجنا بأقل الإمكانيات وكنا نبنى بيتنا وحياتنا خطوة خطوة ونحن الآن لنا أكثر من 60 سنة زواج عمرى ما فعلت شيئا يحزنها أو يؤلمها ولاأفكر إلا فيما يسعد قلبها فقط وأتمنى من كل من يقرأ هذا الحوار أن يدعو لها بالشفاء لأنها مريضة جدا وأنا قررت منذ بداية مرضها أن أعتذر عن كل الأعمال التى تعرض على لأبقى بجانبها ولا أتركها لحظة واحدة.
هناك حب آخر فى حياتك وهو حبك لآل البيت.. فلتحدثنى عنه؟
أنا ورثت من أمى الشفافية وحب آل البيت فهى كانت تربطها علاقة روحية بالسيدة زينب وكانت تقضى معظم وقتها بجانبها وأنا فتحت عينى على هذا الحب وبعدما كبرت ووعيت أصبحت قارئا جيدا للقرآن ومنذ سنوات طويلة وأنا أقضى الثلث الأخير من الليل فى الصلاة والذكر حتى من على الله سبحانه وتعالى برؤية أحبابه وكان أول من رأيت فى حياتى سيدنا إبراهيم عليه السلام وكان عمرى وقتها 37 سنة وكنت أقرأ القرآن منتظرا صلاة الفجر فغفوت للحظات لأفتح عينى أجد رجلا طويلا مهيبا يجلس على سجادتى فسألته عن الساعة قال لى خمسة إلا خمسة فانتفضت وقلت له من أنت فأجابنى «إبراهيم الخليل» واختفى وكنت أعلم أن من يرى الخليل لابد أن يحج وأنا طبعا لم أكن أملك إمكانيات للحج ولكنى تمنيت من الله أن أتم عامى الأربعين فى الكعبة ومن تدابير ربنا إننى بعد الرؤية بعامين قدمت لأمى فى حج القرعة على أن أذهب معها مرافقا وقبل السفر علمنا بإصابة صديقة أمى بحادث فى المدينة فقالت لى إنها لن تسافر وإنها ترى الكعبة كل يوم وهى فى مكانها وكدت أجن يومها لأنى المرافق لها وبالتالى مستحيل أسافر بدونها وكنت أناجى ربنا ليحقق لى حلمى بزيارة بيته وكأنه إستجاب لمناداتى ففى يوم كنت راجعا من تصوير مسلسل القاهرة والناس الساعة 12 ليلا وفوجئت باللواء ممدوح سالم وزير الداخلية وقتها خارجا من شارعنا فسألت وعرفت أن ابن عمه يسكن فى الشارع فذهبت إليه وطلبت منه أن يتوسط لى عند ابن عمه لعلى أسافر بدلا من والدتى فاتصل بممدوح سالم الذى أعطى تعليماته لأن تسافر زوجتى معى بدلا من أمى وكانت أول مرة تحل فيها سيدة مكان أخرى فى الحج وكدت أجن من الفرحة وأتممت عامى الأربعين أمام الكعبة بعد رؤية سيدنا إبراهيم.
وهل حقيقى أنك رأيت سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟
بعد رؤية سيدنا إبراهيم رأيت السيدة مريم، أما سيدنا محمد فقد رأيته مرتين الأولى كانت فى شكل عالم أزهرى عظيم ولكنى لم أتحدث إليه فسألت عنه وأجابونى أنه محمد عليه الصلاة والسلام، أما المرة الثانية كان لى ابنة خالة اسمها نفيسة وكانت سيدة فاضلة وبسيطة جدا ومرة كنت فى الحج والتقيت بها عند الكعبة تائهة من الفوج الذى كانت تحج معه فأخذتها معى لأوصلها لزملائها وأنا كان من عادتى أن أنام على باب مسجد سيدنا النبى لأدخل عندما يفتحون الباب ومن شدة التعب غفوت أمام المسجد فرأيت رجلا مهيبا يعطى نفيسة بنت خالتى «فلوس» فسألته من أنت فلم يجبنى وسألته مرة أخرى فقال لى «أنا صاحب الفضل» فصرخت من شدة الفرحة «ده هو ده هو» لدرجة إنى استيقظت على أمن المسجد وهم يسألونى عمن أصرخ عليه وأنا نائم ومرة أخرى رأيت سيدنا عيسى عليه السلام وأنا أقرأ القرآن ومستيقظ تماما فنظرت الى السماء لأراه محلقا بها مرتديا عباءة واسعة بأكمام طويلة جدا ولكنى لم أتحقق من وجهه وبعدها قصصت الأمر على هبة ابنتى وقلت لها اننى رأيت سيدنا عيسى ولكنى لم أر وجهه ومن نعم ربنا على أننى فى نفس اليوم عندما أنام أر وجه سيدنا عيسى مثلما أراك أمامى بالضبط لدرجة أنى كلمت الكاتب الكبير مجدى صابر وقلت له يا مجدى أنا شفت سيدنا عيسى وأنت لأ وهناك إثنان رأيتهما ولكن لم يكشف لى عنهما واحد منهما كان بطول عمارة وشعره كستنائى حرير وجمال وجهه لايوصف أما الثانى فرجل كبير من كثرة تجاعيد وجهه صعب تحديد ملامحه ولكنه غاية فى الجمال والعظمة رغم كبر عمره.
ألا تخشى من الحديث عن تلك النفحة العظيمة حتى لاتضيع منك؟
أما بنعمة ربك فحدث فربما كان كلامى هذا حافزا لغيرى بكثرة الذكر والصلاة وقيام الليل والتقرب من الله.
ألم تشعر فى يوم بالخوف من هذه الشفافية لربما تكشف عنك ما يؤلمك؟
بالرغم من أنها كشفت عنى أصعب ألم فى حياتى وهو موت ابنى فإننى أبدا لم أخش منها فمرة كنت نائما وسمعت صوتا ينادى فى أذنى «توفيق حيموت» فانتفضت مرعوبا لأنه كان فى تمام صحته وكان ملاكا يسير على الأرض فقد أدى فريضة الحج وعمره 16 سنة وكنت من شدة خوفى عليه بعد هذه الرؤية أسير خلفه دون أن يشعر وعشت بسبب هذه الرؤية أصعب أيام حياتى وكان قبل وفاته لديه مشاكل فى عمله فطلبت منه أن يستقيل ولكنه رفض حرصا على معاش ابنته وفى يوم وجدت زوجتى تبلغنى أن توفيق حلم بجدوده فشعرت بالرعب وبعدها بأيام توفى بأزمة صدرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.