بالتأكيد لدينا قدرات إبداعية متميزة فى مجال صناعة الإعلان وإمكانيات متقدمة لصياغة رسالته التى تهدف لايجاد حالة مزاجية وتحفيز المشاهد والرأى العام للاستجابة لمضمون المنتج المراد تسويقه، لكن المفروض أن تكون هناك معايير أخلاقية وثقافية تحدد ذلك المضمون . وجه اعتراضنا يتركز على جانبين، الأول: المضمون ،والثانى: التكرار أو السعار الذى يلاحقنا كمشاهدين للتليفزيون. فيما يتعلق بالمضمون يجب وضع أطر ومعايير للمحتوى الإعلانى. من المهم أن تكون هناك جهة مسئولة عن السياسة الإعلانية قبل انتاجه. وعلينا الخروج من معادلة المحتوى الذى يحض على العنف أو التهكم وامتهان أى شريحة أو شخص. علينا أن نزرع قيما اجتماعية مناسبة لنا، لا أن نحض على مكايدة بين أفراد العائلة أو استخدام أفعال أو ألفاظ متدنية أو نماذج مهزوزة الشخصية: كبارا نمتعض منها، أو صغارا يقلدونها وتكون لهم نموذجا يترسب فى وجدانهم ويوجه سلوكياتهم. لا يقتصر الامتهان الذى نتعرض له كمشاهدين على المحتوى، بل يمتد إلى طول فترة بث الاعلانات التى تشتت التركيز، ونسأم من تكرار المضمون الواحد عدة مرات فى الفاصل الإعلانى الواحد، مما يدفعنا إلى قرار مقاطعة كل هذه المنتجات. فالإلحاح مستفز ويعكس سوء تقدير. نأمل أن يكون هناك تحرك سريع يحسم هذه المسألة وقبل حلول شهر رمضان المبارك الذى تزيد فيه الجرعة الإعلانية بصورة محمومة. سبق أن أعلن العام الماضى عن تنظيم فترات الإعلان وقصرها على بداية ونهاية العمل الدرامى أو البرنامج على ألا تزيد مدته إجمالا عن نسبة محددة مقارنة بطول العمل نفسه، ولم يطبق ذلك. يجب ألا يكون الاهتمام الأكبر بتدفق أموال الإعلانات بغض النظر عن مراعاة المشاهد. نرجو أن يتم تفعيل ذلك. لمزيد من مقالات إيناس نور