يفصل بيننا الكثير ويجمعنا الكثير وتبقى الحروف هى أصل الحوار حتى وإن كانت لا تعترف بقيودها على السطور. بين كلاسيكية الخط العربى ومعاصرة التصميمات احتضن المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى فى الزمالك مُنذ أيام معرض الفنانة الدكتورة لبنى زكريا التى قدمت تجربة جديدة باستخدام الحروف العربية فى تشكيلات وتصميمات بالألوان المائية فى لوحات لا تعترف بقيود الخط على السطور. تقول الفنانة «تعلقت دائما بجمال الطبيعة من حولى مما انعكس على أعمالى ومعارضي، ولأنى مرتبطة بفولكلور مصر وخصائص تقاليدها وطبيعتها الخلابة المتنوعة وصحرائها وشوارعها القديمة.. رأيت أن الأصل فى كل التجارب هو الكلمة والحروف.. فوراء كل لوحة قصة، وبين كل قصة كلمات وفى أصل الكلمات حروف تشكل وجداننا». وتزداد أهمية هذه التجربة فى الوقت الذى يختفى الاهتمام بالكتابة وتنمية الخط العربى والاعتماد على الوسائل الإلكترونية فى الكتابة والمراسلة، حيث يذكرنا هذ المعرض بقوة حروف اللغة العربية وتميز خطوط اللغة. فمن خلال هذه اللوحات، نرى أن قدرة الحروف العربية على التشكل والتغيير مازالت قائمة، فمع صعوبة استخدام الألوان المائية فى نقش تفاصيل الحروف، تجذبنا الفنانة إلى عالم منمنم مبهج من التفاصيل بداخل كل حرف، لتحكى كل لوحة قصة حرف وبداية حكاية. يتوسط المعرض لوحة واحدة باستخدام القلم الرصاص تمزج بها الفنانة كلمات سبحان الله وبحمده لتتطاير الحروف حولها فى تكوين انسيابى لحروف التسابيح وكأنها تتطاير فى سماء صافية لتصل إلى منتهاها.