لقد أبى شهر فبراير هذا العام أن يرحل دون أن يترك فى قلوبنا جرحا صعبا أن يندمل بسهولة، حيث رصدت كاميرات المراقبة فى محطة قطارات رمسيس بقلب القاهرة ڤيديو حصريا للنيران وهى تشتعل فى عدد من المواطنين وقت اصطدام القطار بمنتهى القسوة فى الصدادة المخصصة فى نهاية الخط لينفجر خزان الوقود ولترتفع ألسنة اللهب بقوة مما أسفر عن تناثر أشلاء عشرات الجثامين المتفحمة وسقوط عشرات من الجرحى والمصابين مكان الحادث الأليم.. لم ينتظر الشارع المصرى نتائج تحقيقات النيابة ولم يتمهل قليلاً ليحصل على معلومات موثقة من الجهات المختصة بمتابعة هذه الكوارث لقد بث مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعى لقطات حية لفيديو الحريق الهائل وكأنهم الأدرى ببواطن الأمور بالطبع هناك شبه إجماع على إدانة السائق على الإهمال والتقصير على تدنى مستوى الكفاءة والتدريب والتأهيل له ولعدد كبير غيره من العاملين. لقد تعامل بعض الحضور فى مكان الحدث الأليم كما لو كان مراسلاً لكل المنابر الإعلامية الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت حيث البحث عن السبق الأكثر انتشاراً، فى لحظات أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى بديلاً لصفحات المفقودين، للجثامين المتفحمة الباحثة عن أهليتها.ويكون السؤال الذى يطرح نفسه فى هذا السياق من المسئول عن تسريب أفلام كاميرات المراقبة بهذه السرعة عبر مواقع التواصل الإجتماعى عقب الحادث مباشرة دون تصريح من الجهات القانونية المختصة بهذا الشأن؟ أيضاً من هو صاحب النفوذ الذى أتاح الفرصة لإحدى القنوات الفضائية كى يظهر سائق القطار بعد ساعات قليلة على شاشة التليفزيون. أظن أن الإنسانية والآدمية تحتم علينا كمجتمع أن يكون لنا دور فعال فى التعامل بحرفية مع الأزمات، صحيح لدينا بعض التحفظات على الكثير من السلبيات فى أحد أهم وسائل المواصلات هنا فى بلدى مصر لكن واجبنا الوطنى يحتم علينا ألا نسمح لأحد بترويج الشائعات المغرضة للنيل من مجهود آخرين يبذلون قصارى جهدهم للحد من الإهمال المتراكم منذ سنوات بعيدة بهيئة السكك الحديدية ..لعل هذه الفاجعة الصادمة تكون دافعاً مباشراً كى نتمكن جميعاً من إيجاد حلول مثمرة للحد من الأسباب الكامنة وراء غالبية هذه الحوادث التى تدمى قلوبنا بين الحين والآخر. لمزيد من مقالات هالة برعى