على بُعد 899 كيلومترا من القاهرة عند الجندل الأول لنهر النيل يقع أجمل مشاتى العالم، تعددت اسماؤه فهو ساون أو سونو أو سونيت أى السوق فى اللغة المصرية القديمة، أما فى القبطية فكانت ساوان، واللاتينية سيين، وبلغة اهل النوبة بياسون، إنها بلاد الذهب اسوان. مدينة أسوان مقصد للسائحين من مختلف أنحاء العالم لما تحتويه والقرى المحيطة بها من مناطق سياحية واثرية، فبها معابد تاريخية ومحميات طبيعية وجزر للاستشفاء، ومن أهم معالم المدينة. تقع جزيرة الفنتين مُقابل مدينة أسوان، وكانت بمثابة الحصن المنيع على الحدود الجنوبية، أشهر معالمها معبد خنوم، مقبرة الكبش المقدس، بوابة الملك أمنحتب الثاني، ثالوث ساتت وعنت، ومقياس النيل الذى يعود تاريخه إلى العصر الرومانى حيثُ تظهر عليه مقاييس فيضان نهر النيل باللغات اليونانية الديموقراطيقية والعربية، واشتهرت الجزيرة قديماً باسم (أبو)، أى سن الفيل وتحول اسمها فى العهد اليونانى إلى الفنتين. أما متحف أسوان فيقع فى الجزء الشرقى للجزيرة، وأقيم عام 1898 كاستراحة لمهندس الرى الانجليزى (وليم ولكوكس) مصمم خزان أسوان، وفى عام 1912 وبعد الانتهاء من مشروع خزان أسوان تم تحويل هذا المبنى إلى متحف، ويعد من أقدم المتاحف الاقليمية فى مصر ويتميز بالموقع الفريد حيث انه فى وسط الجزيرة فى المنطقة الأثرية، وتحيط به مجموعة من المعابد، وفقا للعصور التاريخية، ويحتوى على آثار تم العثور عليها فى منطقة أسوان وجزيرة إلفنتين الأثرية يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الأسرات ،وكذلك سبق العصور الفرعونية والعصر البطلمى والرومانى وحتى العصر القبطى والإسلامي، ويضم تماثيل الملوك والأفراد وبعض المومياوات للكبش رمز الإله وأنواعا مختلفة من الفخار وعناصر معمارية وزخرفية وعددا من التوابيت وأدوات الحياة اليومية وبعض اللوحات الجنائزية. وفوق جزيرة الفنتين وعلى بعد نحو عشرة أمتار إلى الشمال من متحف أسوان. يقع ملحق متحف أسوان «الانكس» ومساحته نحو 220 مترا، ويضم 3 قاعات عرض اقيم ما بين أعوام 1991 و 1993، وروعى فى تصميمه أن يكون فى منطقة أقل ارتفاعا من المتحف القديم حتى لا يحجب الرؤية عن المنطقة الأثرية والمعابد المحيطة به. وتقع جزيرة النباتات وسط النيل، وتجمع 3 عناصر للجمال، فهى تطل على الجبل الغربى المملوء بالآثار الفرعونية التى تبدأ بمقابر النبلاء وتنتهى بمقبرة أغا خان، ووجودها وسط الجزيرة وأخيراً تاريخها الذى يعود إلى القرن ال19، حيث انشأها اللورد كتشنر قائد القوات الإنجليزية لتكون مقر الحملة، ومساحتها 18 فدانا مقسمة إلى ممرات طولية تضم 695 نوعا من النباتات. وفى مدينة أسوان، توجد مقابر النبلاء وتعود أصولها إلى العصور القديمة، وأبرزها مقبرة ميخو، ومقبرة سابني، وعلى كل قبر كُتب لقب الحاكم أو النبيل المدفون فيه، ونوع المهمة التى تولاها، بالإضافة إلى دوره فى حماية مصر، ورحلاته داخل قارة إفريقيا. وعلى إحدى روابى البر الغربى للنيل، وفى مواجهة الحديقة النباتية، يقع ضريح السلطان محمد شاه الحسينى زعيم الطائفة الإسماعيلية والشهير بلقب «الأغاخان»، والذى كان قد حضر لزيارة أسوان فى مطلع القرن الماضى فوقع فى غرامها، وقرر أن يزور المدينة كل شتاء، ويتطور العشق ليبنى لنفسه قبراً على إحدى رباها ويوصى بأن يدفن فيه، وهو ما حدث بعد وفاته عام 1959، وحرصت زوجته البيجوم أغاخان على زيارة قبرة كل عام وأوصت هى الأخرى بأن تدفن معه وهو ما حدث بالفعل، باتت المقبرة مزاراً سياحياً بارزاً. وفوق جزيرة أجيليكا يوجد معبد وآثار فيلة، حيث نقلت إليها من موقعها الأصلى فى جزيرة فيلة حيث غمرت الجزيرة مياه الفيضان، أما جزيرة آمون الصغيرة فقد استثمرت لإقامة فندق سياحي. ودير الأنبا سمعان أحد الأديرة القبطية الأصيلة فى مصر، وفيه كنيسة تضم صورا للمسيح، بالإضافة إلى عددٍ من القديسين يرجع تاريخ الدير إلى القرن السادس الميلادي. ومن بين الأعمال الفنية الرائعة المسلة الناقصة ، وهى مسلةٌ ضخمة من الجرانيت الوردى تقع على بعد نحو كيلو متر شرق النيل فى الجزء الشمالى بالقرب من أسوان، طولها 41 متراً تقريباً، و طول ضلع قاعدتها4 أمتار، فيما يبلغ وزنها 117طناً، ويُرجح بدء العمل فيها زمن حتشبسوت لنقلها لمعبد الكرنك، وتتجلى أهميتها فى معرفة الطرق التى كان يتبعها المصريون القدامى فى قطع المسلات القديمة، والوسائل المستخدمة فى نحتها.