فى عالم يمضى بخطى سريعة فى اتجاه مجتمع المعرفة، وفى عصر أصبحت أبرز ملامحه وعلاماته ثورة العلم والتكنولوجيا الفائقة وتقدم نظم ووسائل الاتصالات، حيث أصبحت أقدار الشعوب ومكانتها وموقعها على الخريطة العالمية تتوقف على قدر جهودها ومقدار اهتمامها بمجال العلوم والمعارف. وتعد المعرفة وتطبيقاتها أحد الاتجاهات الفكرية الحديثة فى الإدارة المعاصرة التى تضمن لمنظمات ووحدات الإدارة العامة تطبيقها للمساعدة فى اتخاذ القرارات الإدارية الرشيدة. ولقد كانت مصر دائما واعية بكل ما يحيط بها من متغيرات، ومدركة لطبيعة التحديات وابعادها ومخاطرها، فأخذت العدة وواصلت الاستعداد لمواجهة متطلبات الدولة العصرية الحديثة بخطى محسوبة بدقة لا تغفل ظروف الواقع المجتمعي، ولا تجنح نحو الاتكال والتواكل بعد أن أصبحنا نعيش عصر السماوات المفتوحة والقنوات الفضائية الثقافية المفتوحة، وفى خلال تبنى مشروعات رائدة ومتميزة تجاوزت نجاحاتها النطاق الداخلى لتحظى باهتمام العالم الخارجي. كما كان اهتمام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بقضية التحديث ودفع مسيرة مصر نحو مجتمع المعلومات كبيرا وعظيما حيث وجه بضرورة الاسراع فى تنفيذ برنامج متكامل لتحقيق النهضة التكنولوجية، والعديد من مشروعات التنمية الاقتصادية والثقافية، وكذلك اتاحة الفرصة لاقامة مشروعات خاصة للعمل فى مجال الاتصالات باستخدام الحاسبات الآلية والتطبيقات الرقمية. وكذا اتجاه الحكومة فى إطار برنامج الإصلاح الإدارى نحو التحول الرقمى بهدف تطوير الخدمات الحكومية والتوسع فى تطوير منافذ تقديم الخدمات الحكومية، فضلا عن الإسراع فى التحول نحو الاقتصاد الرقمى الذى يحمل العديد من الفرص والتحديات ومساعدة المؤسسات فى الدول النامية على الربط بالأسواق العالمية وتسويق المنتجات والخدمات فى جميع انحاء العالم. وغنى عن البيان ما تقوم به وزارات الاتصالات والتربية والتعليم والتعليم العالى بادخال الحاسب الآلى فى العملية التعليمية كأحد المناهج والمقررات الدراسية التى يتم تدريسها بالمدارس فى مراحل التعليم الأساسى الأولي، ثم ادراج هذا المقرر ضمن المحتوى العلمى للمقررات التعليمية فى شتى مراحل الدراسة. كما أن هناك العديد من الكليات والمعاهد العليا المتخصصة فى علوم الحاسب الآلى لتخريج كوادر من ابناء الوطن القادرين على التعامل مع الحاسبات الآلية وفهم واستيعاب برامج تشغيلها، وكيفية الاستفادة من الشبكة الدولية للمعلومات «الإنترنت» فى جمع وتسجيل جميع البيانات والمعلومات اللازمة لجميع المجالات، فضلا عن تكثيف الاهتمام ببرامج التدريب على الحاسب الآلى فى شتى مراكز التدريب بالجامعات والمعاهد ومراكز الشباب والنوادى والجمعيات الأهلية مما ساعد على نشر ثقافة الحاسب الآلى وبرامجه وتطبيقاته ومكن من مسايرة المتغيرات التكنولوجية المعاصرة فى عالم اليوم. ولعلنا جميعا ندرك أن تلك الجهود والمجالات المتعددة والمشروعات والبرامج المنفذة فى ميادين التثقيف والتنوير والتعليم والتدريب والتوجه نحو الاهتمام بالتفوق العلمى والتكنولوجى واستخدام الأساليب التقنية الحديثة العصرية المتطورة فى إدارة منظمات الأعمال، لهى دلالة قوية على أن مصر عرفت طريقها نحو مجتمع المعرفة وعصر التكنولوجيا الفائقة والمتقدمة، ويبقى على المواطن المصرى وخاصة من شباب الخريجين أن يحاول جاهدا الاستفادة فى هذا المناخ لتنمية معارفه وقدراته لكى يكون قادرا على التعامل فى سوق العمل مع متطلبات القرن الحادى والعشرين. لمزيد من مقالات ◀ د.حسين رمزى كاظم