من أجل الإرتقاء بالمواطن وتوسيع الرقعة الخضراء دشن الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال مؤتمر الشباب السادس الذى عقد بجامعة القاهرة فى يوليو الماضى حملة كبيرة لزراعة مليون شجرة مثمرة على مستوى الجمهورية بهدف زيادة المساحات الخضراء فى الشوارع والحدائق والمنتزهات وملاعب الأطفال لما لها من تأثير فى تعديل المناخ وتعديل سلوك المواطن , فما هو نصيب الإسكندرية منها ؟ وماذا تحقق حتى الآن ؟ وماهى أهميتها من منظور علمى ؟ يقول الدكتور ماهر ابو جبل عضو نقابة الزراعين والمنسق العام للحملة أن المحافظة تقترب من الإنتهاء من زراعة كافة المدارس بالأشجار المثمرة ، خاصة أن الدكتور عبدالعزيز قنصوة محافظ المدينة قد أعلن عن إستهداف المشاركة بزراعة 200 ألف شجرة ، وقد شُكلت لجنة برئاسة الدكتور مصطفى البخشوان وكيل وزارة الزراعة ونقيب الزراعين وقسمت العمل لمراحل ، كل مرحلة تستهدف زراعة 5000 شجرة ، وحاليا جارى العمل بالمرحلة الثالثة ومعها تقترب الإسكندرية من إعلانها زراعة كافة مدارسها ، ثم تبدأ الحملة بزراعة المستشفيات ومراكز الشباب والأندية والجامعات ومراكز الشرطة والمعاهد البحثية وفى برج العرب ، وقد أعلنت جيهان عبدالحميد رئيس المدينة عن اشتراك أهالى برج العرب فى زراعة 5000 شجرة بصفة مبدئية، كما يجرى التنسيق مع مساعد وزير التربية والتعليم والمسئولة عن المدارس اليابانية لعمل بروتوكول تعاون بين نقابة الزراعيين والمدارس اليابانية والمدارس المتوسطة الزراعية لزراعة أشجار التوت وزراعة عش الغراب . ويضيف أبو جبل أن فريق العمل يعمل فى مجموعات وبمتابعة من مجلس إدارة نقابة الزراعيين وأئتلاف حب مصر . ويقول الدكتور حسن قاسم أستاذ الفاكهة بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية إن مشاريع التشجير نالت اهتماما كبيرا لزيادة المساحات الخضراء فى الشوارع والحدائق والمنتزهات وملاعب الأطفال لما تقوم به النباتات المستخدمة فى التشجير من إعطاء شكل جمالى بالإضافة إلى تأثيرها الفسيولوجى فى تعديل المناخ ومقاومة تلوث الهواء والعمل على التقليل من عواصف الغبار وشدة الرياح والضوضاء، كما تعمل على إضفاء عنصر الطبيعة بألوانه الجميلة على المكان وتكسر حدة الخطوط الهندسية وتعمل على إخفاء العيوب أو المناظر غير المرغوب فيها . ويؤكد أن ميزة إستخدام الأشجار المثمرة أنها تحقق عائدا اقتصاديا من بيع ثمارها وإستخدام مخلفات التقليم فى الزراعة العضوية . ولنجاح التشجير لابد من إختيار أنواع النباتات المناسبة لتحمل عوامل المناخ السائد فى المنطقة المراد تشجيرها بالإضافة الى الناحية الاقتصادية ولذا يجب إختيار أنواع الفاكهة المستديمة الخضرة وهى التى تتواجد عليها الأوراق طوال العام مثل نخيل البلح، التين شوكي، النبق أو السدر، نخيل الدوم، الخروب، الزيتون، الموالح (البرتقال، اليوسفي، الليمون، الجريب فروت)، الباباظ، البشملة. كل هذه الانواع تعطى نمو خضرى جميل يمكن تشكيله بأشكال تنسيقية مختلفة بالإضافة إلى أزهارها الجميلة التى تفوح فى الربيع برائحة عطرة جميلة مع اعطاء محصول من ثمار الفاكهة الذى يساهم فى سد الفجوة الغذائية فى بعض الأحوال . هذا وينبغى أن تكون هناك معرفة ودراية جيدة فى كيفية توزيع وتنسيق اشجار الفاكهة المختارة وربطها بالتصميم المطلوب. ولكن يجب الحذر من أنه أثناء نضج الثمار قد ينجذب الأطفال اليها مما قد يعرضها لبعض الحوادث وكذلك يجب حمايتها من السرقة. ويقول الدكتور أحمد عامر أستاذ الغابات وتكنولوجيا الأخشاب بكلية زراعة الإسكندرية أنه يجب إستخدام وتوظيف الأشجار المناسبة وخصوصا المتوائمة مع الأجواء المصرية فالأشجار المثمرة تزرع بالبساتين والآرياف ويمكن زراعتها بالمستشفيات والمدارس فى نطاق محدود ويجب رفع وعى المواطن لأهمية الأشجار ، فزراعة شجرة مثمرة بالشارع يترتب عليها سلوكيات من بعض الأشخاص خاصة الأطفال من التسلق عليها مما يعرض حياته للخطر وأيضا تحتاج لعناية خاصة مثل التقليم والرى والتسميد وقد يستلزم الأمر رشها بالمبيدات لحمايتها فيؤكل منها لذا يجب الحذر من الأنواع التى يتم زراعتها بالأماكن المفتوحة وقد تسقط بعض الثمار على الأرض خاصة الغضة منها مثل التوت فيتكاثر عليها الذباب فتؤدى لتشوه الارض, ولذا أنصح بزراعة الأشجار غير المثمرة بالشوارع خاصة المتحملة للتلوث والجفاف فهناك انواع سريعة النمو كأشجار الفيكس التى تساهم فى خفض درجة حرارة الجو من درجتين الى 6 درجات مئوية بالأماكن المكشوفة صيفاً وفى الشتاء تمنح دفئا و هناك أيضاً اشجار مزهرة مثل الأكاسيات الإسترالية والبوناسيا والجكرندا, أما الريف فنأمل فى توفير شتلات أشجار التوت وزراعتها بالحقول وعمل قوافل تشجير وتوعية لسكان الريف والحقول لأن الأكثرية ليس لديهم قناعة بأهمية الأشجار هناك باعتبارها مصدات للرياح وقد أثبتت التجربة حتميتها لحماية الحقول والمزارع الحيوانية والمناطق السكنية..