65 عاما مرت علي اكتشاف مركب الشمس باهرامات الجيزة، التي اكتشفها الصحفي كمال الملاخ، وهي مراكب جنائزية صنعت عام 2800 ق .م، حينما توفي الملك خوفو ملك مصر، وتم تحنيط جثته، وعمل المراسم الجنائزية، ووضعت جثته علي تلك المراكب مع الكهنة قبل دفنه. ولاكتشاف مراكب الشمس واقعة فريدة، فعقب الانتهاء من عملية تنظيف منطقة الهرم في وجود مفتش آثار منطقة الهرم محمد زكي نور، والمهندس الذي يقوم بعملية التنظيف كمال الملاخ، والمشرف علي عملية التنظيف د.عبدالمنعم أبوبكر، ظهرت فجأة آثار جدار من الطوب اللبن، وعند الوصول إلي قاع الجدار، ظهرت 42 قطعة حجرية مقسمة إلي مجموعتين، بينهما فاصل ثلاثة أمتار في حفرة حجرية. وكان ذلك فى عام 1954. الكاتب والباحث الأثري صدقي ربيع يقول في كتابه «المراكب في مصر القديمة»: إن المراكب جزء لا يتجزأ من الحياة المصرية القديمة، إذ لم يكن استخدامها مقصورًا علي أغراض النقل، بل كانت تُستخدم لأغراض الترفيه والتنزه وأداء الطقوس الدينية. أما المراكب الحربية، فقد استُخدمت في الدولة الحديثة، وهناك العديد من الصور في المعابد تشير لذلك. ولا يزال الجدل قائما ،منذ اكتشاف مركبتي الملك خوفو، بين العلماء والمتخصصين، في توصيفهما، فيرجح فريق من علماء الآثار أنهما مراكب جنائزية بسبب حجمهما الكبير، إذ إن مراكب الشمس علي الأرجح مراكب صغيرة ورمزية. بينما يرجح الفريق الثاني أنهما مركبتان شمسيتان يستعملهما الإله رع -إله الشمس- مع الملك في رحلة الليل والنهار، تساعده النجوم في الإبحار والتجديف. ويؤيد هذا الرأي عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، فأشار في بحثه «آثار وأسرار مراكب الشمس» إلي أن العلماء احتاروا في تفسير وظيفة مركب الملك خوفو، نظرًا لأنهم يدرسون المركب كأثر قائم بذاته من الناحية الدينية فقط. ويشدد حواس علي أنه من الخطأ دراسة أي عنصر معماري، أو قطعة أثرية في أي موقع دون دراسة ما حولها من آثار ومعابد وأهرامات ومناظر ممثلة بالمعبد والتماثيل وغيرها. ويذهب حواس إلي أنهما ليستا جنائزيتين، بل هما مركبتان شمسيتان، وأن بعض العلماء ذكروا أنهما مركبتان جنائزيتان دون أدلة موضوعية سليمة، ويشدد علي أن كمال الملاخ كان مصيبًا، من وجهة نظره، وذلك علي الرغم من أنه لم ينشر أدلة علمية تدعم رأيه حين أطلق عليها «مركب شمس» بعد كشفه لها في 25 مايو 1954. يذكر أن «الملاخ» بدأ حياته العملية مهندسًا معماريًا، ثم ضابط احتياط بسلاح المهندسين، ثم انتقل للتدريس بكلية الفنون الجميلة ومعهد السينما والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبدأ حياته الصحفية رسامًا ثم ناقدًا فنيًا في جريدة الأهرام عام 1950.