على الرغم من هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابى عسكريا على الأرض فى سوريا والعراق، فإنه لم يتم هزيمة أفكاره المتطرفة، فقد أبرزت مقاطع فيديو قيام داعشيات أجنبيات بالتهجم على نساء سوريا وعراقيات بسبب عدم اراتدائهن النقاب. وقال شهود عيان زاروا مخيم «الهول» للنازحين فى شمال شرق سوريا إن أجنبيات من أتباع تنظيم داعش حاولن الاعتداء على آخريات يعتبرنهن من «الكفار» فى محاولة لفرض آرائهن المتطرفة عليهن. وقالت سورية فى مخيم الهول، الذى نقل إليه نساء وأطفال من آخر جيب لداعش فى «الباغوز» بشرق سوريا: «يصرخن علينا بأننا كافرات لأننا لا نغطى وجوهنا، حاولن ضربنا». وطوقت السلطات السورية الكردية، التى تسيطر على المخيم، الأجنبيات، وتجمعت النساء المنقبات فى ملابس سوداء خلف سياج أغلقت بوابته. وقال مسئول أمنى فى المخيم: «الأجنبيات يلقين الحجارة. ويسببن السوريات أو العراقيات ومسئولى المخيم. حتى الأطفال يواجهون التهديدات». وأطلق حراس النار فى الهواء لتفريق بضع مشاجرات واستخدموا صاعقا كهربائيا فى إحدى المرات للسيطرة على أجنبية معتقلة. ويبدو أن نساء داعش لم يكتفين بالشجار الداخلي، فقد عمدن أيضا إلى رشق بعض الصحفيين الذين كانوا فى محيط المخيم، أو الذين قصدوا قوافل الخارجين عند وصولها إلى مخيمات سوريا الديمقراطية بعبوات المياه. والباغوز آخر منطقة مأهولة بالسكان يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، وهو ما أدى إلى ظهور مشكلة تتعلق بمصير الأعداد المتزايدة من الناس الذين يخرجون من الجيب ومنهم كثيرون من الدواعش، وتم إرسال معظمهم إلى مخيم الهول المكتظ بالفعل بنازحين ولاجئين سوريين وعراقيين. ويقول مسئولو المخيم إنه ليس لديهم ما يكفى من الخيام أو الطعام أو الدواء، ويحذر موظفو إغاثة من انتشار الأمراض كما توفى عشرات الأطفال فى الطريق إلى هناك. وأعلنت الأممالمتحدة أمس الأول أن 62 ألف شخص على الأقل تدفقوا على المخيم حتى الآن وهو ما يفوق طاقته الاستيعابية، وأن أكثر من 90% من الوافدين الجدد من النساء والأطفال.على صعيد آخر، تعرض ساجد جاويد وزير الداخلية البريطانى لانتقادات داخلية بعد إعلان وفاة رضيع «عروس داعش» البريطانية شاميما بيجوم فى معسكر للاجئين فى سوريا متأثرا بالتهاب فى الرئة ومشكلات فى التنفس. وقال دال بابو، رئيس شرطة سابق وصديق عائلة بيجوم: «لقد فشلنا، كبلد فى حماية الطفل، هذه الوفاة كان يمكن تجنبها تماما»، موضحا:»لم تكن هناك محاولات من وزارة الداخلية لتقديم المساعدة. شيء صادم الطريقة التى تعامل بها وزير الداخلية مع الموضوع». وقال حزب العمال المعارض إن وفاة الرضيع جاءت نتيجة قرار غير إنساني. وأوضحت ديان أبوت وزيرة الداخلية فى حكومة الظل العمالية أن قرار وزارة الداخلية الشهر الماضى تجريد بيجوم من جنسيتها وجعلها بلا جنسية كان ضد القانون الدولي، والآن توفى طفل بريء نتيجة تجريد امرأة بريطانية من جنسيتها، وهذا قاس.