* « الشباب»: لدينا 4300 مركز شباب و3200 ملعب .. وافتتاح 200 أخرى فى 30 يونيو المقبل اكتشاف المواهب الرياضية والاهتمام بها ورعايتها، أمر بالغ الأهمية، ولعبة كرة القدم هى الأشهر والأوسع انتشارا فى ربوع مصر، وقد صاحبها أخيرا انتشار الملاعب الخماسية فى القرى والمدن بشكل لافت للنظر، يحتاج للبحث والمتابعة، لكن بعضها يقام على أرض زراعية أو مملوكة للدولة، ولا تشملها مظلة القانون ولا تخضع للإشراف والرقابة من قبل الجهات المعنية، وفى السطور التالية نناقش أبعاد الموضوع مع مختلف الأطراف. محمد صبحى والد عمر 11 سنة قال، إن ابنه يلعب فى النادى الأهلى ويحضر معه لملعب خماسى للمران فى أوقات فراغه، ويرى أن الملعب مناسب من حيث الإمكانات. منال عبد الصمد والدة محمد وأحمد أشرف، وهما توءمان عمرهما 12 سنة، قالت إنها تحضر مع ابنيها لممارسة كرة القدم، ولكن الملعب غير مجهز، ودورات المياه حالتها سيئة، وكذلك حجرات خلع الملابس غير مناسبة. ويقول على شعبان 31 سنة، إنه يمارس كرة القدم فى الملاعب الخماسية منذ 3 سنوات لقربها من مقر عمله، ويتدرب لمدة ساعتين أسبوعيا . غازى إبراهيم 26 سنة يقول، إنه يلعب مع أصدقائه ويستأجرون الملعب لمدة ساعة حبا فى كرة القدم. ويصف محمد على 26 سنة الملعب بأنه متنفس لنا لأننا نحب اللعب ليلا، فى حين أن مراكز الشباب آخر موعد لها الساعة 6 مساء، وهذا لا يتناسب مع مواعيد عملنا. أما محمد عاطف فقال، إنه يلعب فى فريق نادى 15 مايو بحلوان، ويلعب مع أقرانه فى ملعب خاص بغرض المران. ويقول محمد على المالكى من شباب قرية الرحمانية بالشرقية، إن أرضية ملعب مركز الشباب الموجود بالقرية تم تبليطها .. لذلك يصعب اللعب فيه، وخاصة بعد سرقة كشافات الإضاءة الخاصة بالملعب، لذلك اتجه الشباب والأطفال للعب كرة القدم فى الملاعب الأهلية، التى تؤجر الملعب فى الساعة بمبلغ 200 جنيه، وفى شهر رمضان ترتفع التكلفةلتصل إلى 300 و 400 جنيه، ويتحمل الفريق المهزوم مصاريف إيجار الملعب. دورى للفرق ويقول محمود عبد العظيم صاحب ملعب خماسى بإحدى قرى محافظة الشرقية، إنه أقام الملعب لحبه فى كرة القدم، وأنه يمنع التدخين داخله، ويقوم بتنظيم دورى للفرق التى ترتاده، ويتم اختيار أفضل لاعب وهداف وحارس مرمي، فضلا عن إجراء تدريبات لألعاب الكاراتيه لمدة ساعتين يوميا، ولكنه يواجه مشكلة الإزالة لأن الملعب مقام على أرض زراعية. أما محمد على صاحب ملعب خماسى بالقاهرة، فيقول إنه أقام الملعب تحت أحد كبارى منطقة زهراء مصر القديمة ، واستأجر الأرض من هيئة الطرق والكباري، وحصل على قرض من البنك لإنشائه .. ويقوم بتأجير الملعب مقابل 150 جنيها فى الساعة، للعب أثناء الليل، فى حين أن إيجار الملعب فى أوقات النهار 120 جنيها. سألنا طاهر أبو زيد وزير الرياضة الأسبق وعضو مجلس النواب عن رأيه فقال، إن ممارسة كرة القدم جزء من ثقافة معظم المصريين، وفكرة الملاعب الخماسية مشجعة للعب فيها، لأنها لا تحتاج لبذل مجهود كبير .. ولكن ما نخشاه أن معظمها قد سبب على المدى الطويل نوعا من المشاكل الجسدية، كالخشونة وآلام العمود الفقرى والعظام، لذلك أتمنى تشكيل لجان متخصصة لتفقد تلك النوعية من الملاعب من قبل أجهزة الشباب والرياضة، خاصة أنه يتوافر لديهم الأطباء والمتخصصون، لكى تخرج لنا تلك اللجان بتصور شامل لمدى ملاءمة تلك الملاعب، لتصبح متنفسا وكإحدى القنوات المهمة لممارسة الرياضة. ملاعب فى مراكز شباب غير مؤهلة لممارسة كرة القدم عليها بديل لمراكز الشباب وقال مجدى عبد الغنى عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم، إن انتشار تلك النوعية من الملاعب نتاج طبيعى لأزمة عدم وجود أماكن لممارسة الرياضة، وهى بديل لمراكز الشباب والأندية التى اكتظت بالأعضاء، كما كان يتاح فى الماضى لعب كرة القدم فى الشوارع ..لكنها الآن اكتظت بالسيارات وبالكثافة السكانية.. لكن من سلبيات هذه الملاعب أنها بعيدة عن الرقابة، ولذلك لابد من تدخل الجهات المختصة، ويكون للدولة دور رقابى لضمان استخدامها للرياضة فقط. وطالب فاروق جعفر اللاعب الدولى السابق وخبير كرة القدم، بتقنين وضع تلك الملاعب الأهلية لتحقيق المكاسب الرياضية، وأعرب عن أمله فى عودة الكشافين بالمناطق الريفية، حيث يوجد لدينا 32 منطقة تنظم البطولات، لذلك فتلك النوعية من الملاعب يمكن الاستفادة منها مع ضرورة متابعتها ومراقبتها من قبل الدولة، حتى لا تحيد عن الأهداف التى أنشئت من أجلها . وينبه عمرو كمال الدين عضو مجلس النواب، الى أن تلك الملاعب غير مشروعة إذا تم بناؤها على أرض زراعية، لذلك لابد من إجراء حصر لها مع الرقابة عليها وتطبيق القانون على إدارتها وتمويلها. مشروعات استثمارية وأوضح محمد أبوزيد عضو اللجنة الدستورية بمجلس النواب، أن الملاعب الخماسية هى مشروعات استثمارية فى القرى التى لا يتوافر بها مراكز للشباب، أو لا تتوافر بالشكل الذى يستوعب الأعداد الكبيرة، ومعظمها مقام على أراض زراعية، لذلك لابد من غطاء قانونى تحت اشراف مراكز الشباب ولحماية روادها من الانحراف. ويرى د. محمد خليفة عضو مجلس النواب، أنه يجب تشجيع تلك النوعية من الملاعب، فهى تحمى الشباب من إضاعة أوقات الفراغ فى الجلوس على المقاهي، بل إن الرياضة تجدد النشاط وتسهم فى التخلص من كثير من الأمراض، مثل السمنة والضغط والسكر، وبالتأكيد لسنا ضد إهدار الرقعة الزراعية، لكن ولأن تلك الملاعب يكون النجيل بها صناعيا، وهو معروف بخطورته على الصحة لما يسببه من أمراض الركبة، فيمكن أن تقام هذه الملاعب بعد استخراج التراخيص اللازمة لها على نجيل طبيعي، لأنه ليس منه أضرار صحية، ويمكن اسناد تلك المهمة الى جهاز تنمية الصناعات الصغيرة، مع وضع لائحة تنفيذية تنظمها المحافظات بشكل منضبط، بدلا من أن يتم ذلك بشكل عشوائي. شروط الإنشاء ويوضح رمزى هندى مدير عام مراكز الشباب بوزارة الشباب والرياضة، أن الوزارة تسعى جاهدة لتجديد مراكز الشباب وتطويرها، حيث يتوافر لدى الوزارة 3200 ملعب كرة على مستوى الجمهورية، ولديها أكثر من 4300 مركز شباب، ونسعى لاستكمال إنشاء نحو 200 ملعب جديد سوف يتم افتتاحها فى 30 يونيو المقبل، والوزارة وضعت قواعد وتوقيتات للعب بمراكز الشباب، من التاسعة صباحا حتى الواحدة ليلا، ووضعت قواعد لإيجار الملعب فى أوقات ليس فيها أنشطة للأعضاء بمبلغ 20 جنيها، وهى أسعار رمزية لنشر ممارسة الرياضة، ودعم الشباب والنشء لإشباع الاحتياجات الرياضية لهم. ويوضح رأفت بدر المدير التنفيذى لمركز شباب زهراء المعادي، أنه لابد من توافر عاملين أساسيين لهذه الملاعب، هما أن يكون المكان مناسبا ومرخصا، وأن يكون المدرب القائم بتدريب الفرق داخل الملعب مؤهلا وعضوا فى نقابة المهن الرياضية، ليعلم النشء والطلائع المهارات الصحيحة، وعدم حدوث ضغوط جسدية تضر بالصحة، لأن مراكز الشباب تعتمد فى الإدارة على عدة مسئوليات وفق سياسة وخطة الدولة للاهتمام بالطلائع، وفى إطار برامج متخصصة مع المتابعة، لأن المركز له دور اجتماعى بجانب دوره الرياضي، على عكس الملاعب الأهلية التى يتم فيها ممارسة الرياضة طوال الليل حتى الفجر، ولذلك تأثير سيئ على صحة اللاعبين، وقد يصل الأمر إلى مجالات مفسدة للشباب، لذلك لابد أن يكون لتلك الملاعب مواعيد محددة ومناسبة، مع ضرورة وجود مشرف لتوجيه السلوكيات. تثير البهجة ويوضح الدكتور أسامة جادو أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة الزقازيق، أن ممارسة الرياضة أحد الأسباب التى تثير البهجة، لأنها تمد الجسم من خلال مراكز المتعة الموجودة بالمخ بالإحساس بالسعادة، حيث تفرز خلاياه هرمونات الدوبامين والسيروتونين المسئولة عن الشعور بالسعادة أثناء ممارسة الرياضة، لأن فيها منافسة وانتصارا وتحقيق أهداف، ويتجسد ذلك فى فترة المراهقة، وهى فترة تسمى بالعاصفة النفسية، وفيها يبدأ تحول الإنسان من طفل إلى رجل، ومن مظاهرها وجود ميول لأن يكون طفل الإعدادى ضمن شلة تسهم فى تكوين وجدانه، والخطورة تكمن فى القائد الذى يمثل سلوكه قدوة لكل أفراد الشلة، فقد يكون ايجابيا وهنا تكون روح الفريق والتعاون وتظهر بقوة فى الألعاب الرياضية لتحقيق الانتصار والسعادة وفق أنظمة الأخلاق والروح الرياضية، وإذا كان القائد سلبيا تظهر الميول العدوانية داخل الفريق، والانقياد فى منحنى التدخين أو إدمان المخدرات، لذلك تعتبر الرياضة مهمة فى تكوين وجدان الشباب والنشء.