وسط مطالبات من المثقفين والقوى الشعبية فى تونس للقمة العربية الثلاثين باتخاذ موقف حاسم تجاه التصعيد الإسرائيلى الأمريكى بشأن القضية الفلسطينية والجولان، اعتمد المندوبون الدائمون بجامعة الدول العربية أمس مشروع جدول أعمال القمة التى ستعقد أعمالها الأحد المقبل، كما ناقشوا مشاريع قرارات البنود المدرجة على جدول أعمالها. وعلمت مندوبة «الأهرام» أن القمة ستولى أهمية خاصة لدعم القضية الفلسطينية وتأكيد عروبة الجولان السورى المحتل. كما علمت أن مشاريع القرارات التى رفعها مندوبو الجامعة العربية إلى وزراء الخارجية التى سيناقشونها فى اجتماعهم غدا تمهيدا لرفعها لقمة القادة ستؤكد مجدداً مركزية قضية فلسطين، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقيةالمحتلة، عاصمة دولة فلسطين، وعلى حق دولة فلسطين بالسيادة على كافة أرضها المحتلة عام 1967، بما فيها القدسالشرقية. وتؤكد مشاريع القرارات أن أى صفقة أو مبادرة سلام لا تنسجم مع المرجعيات الدولية لعملية السلام فى الشرق الأوسط، مرفوضة، ولن يكتب لها النجاح، وعلى العمل مع الأطراف الدولية الفاعلة لتأسيس آلية دولية متعددة الأطراف، تحت مظلة الأممالمتحدة، لرعاية عملية السلام. وتؤكد مشاريع القرارات اعتزام الدول الأعضاء اتخاذ جميع الإجراءات العملية اللازمة لمواجهة أى قرار من أى دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، أو تنقل سفارتها إليها. وتدين مشاريع قرارات الجامعة عملية القرصنة الممنهجة التى تقوم بها إسرائيل لأموال الشعب الفلسطيني، من خلال بدء تطبيق القانون العنصرى الإسرائيلى الذى يسمح لحكومة الاحتلال بسرقة مخصصات ذوى الشهداء والأسرى، من عائدات الضرائب الفلسطينية التى تسيطر عليها حكومة الاحتلال، كما تدعو مشاريع القرارات إلى تبنى ودعم توجه فلسطين للحصول على العضوية الكاملة فى الأممالمتحدة. وبشأن الجولان السورى المحتل، تؤكد مشاريع القرارات دعم الدول العربية ومساندتها الحازمة لمطلب سوريا العادل وحقها فى استعادة كامل الجولان المحتل إلى خط الرابع من يونيو، وتؤكد رفض كل ما اتخذته سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من إجراءات تهدف إلى تغيير الوضع القانونى والطبيعى والديمجرافى له. وبدأ اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسئولين أعماله أمس برئاسة السفير نجيب المنيف مندوب تونس الدائم لدى الحامعة العربية خلفا للسفير أسامة النقلى مندوب المملكة العربية السعودية،الدائم لدى الجامعة العربية، وبحضور السفير حسام زكى الأمين العام المساعد للجامعة العربية، ورأس وفد مصر فى الاجتماع مساعد وزير الخارجية للشئون العربية والمندوب الدائم لمصر لدى الجامعة العربية السفير محمد البدرى. وأكد النقلى فى كلمته باعتبار بلاده الرئيس السابق للقمة أن القمة العربية التاسعة والعشرين التى عقدت فى الظهران فى أبريل الماضي، وحملت اسم قمة القدس تعاملت بكل جدية ومسئولية مع القضايا السياسية على الساحتين العربية والدولية بطريقة تخدم قضايا الأمة العادلة والمشروعة وتعزز العمل العربى المشترك. وأكد أن إيران حاضرة وبقوة فى تأجيج خريطة الأزمة التى تمر بها المنطقة العربية، من خلال تدخلاتها السافرة فى الشئون الداخلية. ومن جانبه، قال المندوب الدائم لتونس فى الجامعة العربية نجيب المنيف عقب تسلمه رئاسة الاجتماع « إن الانجاز الكبير الذى يمكن أن نحققه خلال ترؤسنا للقمة العربية هو تضامن كل الدول العربية فى محاربة الإرهاب بكل أشكاله وصوره. وأكد أن الاجتماع سيعمل على تفعيل وتعزيز العمل العربى المشترك.