ضد كل حقائق التاريخ وضد كل ثوابت الجغرافيا وضد أبسط مبادئ القانون الدولى خرجت علينا إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأعجوبة غريبة من أعاجيب السياسة الأمريكية، والقول بأن واشنطن تتجه نحو اتخاذ قرار تعترف فيه أمريكا بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية. لقد أصبحنا إزاء مشهد عبثى بدأ بالدوس بالأقدام على مقررات الشرعية عندما قررت إدارة ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قبل عام مضى، واليوم تجاهر ذات الإدارة الأمريكية بأنها عقدت العزم على إعلان اعترافها بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967 دون أى سند من القانون الدولى. إن الأمر هنا تجاوز بكثير حدود استضعاف العالم العربى والاستهانة بأبسط حقوقه المشروعة فى فلسطينوسوريا، وهو ما دفع دولا كثيرة على رأسها فرنسا إلى سرعة إدانة هذه الخطوة من جانب واشنطن باعتبارها انتهاكا صارخا للقانون الدولى وتهديدا مباشرا للأمن والاستقرار الإقليمى والعالمى. ومع أننى مثل كثيرين من الموقنين بحتمية الفشل فى نهاية المطاف لهذه السياسة الأمريكية الخرقاء، التى باتت فى عهد ترامب سياسة مكشوفة الأهداف واضحة الاتجاهات، فى تأكيد انحيازها الصارخ لإسرائيل دون إدراك لخطورة العواقب التى يمكن أن تترتب على هذا الانحياز الفاضح، إلا أن الأمر بات يحتاج من العالم العربى إلى أكثر من نظرة سريعة وكلمات غضب طارئة خصوصا وأن المناخ الدولى مهيأ الآن لتنسيق عربى عالمى ضد هذه الخطوة الأمريكية الحمقاء. إن الخطر الآن لم يعد يهدد سورياوفلسطين وإنما الخطر على السلام كله بعد أن كشفت سياسات ترامب الحمقاء عن خطة مرسومة مدروسة يجرى تنفيذ تفاصيلها تباعا خطوة بعد أخرى وبترتيبات تسعى من خلالها واشنطن لاستجداء رضا إسرائيل، وليس مهما أن يغضب العرب وأن يغضب معهم كل دعاة السلام فى العالم! خير الكلام: إن الإجابة الوحيدة على الهزيمة هى الانتصار! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله