خلال سنوات عملى الصحفى تعودت أن أتابع عن كثب التطوير المستمر فى العلاجات والابتكارات العلمية والتكنولوجية ذات القدرة على تحسين جودة حياة المرضى، وخاصًة فى الحالات الأشد احتياجا للدواء وأصحاب الأمراض المزمنة. مؤخراً شرفتُ بحضور مؤتمر طبي موسع عن العلاج الموجه لمرضى اللوكيميا وأنيميا البحر المتوسط عند الأطفال، استعرض فيه الخبراء المشاركون أحدث العلاجات الموجهة للقضاء على أمراض الدم والأورام، التى كان يصعب التغلب عليها فيما مضى، حيث كان أقصى أمل للمريض هو إيقاف الألم والسيطرة على مكان الورم ومحاولة التحكم فى الخلايا السرطانية فى مكان واحد لتحجيم انتشارها. ولأن التكلفة العلاجية لعلاج السرطان مكلفة للغاية، سواء العلاج الكيماوى أو عن طريق القسطرة التداخلية، تقوم بعض الشركات الرائدة فى مجال تصنيع الدواء بتقديم الدعم وعرض أحدث ما توصل إليه العلم ونقل التكنولوجيا المتطورة ومشاركة وزراة الصحة وفى دعم المرضى وتزويدهم بأحدث المستجدات، مما يكون له أبلغ الأثر فى التخفيف عن كاهل الوزارة وتقديم الخدمة الصحية اللائقة بالمرضى المصريين. ويوضح الدكتور شريف أمين أن الجيل الجديد من العلاجات الموجهة عبارة عن أقراص تتناول عن طريق الفم وتقضى على الورم خلال ستة أشهر على أقصى تقدير، لافتاً إلى أنه من الأهمية بمكان الاهتمام برفع درجة الوعى المجتمعى، خاصة لأصحاب المرض العضال الذى انتشر مؤخراً بشكل مخيف وفقًا لأحدث الإحصائيات بأعداد المرضى، مؤكداً أهمية دور الشركات المصرية فى الحد من تكاليف الرعاية الصحية وجعلها مدخلا لدعم قضايا الصحة، بالإضافة إلى تنمية مهارات شباب الأطباء لبناء جيل جديد واع ومستنير فكرياً هو السبيل، الذى لا غنى عنه لمجابهة الفقر والجهل والإرهاب. وأرى أن تلك النماذج تقدم رؤية جادة ونموذج وطنى صميم يستحق الإشادة كشريك فى بناء هذا الوطن وأحد أبنائه الغيورين المخلصين، وأعتقد أن مصر الآن فى أمسّ الحاجة للإكثار من أصحاب الفكر المبدع والخلاق، خاصة ممن يضخون استثمارات وطنية واعدة، فمن أجل غدٍ أفضل نتنفس فيه هواء التطوير يجب أن نتخذ من هذا النموذج المُشرف بداية حقيقية تبعدنا عن الجمود الفكرى، فشكراً لمن صنع لحظة جميلة فى بلدنا الجميلة التى تستحق منا الكثير. [email protected] لمزيد من مقالات راندا يحيى يوسف