كاشغر ..عبر بوابات هذه المدينة العتيقة فى غرب الصين ، مرت مئات من قوافل التجار والبضائع لنقل الحرير والتوابل والذهب والأحجار الكريمة بين القسطنطينية وشيآن عاصمة الصين آنذاك. تاريخ طويل يمتد لألفى عام لم يتبق منه اليوم سوى طقوس استقبال القوافل التجارية على بوابة المدينةالشرقية بعزف موسيقى «المقام» الفلكلورية ورقصات المزارعين وهم يقطفون الثمار مرتدين ألوانا زاهية ويعرضون أقمشة الحرير والمخبوزات وثمار البطيخ والرمان التى تشتهر بها المدينة. وقد أعادت الحكومة الصينية بناء تلك المدينة القديمة بالكامل فى السنوات الأخيرة بعد أن هدمتها الأمطار والسيول على مدى القرون. وهناك يبدأ نفس السوق العتيق بحداد تظنه مايزال جالسا مكانه منذ ألف عام، يصهر الحديد ويطرق عليه ليصنع حداوى جياد قوافل المسافرين كما كان فى الماضى ، ومحال تعرض منتجات لحرف كانت موجودة قديما، وآخرون يصنعون نماذجا للمنازل العتيقة وأدوات الطهو من أخشاب التوت والخوخ. يسكن كاشغر اليوم تشكيلة من السكان من قوميات متعددة، أغلبهم من الإيجور الذين يدين معظمهم بالإسلام. وفى نهاية الزيارة استقبلتنا السيدة سلاماتى كولى فى منزلها ورقصت رقصة تقليدية تعبر عن مشاعر الترحيب العميقة، وغنت أغنية شهيرة تقول كلماتها «إن كنت تستطيع أن تمشى فيجب أن ترقص، وإن كنت تستطيع أن تتكلم فعليك أن تغنى.»