حققت الدولة المصرية النجاحات فى العديد من الملفات الداخلية والخارجية والمشروعات القومية وعقدها الكثير من المؤتمرات والمعارض الدولية مثل منتدى إفريقيا 2018 والمعرض الدولى للصناعات العسكرية (إيديكس 2018) ومنتدى شباب العالم وما يرونه فى مصر من نجاحات وإنجازات اقتصادية كبرى بعد أن استعادت الأمن والاستقرار وقضت على الفوضى بسبب وحدة وصلابة ووعى شعبها وقوة مؤسساتها بالإضافة إلى نجاح الإصلاح الاقتصادى المصرى وسط مؤشرات دولية من كبرى المنظمات والمؤسسات الاقتصادية العالمية بتدفق الاستثمارات الكبرى وإبرام شراكات استراتيجية مع تطوير العلاقات الاقتصادية معنا. وقد أثارت هذه النجاحات جماعة الإخوان وحلفاءها فجن جنونهم فلجأوا إلى الكذب والخداع والتضليل والتحريض بعد أن أصابهم اليأس والاحباط مع تفاقم ازمتها الداخلية وحالة الانشقاقات التى شهدتها. لذلك سعت الجماعة لانتهاز حادث قطار محطة مصر للتغطية على تلك الانشقاقات الداخلية للجماعة من خلال الترويج لأكاذيبها وشائعاتها حول حادث انفجار قطار محطة مصر، وإيهام قواعدها بأنه لا يوجد انشقاقات داخلية، حيث استعانت بكتائبها الإلكترونية المشبوهة من خلال سلاح السوشيال ميديا لبث الخوف والقلق والأفكار المسمومة بين المجتمع المصرى، وتزييف الحقائق لتغييب الوعى وتأجيج مشاعر الشعب، سواء من أهالى الضحايا بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام، من خلال استخدام الأبواق الإعلامية الإخوانية عن طريق الحشد ضد الدولة، وبث الإحباط واليأس بفقدان الأمل فى المستقبل. أنصار الجماعة الإرهابية ضربوا أحط الأمثلة فى الخسة والتلاعب بآلام ودماء المصريين خلال أحداث محطة مصر ولم يراعوا أبسط قواعد الإنسانية فى تصدير حالة الذعر والرعب فضلا عن التلاعب بمشاعر المصريين، وأن ذلك جاء من خلال نشرهم صور المصابين والشهداء فى الحادث وحاولت الجماعة استغلال الواقعة لتشويه صورة الدولة المصرية ومؤسساتها داخليا وخارجيا، ولكن رغم حجم الحادث الأليم، قدم المصريون المحبون للوطن صورة رائعة تجلت من خلال محاولات السيطرة على الحرائق وإنقاذ المصابين جراء الحادث وتسابق المصريون للتبرع بالدم فى مشهد أذهل العالم وأظهر المعدن الاصيل لأبناء الوطن فى حين كان الإخوان يحاولون إشعال الفتن، لضرب الاستقرار والأمان داخل حدود الدولة المصرية. ما حدث فى قطار محطة مصر ليس له علاقة بإمكانات مادية أو تصريحات ملفقة فالخطأ بشرى جسيم نتيجة اهمال وتقصير ولا مبالاة وعدم تحمل مسئولية من سائق ومجموعة من العاملين ان سائقا مستهترا ترك الجرار بطل الكارثة نزل ليتشاجر مع زميله فى مشهد جسد حالة اللامبالاة لدى بعض الموظفين والعاملين والسائق نفسه اعترف بذلك. ماذا يريد الإخوان المجرمون ولماذا يكذبون؟ إن هدفهم الحقيقى هو هدم الدولة المصرية وإحباط شعبها وتحريض المواطنين لتدمير ما أنجزوه فى زمن قياسى ولا يمكن أن يصدقهم أحد فالكذب عقيدة الجماعة الإرهابية تنفذ أوامر وتعليمات خارجية, فليس الهدف من حملات الكذب النظام فقط ولكن هدفهم الحقيقى هو تدمير الدولة المصرية وإيقاف عجلة تقدمها وتفجيرها من الداخل وهو ما حذر منه الرئيس السيسى فكلما تقدمت مصر ازدادت الحملة على مصر شراسة، تعيش جماعة الإخوان الإرهابية حلما تجاهد فى سبيل تحقيقه بكل ما أوتيت من عمالة وتجارة بالدين، وهو أن تستيقظ وترى مصر وقد عمتها الفوضى، وعادت فيها حالة حوادث 25 يناير بما عشناه جميعا من افتقاد الأمن ومهاجمة الأقسام الشرطية، وانتشار اللجان الشعبية، ولجان البلطجة الذين يفرضون سطوتهم على الشارع، والسرقات بالإكراه للنفس والممتلكات، واختفاء السلع ومواد البترول وطوابير الخبز والبنزين والبوتاجاز. هذا حلم الإخوان الأكبر لأنه بتحقيقه يستطيعون امتطاء ظهور النشطاء والثوريين ليصلوا إلى حكم مصر مرة أخرى، وفى هذه المرة سيدمرونها وشعبها انتقاما من طرد الشعب لهم فى 30 يونيو وتتمسك جماعة الإخوان الإرهابية بحلمها وشائعاتها واستغلال بعض الحوادث فى سبيل ذلك، ومن هذا الاستغلال استغلالهم حادثة محطة مصر الأخيرة. إن الثمن سيكون غاليا لحدوث الفوضى فجموع الشعب لن ترحمه وسيلقنونهم درسا لن ينسوه اطلاقا. لقد فهم ابناء الوطن حجم التحديات والمخاطر والصعوبات ومن يقوم بالتفجيرات وزرع القنابل وهذه مهمة معركة الوعى. لقد أعدت الحكومة خطة تطوير شاملة للسكك الحديدية واعتمدت لها ميزانية غير مسبوقة 56 مليار جنيه وهو رقم كبير لتحسين وتقديم خدمة حضارية لمواطن يستحق انطلاقاً من بناء الإنسان والاهتمام بتوفير الحياة الأفضل شملت 1300 عربة قطار حديثة بالتعاون مع الدول المتقدمة فى هذا المجال وتأهيل ورفع كفاءة 81 جراراً من العام الماضى وتوفير قطع غيار بتكلفة 575 مليون دولار وشراء 100 جرار حديث بتكلفة 295 مليون دولار وتصنيع وتوريد 140 عربة بضاعة طرازات مختلفة من الهيئة العربية للتصنيع ب 543 مليون جنيه وتدعيم اسطول عربات بضائع السكة الحديد ب 800 عربة جديدة دعماً لشبكة الخطوط الحالية واستكمال تجديد السكة الحديد بتكلفة 6 مليارات جنيه واستكمال خطة التطوير الشامل للمزلقانات الواقعة على شبكة السكة الحديد وتم التعاقد مع شركات روسية ومجرية ( عام 2018 ). إن اكاذيب الجماعة الارهابية مدعومة بخليفتهم أردوغان الذى اصيب بالحسرة والغيرة من النجاحات المصرية والإقبال الدولى على مصر اصابتهم بلوثة افرزت كما غير مسبوق من الحقد والغل على الشعب المصرى ففى العام الاسود لحكم مرسى حدثت 9 حوادث قطارات أودت بحياة المئات من الشهداء ومئات المصابين ووقتها رفضت جماعة الإخوان، وحزبها، ونوابها فى البرلمان، ومنصاتها الإعلامية، تحميل مرسى والحكومة أى مسئولية، أو حتى تحمل جانب من المسئولية السياسية، والأهم أنه إذا كانت الجماعة قد خاضت رحلة أكثر سوادا وأيديهم ملوثة بالدماء وعلقت الأمر فى النهاية برقبة مبارك وميراث الفساد الطويل، فليس منطقيا الآن أن نسمح لها بتدمير مؤسسات الدولة وإيذاء أبناء الوطن بالقتل والتفجير كى نرضى تطلعاتها، ويتاجر بمواجعنا، إن الإرهاب المعنوى يكمل حلقات إرهابها المادى المتصل فى حق هؤلاء الضحايا الذين تتاجر بهم وترقص على جثث الضحايا. لمزيد من مقالات اللواء محمد الغباشى